بقلم: سميح خلف

النكبة ما قل ودل و ما هو مطلوب

سميح خلف
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

بالتأكيد عندما نتحدث عن النكبة فإنها جامعة ساطعة لامعة تدحض فكرة القانون الدولي على الاقل لما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور فكثير من الاقلام تتحدث بالتفاصيل التاريخية و المعنوية لاعلان ما يسمى دولة اسرائيل على تلك الارض المغتصبة بمسلسل استعماري في صراع القوى وترتيب ما يسمى منطقة الشرق الاوسط بناءا على مصالح تلك الدول والتي كان ضحيتها بالتأكيد الشعب الفلسطيني .

كثير من الاقلام و المتحدثين و اخرهم وليس اخرهم الرئيس محمود عباس في الامم المتحدة وكثير من الكتاب و مهتمين فلسطينيين وعرب و من امم مختلفة و من دعاة الحرية وضد حركات الاستعمار في العالم ولكننا في هذا المقال ان تحدثنا عن النكبة فإنها فرخت "نكبات متتالية" في مناخات فرضها الصراع الدولي والاقليمي فلم تعد القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى برغم ان الامن القومي العربي لن يصح الا بزوال هذا الاحتلال ولم تعد فلسطين والمسجد الاقصى الذي يتم تهويده على قدم وساق قضية اسلامية رغم ان وحدة العالم الاسلامي وموقفه لا يكتمل الا بتحرير الاقصى في ظل هذه المناخات ، يقف الشعب الفلسطيني كشجرة النخيل واقفه متحدية كل الرياح مهما عصفت بسعفها او بأحمالها تبقى متحدية كل هذه المناخات سواءا ذاتية او اقليمية او دولية ولكن من قوانين الطبيعة و كما هي نصوص الديانات التي تنص على ان لا مجال للضعفاء على هذه الكرة الارضية فشرط ان تعيش ان تضحي و تعرق و تكابر وتتحدى كل من يهددون وجودك على ارضك وبهذا الحياة تكتمل في رسالة الله لخلقه على الارض .

لا نريد هنا ان نتحدث كما تحدث الرئيس وغيره عن المجازر الاسرائيلية "العصابات اليهودية" فيكفي ما قيل و يكفي ما هو موثق واخره قتل اسر فلسطينية بالكامل منذ ايام في غزة ويكفي ماهو متوفر في السجلات والتاريخ سواءا كل ما ساند ما يسمى اسرائيل او كل من دعم الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين ستبقى هي الشاهد الوحيد عندما تتهاوى الامبراطورية الامريكية و الغربية و هذا ما ننتظره من الدب الروسي والتنين الصيني التي حفزت وقربت يوم الخلاص من عصابات رعاة البقر في امريكا و مخلفات بريطانيا العجوز و نهاية اطماع الرأس مالية في منطقة الشرق الاوسط التي عملت على خلخلة الامن والسلام في منطقتنا العربية بزرع هذا الكيان الشيطاني لكي تبقى مستغلة ثروات شعوبنا العربية واثارة الرعب لها مما يسمى القوة الاسرائيلية تلك الرواية التي وثقتها في رؤوس الحكام الى ان كسرتها غزة وفضحت هذه المقولة وهذه الرواية بأن اسرائيل لديها جيس لا يقهر فقهره اسود غزة و جعلوا مواطنين هذا الكيان في المخابئ خمس ايام كما هي الحروب السابقة ايضا على غزة لقد انفضح هذا الكيان وفضحته غزة واصبح هذا الجيش بعتاد بسيط وبارادة عالية قابل للهزيمة والانحلال في ظل تفاوت الثقافات في هذا المجتمع المستجلب هذا اولا .

اما ثانيا كما قلت النكبات توالت و هي تفريخات من النكبة الكبرى ولكن هناك شعاع امل في فتية فلسطين وشبابها ليحدثوا تحولا و انجازا تعجب به الشعوب بل تدهشه من ابتكار لسبل المقاومة التي تقهر الفاشية الجديدة فيما يسمى اسرائيل فأصبح قوس النصر قد اقترب ولكن مع كل هذا و بقاء هذا الشعب اكثر من مئة عام يصارع برامج ومخططات دولية لتبقى ما يسمى دولة اسرائيل في امن وامان و هي لم تحصل عليه بإرادة هذا الشعب وصموده و هنا ربما يأتيني المجال لأن اتحدث عن نكبات لم تصنعها الدول المحيطة اولا او الدول الغربية ثانيا هي بلوتنا في قيادات وبرنامج سياسي ، ربما لو كان هناك قيادات اخرى لكنا اكثر تماسكا و تحقيقا وقوة على طريق انهيار هذا الكيان ، بلوتنا في توقيع اتفاقيات وبلوتنا في قيادات ايضا لم تتجاوز الخلافات الحزبية والفصائلية من اجل فلسطين والشعب الفلسطيني بل عملت على نصوص برامجها وانظمتها الداخلية فكان الانقسام و كان للسلطة بريق اثر على وحدة الشعب الفلسطيني وقوته الناجزه و من هنا في مثل هذا اليوم نحن في اشد الحاجة للوحدة الفلسطينية اي وحدة الشعب الفلسطيني التي تعني وحدة الفصائل و تعني ايضا وحدة حركة فتح والعودة لنظامها الاساسي والخروج من هذا المنحدر الخطر التي وضعتها فيه قيادته الحاضرة فقوة فتح بجماهيرها و حاضنتها التي لو توحدت بالصدق ستكون الطليعة كما كانت في البداية والتلاحم في ظل برنامج مشترك مع كل فصائل العمل الوطني قد يجعل يوم النصر بقريب و هنا لست معجبا ببكاء الثكالى الذي جسده خطاب الرئيس محمود عباس امام الامم المتحدة اي في محطات من فقراته فنحن قادرين اذا توحدنا ان نجعل كل العالم يقف على قدم وساق من قوة فعلنا على الارض ولذلك اذا كان لابد من مصوغات و مظاهر الدولة لابد من انجاز انتخابات المجلس الوطني و الرئاسية والتشريعية والقضائية وي كل المؤسسات الاخرى لكي نصنع واقعا وطنيا وبحق لنقول اننا في يوم النكبة سنكون الافضل عن الاعوام السابقة  .