"فتح" وفرصة استعادة هيبتها الوطنية..هل لا زالت بعد حرب غزة!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 لليوم الخامس يتواصل الفعل الكفاحي الوطني بقيادة حركة الجهاد وزعيمها زياد النخالة، ردا على عمليات الغدر والعدوان، التي يقوم بها "تحالف الفاشية اليهودية" الحاكم في دولة الكيان برئاسة ثلاثي الإرهاب المعاصر، نتنياهو - بن غفير - سموتريتش.

حرب، ربما هي الأكثر صعوبة قياسا بالزمن والقدرة، رغم أنها الأكثر إشراقا من حيث صفعات متلاحقة للعدو، وربما غير محسوبة، نفذتها حركة الجهاد وجناحها المسلح بدعم واسناد من فصائل فلسطينية (غاب عنها أهل الحكم في الضفة والقطاع حسابا لمصالح خالصة)، تمكنت بإرباك بعض مخططه، وافشال نسبي لبعض أهدافه، وهي المرة التي الأولى التي يرتفع فيها صوت معارضة يهودية صهيونية خلال العملية العسكرية، رفضا وبأنها بلا جدوى، وبلا هدف، ومربكة، ومشردة لعشرات آلاف من سكان بلدات جنوب الكيان، وبعض من محيط تل أبيب والقدس.

منطقيا، كان لعملية "ثأر الأحرار ردا على الدرع والسهم"، وخاصة بعد قصف تل أبيب وضواحي القدس، أن تفجر حركة شعبية واسعة في الضفة والقدس وداخل فلسطين التاريخية وخارجها، تعيد الاعتبار لوحدة كفاحية للشعب الفلسطيني، وتمثل حاضنة للفعل الثوري، ولكنه بكل مصيبة لم يكن.

كان متوقعا، من حركة فتح، بعيدا عن السلطة وأجهزتها، بل وعن حسابات رئيسها الخاصة، أو بعض قياداتها التي تتعامل مع القضية الوطنية بمبدأ "الشوكة والسكين"، لا تغبر أقدامها، ولا تلوث ملابسها بتراب وطن، ولكن عامود الحركة الأساسي وبعض من قادتها أصحاب المخزون الكفاحي، العمل لتنتفض بكل خلاياها في الضفة والقدس وخارج فلسطين، تلاحما شعبيا مع الفعل العسكري القادم من قطاع غزة رفضا لمحاولة العدو القومي كسر كل بقايا الطاقة الوطنية الثورية، وليس ضد الجهاد بذاتها.

عملية اغتيال قيادات الجهاد العسكرية، لم يكن ردا على حدث بل استباقا لفعل، وتلك مسألة لها قيمة سياسية واضحة، بل ناطقة جدا، ان عدو الشعب الفلسطيني وكل شعوب الأمة العربية، من الخليج الى المحيط، رغم أوراق التطبيع التي ستنتهي يوما ما دام الإرهاب والفاشية سمة لكيان، يدركون أنه نفذ اغتيالا لقطع الطريق على حركة نهوض ثورية جديدة، تعيد الاعتبار للمفقود زمنا، وتؤكد أن "مؤامرة كي الوعي الوطني" لن تنجح.

اغتيال قادة فعل كفاحي في قطاع غزة، كان يجب أن يكون رسالة بل إنذارا مبكرا لحركة فتح، بصفتها التاريخية، دورا ومكانة ورصاصة، وقائدة للثورة المعاصرة منذ يناير 1965، ما منحها لقب "أم الجماهير" بحق، كان لها فورا أن تطلق كل مخزونها لتعيد هيبة الوحدة الفلسطينية بأقدام الشعب وليس بلسان قادته، حركة انتفاضية تؤكد رسالتها، ان مؤامرة الانقسام التي صنعتها واشنطن وتل أبيب وأدارها البعض العربي ونفذتها أدوات خارج النص الوطني، ليست قدرا ولن تصبح حقيقة مطلقة، بل هي كانت حقيقة مؤقتة ونسبية، ستسقطها أقدام الفلسطينيين.

كان لـ "فتح"، ان تقود فعلا متسعا لربط الوطن الفلسطيني وخارجة بحركة شعبية مميزة، تربك دولة العدو في كل مناطق تواجده، وهي التي تملك امتدادا من رفح حتى أخر بقعة في المحيط الهادي، ومن غزة الى آخر مكان في أمريكا اللاتينية، حركة فروعها أعلى كثيرا وجدا من كل ما غيرها.

"فتح"، وقبل غيرها عندما هتف لها الفلسطيني بكل ألوانهم مع كل فعل ثوري، عليها أن تنطلق ليس دفاعا عن حركة الجهاد ونصرة لها، فهي تتصدى بما لديها قوة وعطاء، لكن من أجل "كسر مؤامرة قهر الروح الوطنية"، التي تمثل سم المشروع التهويدي المعادي، الذي بات يدق بقوة لدحر المشروع الوطني الاستقلالي.

"فتح"، عليها العمل لاستعادة هيبتها الوطنية القائدة، التي لثمتها مرحلة ظلامية طال زمنها..وهي تملك ما لا يملكه غيرها...عليها أن تعيد شروق انطلاقة رصاصتها الأولى أو أن تذهب تطارد خلفها.. فالوسطية في المواجهة موات!

ملاحظة: من العار السياسي أن يخرج أحد مراكز عتيقة في العمل الأهلي، ليصدر تقريرا هدية لعدو كسبا لمال حرام شرعا وطنيا...مقاطعة هؤلاء واجب فلسطيني كما مقاطعة عدونا القومي...خسئ المال المسموم بدماء شهداء الشعب.

تنويه خاص: المرتعشين من انطلاقة الجهاد الراهنة مش ملحقين حربا ضدها.."يهود الداخل" أخطر من "يهود الكيان"..يا ذباب لن تنجحوا شو ما ملكتكم قدرة ومالا وكذبا..فالصدق أكثر حضورا..صحيح للرئيس عباس هناك عوائل شهداء وطن سقطوا ما سمعوش صوتك!