في الصيف القريب، على ما يبدو، وربما حتى قبل ذلك، ستنشب هنا حرب – هذا اذا كان يمكن مثلا ان نسمى حملة مثل «الجرف الصامد» حربا. هذا تخمين فقط للموقع أعلاه، لا يعتمد على تقارير استخبارية أو محادثات خلفية، ولكن الاستعدادات العسكرية والمنشورات الاخيرة تشهد على ذلك. فالاجواء وكأنها تنتظر الأمر للقوات بالتحرك. يحتمل أن يكون هنا قراء متفاجئون: حرب؟ ما القصة؟ الآن بالذات، عندما تكون كل دولة في المحيط او جزء دولة او منظمة ارهاب تقاتل من أجل الحفاظ على حياتها؟ وبالفعل، كان لنا تاريخ، وان كان قصيرا، ولكن ينبغي للمرء أن يكون سخيفا كي لا يتعلم منه: في عشية «يوم الاستقلال» سنة 1967 لم يكن أي أحد في اسرائيل يعرف أنه في الغداة ستكون خطوة مصرية تنتهي بحرب «الايام الستة». العكس هو الصحيح: فالجميع صدقوا الفكرة المغلوطة في أنه طالما كان المصريون متورطين في الحرب في اليمن، فليس لهم جيش ليقاتل ضد الجيش الاسرائيلي، في مناطق سيناء. في عشية «يوم الغفران «1973، وان كان هناك بعض الاولياء في سدوم، ممن حذروا من حرب مقتربة، ولكن الحقيقة هي أن دولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي تفاجآ. وزير الدفاع، ذاك الذي عمل الرب عنده، قال فقط قبل عدة ايام من ذلك بانه لن تكون حرب في السنوات العشر القادمة، ونحن شربنا أقواله بنهم. دايان قال. دايان يعرف ما يقول. ينبغي للمرء أن يكون أعمى وغبياً وصغيراً كي لا يلاحظ أبخرة وقود الحرب التي تحوم في الهواء. قبل «الايام الستة» ايضا قالوا: «هراء»، وقبل حرب «يوم الغفران» طرحت وشطبت في احاديث غير رسمية اقتراحات سياسية مختلفة، بينما كان الاسرائيليون يتبجحون بانتصاراتهم في ميدان المعركة وفي الجبهة السياسية. هكذا الان ايضا: الكل ابطال في الخطابات، في التحذيرات، في التهديدات. نحن سنحطم، نحن سنسحق. نحن سنريهم. سنريهم؟ «حزب الله» في الشمال، “حماس” في الجنوب، وكذا «داعش» في سيناء هي تنظيمات تتعلم. هم يعرفون موازين القوى، قوة سلاح الجو الاسرائيلي، حكمتنا وتجربتنا الثرية في ميدان المعركة، ويحاولون تجاوزها. تحويل القيود الى تفوق. مثلا، من خلال حفر الانفاق او جمع عشرات الاف الصواريخ لدى «حزب الله» لتتجاوز منظومات مضادات الصواريخ والقبب الحديدية على انواعها وضرب النقاط الضعيفة بين السكان المدنيين. الجيش الاسرائيلي هو ضحية نجاحاته. اذا نقصت بطارية حديدية واحدة ونجا صاروخ، «سيذبح» الاسرائيليون عندها مستخدميها الذين سيتحولون برمشة عين من نواب الرب الى عشب الحقل. مثلما في المرات السابقة، توجد لدينا الان ايضا مفاهيم مغلوطة: العراق محطم، سورية ممزقة، «حزب الله» يرتعد خوفا (والدليل زعيمهم لا يخرج من الخندق)، “حماس” تلعق جراها من الحملة السابقة، رجال «داعش» يطاردهم في سيناء السيسي الذي يريهم من اين تبول السمكة. الاجواء السياسية الدولية لم يسبق لها أن كانت مريحة لنا مثلما هي اليوم، ولكن العالم يغرق الان في مشاكله ومل النزاع الاسرائيلي – العربي. في اسرائيل يوجد من يعتقدون بانه سنحت لنا لحظة مناسبة نادرة. فرصة ولحظة مناسبة لنحيّد- وهو تعبير جديد في القاموس الاسرائيلي- عشرات الاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لدى «حزب الله» وندمر مرة واحدة والى الابد (والتي تعني حتى المرة التالية) انفاق”حماس” في غزة، وفي المناسبة ذاتها تعيد اطفال انتفاضة السكاكين الى المدرسة. لنري سكان «المناطق» والبلدان العربية التي تغرق في دمائها من هو رب البيت الحقيقي ونثبت للجميع ما يختبىء خلف الكلمات الثلاثة «قوتنا وشدة ايدينا». كل ما كتب هنا كما أسلفنا هو تخمين فقط. اذا لم تندلع حرب هذا الصيف، سنربح جميعنا. اذا اندلعت، فحتى الجالس في الاعالي سيجند للاحتياط.