استلهمت إسرائيل عنوان للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة (درع ورمح) باستهداف القادة الثلاثة من حركة الجهاد الاسلامي بالطائرات الحربية في بيوتهم وسقوط عدد من الشهداء الاطفال والنساء 13 شهيداً في جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الفاشي العنصري.
الجريمة المستمرة والغرض منها والزعم الكاذب أنها جاءت للحفاظ على الأمن الاسرائيليين وتراجع في إحساس الاسرائيليين بالأمن، مع انه ليس لدى الحكومات المتعاقبة خيار إلا ارتكاب الجرائم من وقت لآخر. بذريعة وقف الصواريخ من قطاع غزة، هي نكتة حقيرة بحجم الجريمة المستمرة ضد الفلسطينيين.
العدوان الاسرائيلي لم ينته، وهو مستمر، وفي انتظار رد المقاومة الفلسطينية وحالة الغضب والحزن في الشارع الفلسطيني الذي يطالب ايضاً بالرد انتقاما لدماء الشهداء، وعدم ترك المجال للسياسة الاسرائيلية العدوانية الاستفراد بفصيل فلسطيني واستهداف القادة كما حدث في جولات عدوانية سابقة، خاصة أن إسرائيل تسعى بكل قوتها ليس الفصل بين الساحات، بل القضاء على هذا الشعار ، من خلال تحييد حركة حماس في صد العدوان والرد على الجرائم الاسرائيلية.
إسرائيل تراهن حتى الان على عدم اشتراك حماس في الرد، وفي ظل هذا التصور فان العملية العسكرية ستستمر يوم أو يومين، ولن تكون هناك اضرار كبيرة، لكن اذا ما كان الرد الفلسطيني مشترك فعلى إسرائيل الا تحتفل وتعيد تقييم الاوضاع بناء على المستجدات.
على ضوء السيناريوهات التي وضعتها إسرائيل في تحييد حركة حماس.
وحول اهداف العدوان، وانه تحقيق الامن للاسرائيليين، والتبجح بتوجيه ضربة قوية للمقاومة، واستعادة الردع المتآكل، ونشر صور المسؤولين الاسرائيليين والرقص على دماء الشهداء من الاطفال والنساء، وذلك يأتي في قلب المصالح السياسية لنتنياهو وائتلافه الحاكم، ومن المستحيل نفي هذه الحقيقة، وردود الافعال من الوزراء وأعضاء الكنيست تبين ذلك بشكل واضح. برغم الحديث عن اعادة ترميم صورة الحكومة والائتلاف الحاكم، خاصة بعد المناوشات التي وقعت الاسبوع الماضي بين وزير الامن القومي ايتمار بن حفير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إسرائيل وصعت المقاومة بكل فصائلها في اختبار حقيقي، برغم ما قد يسفر عن رد المقاومة ورد الاحتلال الاسرائيلي الاجرامي لحق الفلسطينيين، لكن عليها اتخاذ القرار.
هذا الاختبار ومع هذه المعطيات والغضب الفلسطيني، والمطالبة بضرورة الرد، وحالة الانتظار الذي يسود الساحة الفلسطينية ولم يتعود عليها الفلسطينيين بعد نحو 10 ساعات من جرمية الاغتيال وقتل الاطفال، في وحول ما صرح به مسؤولون في المقاومة الفلسطينية بضرورة الرد وعدم ترك إسرائيل تفرض سياساتها العدوانية على القطاع لاغراض اجرامية وسياسية داخلية.
اعتقد ان حركة حماس ستكون في قلب المعركة القادمة والرد على العدوان، قد يكون الانتظار مفيد من وجهة نظر المقاومة، وضرورة تحقيق شعار القرار المشترك والوحدة في الميدان، وكذلك وحدة الساحات ليس في فلسطين بل ساحات قوى الممانعة والتي تؤكد على ضرورة الرد اذا ما وقع عدوان على اي منطقة من مناطق في فلسطين.
مع الاخذ بالاعتبار التغيرات الدولية والاقليمية وتأثير ذلك على إسرائيل التي بدأت العدوان، وتركها تستفرد بقطاع غزة والدعم الدولي لها وهو في مد وجزر منخفض، ومن الواضح أن هناك خلافاً بين إسرائيل والولايات المتحدة لكنه ليس خلافاً استراتيجياً، وهي الداعم الاستراتيجي لها، كما تشهد المنطقة العربية تغييرات لكنها في طور التغيير وإعادة التنظيم.
في ضوء التغيرات الجيوستراتيجية المهمة، لكن قد يكون مبكراً الحديث عن تلك التغييرات الدولية والاقليمية، لكنها قد تؤثر في طبيعة الرد الاسرائيلي وعدم اطلاق يد نتنياهو التغول في الدم الفلسطيني.