كي يبقى قلبك نابضًا بالحياة.. تجنبَي التوتر

الحياة
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

يمرَ الإنسان بالكثير من حالات التوتر والضغط النفسي في كل يوم من حياته، حتى وإن لازم المنزل ولم يخرج أو يتواصل مع الآخرين. فالتوتر يحضر إلينا من النافذة على شكل تلوث بيئي وسمعي، ومن الهواتف الذكية على شكل تطبيقات ذكية، ومن الفواتير والالتزامات التي لا تنتهي قبل أن تنتهي الحياة.

ولكل هذه المراحل الصعبة من التوتر، يزداد الضغط على القلب، ليشعر الشخص المُعرَض للضغط، بأنه يكاد ينفجر. لكن ليس الجميع سيان في هذه المسألة، إذ يتفاعل الأشخاص مع التوتر بصورٍ مختلفة؛ وقد يكون لطريقة تفاعلك تأثيرٌ على احتمالية الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، تشمل أمراض القلب. ه

تأثيرات التوتر على الصحة

 "قد تتضمن استجابة جسمك للتوتر آلامًا في العضلات وصداعًا وإجهادًا في الظهر وآلامًا في المعدة وغيرها من الأعراض الجسدية. وقد يُشعرك التوتر بالتعب، أو يُسبَب لك اضطرابًا في نمط نومك، ويجعلك كثيرة الانفعال وسريعة النسيان وغير قادرة على السيطرة على أعصابك. وعندما يستمر التوتر، يبقى الجسم في حالة تأهب لعدة أيام أو أسابيع، وهو ما قد ينتج عنه مشاكل صحية أكبر."

إذن، قد ينتج عن الفترات التي يكون فيها التوتر مُفرطًا وجارفًا، تأثيراتٌ مباشرة على الصحة؛ مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليستيرول. بينما تشمل التأثيرات غير المباشرة، زيادة السلوكيات والعادات التي ينتج عنها تدهور الصحة والوظائف الجسدية، التدخين، أو الإفراط في الأكل، أو قلة ممارسة الأنشطة البدنية.

هل تعانين من أيَ من هذه السلوكيات حاليًا، أو مررت بها في مرحلة سابقة؟..

من الجيد التحكم في مستويات التوتر عندما يتعلق الأمر بحالتك الصحية العامة. وبالنظر إلى تأثيرات التوتر المباشرة على الصحة، تُجرى الآن دراسات تبحث عن كثب، تأثير التحكم في التوتر على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. وعلى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ويشعرون بالاكتئاب أو القلق أو مُثْقَلين بالتوتر، أن يتواصلوا مع فريق الرعاية الصحية لتلقي مساعدة إضافية.

نصائح حتى لا يضر التوتر بصحة القلب

يأخذ تقليل التوتر أشكالًا عدة، وله تداعياتٌ سلبية عدة منها التأثير السلبي على صحة القلب وزيادة خطر إصابته بالأمراض.. ويمكن بدء عملية التحكم في التوتر بفهم المُسبَبات وتحديد أعراض التوتر. سيمكنك بعدها معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر لديك، ومن ثم تخفيفها. وتتمثل الخطوة الأولى في تغيير استجابتك للتوتر في تحديد الضغوطات وتوجيه السؤال التالي لنفسك: "ما الذي يجب أن أتوقف عن فعله، وما الذي يمكنني التخلي عنه؟"

بعد التخلص من الضغوطات الخارجية أو تعديلها، يأتي دور بناء مهارات وأساليب تحكَم محددة. وهناك العديد من الأشياء التي يمكن عملها للتحكم بالتوتر والحصول على الموارد التي ستساعدني على ذلك. وتقول هارديستي: "بصفتي اختصاصية في علم النفس، عادةً ما أطلب من الأشخاص تبنَي أفكارًا تندرج تحت كل فئة من الفئات التالية: الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية."

وتشمل الأفكار التي يمكن تبنَيها التالي:

  • الاستفادة من مواطن قوتك: فكَري في إكمال الجملة التالية: "أشعر بأكبر قدر من النشاط والرضا وبأني مفعمة بالحياة عندما أقوم بـ..."
  • المشاركة في أنشطة اجتماعية: تحدثي مع زميلة أو شخص عزيز على قلبك، أو تواصلي مرة أخرى مع صديقة قديمة عبر الإنترنت، لاسترجاع الذكريات الماضية الجميلة التي تعزَز شعورك بالسعادة والراحة.
  • العطاء للآخرين: جرّبي الأعمال التطوعية أو أداء أعمال خيرية دون انتظار مقابل.
  • ابدأي بعمل شيء جديد: كوني مبتكرةً، وابدأي بعمل شيء جديد وجربيه لمدة خمس دقائق كل يوم كبداية.
  • ابدأي بتدوين يومياتك: وانتبهي لمجريات حياتك اليومية.

أيضًا، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك عملها لتقليل التوتر، وتشمل الآتي كما حددته هارديستي:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • مقاومة الأفكار السلبية والكارثية.
  • تجنب التدخين وتناول الكافيين.
  • تناوُل أطعمة ذات قيمة غذائية عالية.
  • الحفاظ على وزن صحي.

ماذا بشأن الأدوية؟..

سؤال قد يخطر على بالك كما حصل معي، وتجيب عليه هارديستي:

قد تكون الأدوية مفيدةً في بعض المواقف. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتوتر، يكون العلاج الدوائي هو الملاذ الأخير. حاولي بدلًا من ذلك التحكم في التوتر الذي تشعرين به، بتطبيق أساليب الاسترخاء وغيرها من أساليب تقليل التوتر المُجرَبة. واحرصي أيضًا على عدم الخلط بين التوتر واضطراب القلق، وهو حالةٌ مختلفة يجب أن تناقشيها مع فريق الرعاية الصحية.

هل التوتر مفيد؟..

نعم، يمكن أن يكون التوتر مفيدًا، تقول هارديستي. فقد يكون مصدر التوتر "الجيد" الأفراح، أو وظيفة تحبينها، أو أبنائك. قد تُشكّل العديد من الأشياء التي نحبها، أكثر التحديات صعوبةً.

في الختام، يحتاج كل شخص للقليل من التوتر لتحفيزه لمواجهة التحديات اليومية؛ ومن ثم رفع أدائه في الحياة اليومية إلى أفضل مستوياته. ويُحسّن التوتر الذي يمكن التحكم به، التركيز والانتباه، ويجعلك أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين ويعطيك شعورًا بالتمكن، وهو ما ينعكس إيجابًا على الصحة.. لذا ابحثي عن هذا النوع من التوتر واستثمري فيه لصالحك.