تعرّف على سيرتها الذاتية

الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة

شيرين ابو عاقلة
حجم الخط

القدس المحتلة - وكالة خبر

تمر اليوم الخميس 11 مايو 2023، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أيقونة الصحافة الفلسطينية، مراسلة الجزيرة في القدس المحتلة شيرين أبو عاقلة (51 عامًا)، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيتها الصحفية لاقتحام مخيم جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح يوم الأربعاء 11 مايو 2022، عن استشهاد الزميلة الصحافية مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في جنين.

وأشارت الوزارة، في بيان صحفي مقتضب، إلى أن الإعلامية أبو عاقلة (51 عامًا) أصيبت برصاص الاحتلال في رأسها، حيث أعلن عن استشهادها فيم بعد.

كما وأصيب الصحافي علي السمودي برصاص حي في الظهر، منوهة إلى حالته مستقرة.

ومن جانبها، أفادت قناة الجزيرة، بأنه تم استهداف الشهيدة أبو عاقلة رغم ارتدائها سترة الصحافة، حيث تم استهدافها بشكل متعمد من قبل جيش الاحتلال.

من هي الشهيدة شيرين أبو عاقلة؟

ولدت شيرين نصري أنطون أبو عاقلة في مدينة القدس المحتلة عام 1971، لأسرة فلسطينية مسيحية، تنحدر من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

حصلت على الجنسية الأميركية من والديها، لكنها لم تعش في أميركا، وتوفي والداها قبل سنوات قليلة من اغتيالها، ولها أخ واحد هو طوني نصري أبو عاقلة.

يصفها زملاؤها، بكونها مقدامة شجاعة رزينة وهادئة، وتتميز بأخلاقها ومهنيتها العالية.

قال عنها الصحفي المدرس في جامعة "بيرزيت" محمد دراغمة "أنا أعتبرها من أقوى الصحفيين في العالم العربي. أنا أدرّس تقاريرها لطلابي في جامعة بيرزيت وفي قطاع غزة".

وأضاف "هي لا تضع مشاعرها في الأخبار التي كانت تحرص على تقديمها بموضوعية وحيادية، كانت جملها تتميز بجمل قصيرة مكثفة، ووتيرة صوتها هادئة لا تحمل تحريضا".

تساءل كثيرون إن كانت لا تخاف من تغطياتها الخطيرة، فأجابت في مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء النجاح "بالطبع أكون خائفة في كثير من الأحيان أثناء إعداد التقارير"، مضيفة "أنا لا أرمي بنفسي إلى الموت، أنا أبحث عن مكان آمن أقف فيه وأعمل على حماية طاقمنا الصحفي قبل أن أقلق على اللقطات".

وعرفت بمبدئها الذي يقول "لا أريد تسييس قصتي أريد أن أعطي حقائق ومعلومات".

أنهت شيرين دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية ببيت حنينا في المدينة المقدسة.

درست الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن استجابة لرغبة والديها.

ثم توجهت إلى دراسة الصحافة المكتوبة وحصلت على بكالوريوس في الإعلام من جامعة اليرموك بالأردن، وعادت إلى فلسطين بعد تخرجها.

حصلت على شهادة الدبلوم في الإعلام الرقمي من جامعة بيرزيت في فلسطين.

عملت بعد عودتها إلى فلسطين مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ثم في إذاعة صوت فلسطين وقناة عمّان الفضائية، وبعدها في إذاعة "مونتي كارلو" ومؤسسة مفتاح، لتنتقل أخيرا إلى قناة الجزيرة الفضائية عام 1997.

كانت من أوائل المراسلين المنضمين لفرع الجزيرة في فلسطين بعد عام من تأسيسه، وعملت لـ25 عاما مراسلة ميدانية، قبل أن تنقل آخر سطورها عبر البريد الإلكتروني لزملائها في قناة الجزيرة في الدوحة صباح يوم اغتيالها، وتخبرهم بأن "جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ويحاصر منزلا هناك"، وبأنها ستوافيهم بالخبر فور اتضاح الصورة، لتكون هي الخبر في النهاية.

اتهمتها إسرائيل أكثر من مرة بتصوير مناطق أمنية، وقالت إنها كانت دائما ما تشعر بكونها مستهدفة من الاحتلال، ناهيك عن تعرضها لمضايقات من مستوطنين مسلحين أثناء عملها.

شهدت شيرين على أحداث مفصلية في فلسطين، منها انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) بين عامي 2000 و2004 واجتياح مخيم جنين وطولكرم عام 2002، بالإضافة للغارات والعمليات العسكرية التي تعرض لها قطاع غزة.

كانت أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان عام 2005، قابلت خلالها الأسرى الفلسطينيين المسجونين لأكثر من 20 سنة، ووصفت زيارتها تلك بأنها "الأكثر تأثيرا"، ونقلت معاناتهم لذويهم وللعالم.

من آخر ما غطته المواجهات في الأقصى والقدس وحي الشيخ جرّاح، وتعرضت هي وزملاؤها للتنكيل والاعتداء من قبل جيش الاحتلال، أصيبت على إثرها برصاص الاحتلال أكثر من مرة وفي مواضع مختلفة.

كان لها أثر في المنطقة العربية حيث تنقلت لتغطية عدة أحداث، فذهبت إلى مصر بعد إعادة فتح مكتب الجزيرة في القاهرة، واختارتها القناة لتكون أول من يفتتح بثها هناك في يوليو/تموز 2021، لتزور الدوحة بعدها.

كما ابتعثت لتغطية الانتخابات الأميركية لعام 2020.

مما قالته شرين أبو عاقلة عن مسيرتها "اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم… أنا شيرين أبو عاقلة".

المهام والإنجازات

  • غطت معظم حروب الاحتلال الإسرائيلي وهجماته واعتداءاته منذ بداية مشوارها الصحفي.

  • من أول المراسلين الميدانيين في الجزيرة من فلسطين.

  • غطت الكثير من الأخبار داخل فلسطين وخارجها.

  • لم تترك شيرين قرية أو مدينة أو مخيما فلسطينيا إلا وأعدت عنه أو منه قصة صحفية.

  • كانت أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان عام 2005.

الاغتيال

في 11 مايو/أيار 2022، أثناء سلسلة الهجمات الإسرائيلية على الضفة وخلال تغطيتها لاقتحام جنين في منطقة الجابريات بين مخيم جنين وقرية برقين غربي مدينة جنين، أصابها قناص إسرائيلي برصاصة وراء أذنها، وأصاب كتف زميلها علي السمودي الذي يعمل منتجا لقناة الجزيرة في جنين.