أصدرت "مجموعة السبع" بيانا سياسيا شاملا يوم السبت 20 مايو 2023، في ختام اجتماعاتها بالعاصمة اليابانية، تناول فيما تناول الوضع في فلسطين، وكذلك السودان وسوريا عربيا، الى جانب مركزيتهم الجديدة الصين الشعبية.
ويلمس قارئ البيان أن تلك المجموعة، تعمل على بقاء مركز القرار العالمي بيديها، بعدما أصابه عطل مفاجئ بعد فبراير 2022 بفعل الضربة الروسية لاستعادة أراضيها من الضم "الودي القديم" في العهد السوفيتي لإقليم دونباس بمسمياته الأربعة، واحتل العداء للصين فروسيا المكانة الرئيسية في بيانهم، مع ملامح تهديدية وجدت ردا سريعا، دون انتظار من بكين، ما يؤشر الى آليات الفعل ورده ليست كما كانت يوما سيطرة استعمارية خالصة.
ورغم أهمية البيان على المشهد الكوني، لكن ما يلفت الانتباه مروره السريع على القضية الفلسطينية، وكأنه "واجب مدرسي" لا بد له أن يكون رفعا اعتب او اكمالا لصورة ما، مرور يكشف أن تلك الدول، ألغت كليا من قاموسها، مفهوم الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، ليس منذ عام 1948، عام النكبة، الذي أقرت الأمم المتحدة يوما لخاصا به لتخليد تلك الكارثة، التي لحقت بشعب وأرض فلسطين، بل منذ العام 1967، والذي لا يخلو قرار للشرعية الدولية دون التذكير به.
بيان المجموعة الاستعمارية السبع، حول فلسطين، سجل أهم عملية استخفاف بالقمة العربية، وبالتالي رئاستها الجديدة السعودية، بعد قراراتها الأخيرة التي كرست جزءا كبيرا منها لفلسطين، وأيضا استخافا بـ "الرسمية الفلسطينية"، التي تقف فاتحة ثغرها، أمام الولايات المتحدة الأمريكية، عاجزة عن فعل ما لزوم فعله رفضا وإدانة لموقفها الذي تفرضه حيثما تمكنت من ذلك.
دون مقارنة بغيرها من قضايا العالم، وكذا من موقفهم نحو سوريا، تجد أن التعابير بذاتها تختلف كثيرا، ففي فلسطين لغتهم تتجه الى "الود والمداعبة" فيما يخص دولة الكيان والعنصرية، بينما تميل الى لغة الفرض والإكراه فيما يخص سوريا، وتلك مسألة ليست شكلية كما درج البعض لتبرير عدائية تلك المجموعة لجوهر قضية الشعب الفلسطيني، ودعم بلا حدود لسلوك فاشي مرتبط بجرائم حرب هي الأكثر في الزمن المعاصر.
بيان "مجموعة السبع" يساوي في كل كلمة وردت حول فلسطين بين دولة الاحتلال والتطهير العرقي والشعب الفلسطيني، وتعتبر كلاهما يتصرف وفقا لـ "إجراءات أحادية الجانب"، وتضع الاستيطان المصنف عالميا بأنه أحد مظاهر جرائم الحرب والعنصرية، مع رفض الاحتلال ومقاومته تحت مسمى "التحريض على العنف"، لغة تغطي ولا تبرر فقط البعد الاستعماري الاحلالي لدولة الكيان لأرض دولة فلسطين، المعترف بها بالأمم المتحدة برقم يفوق رقم المعترفين بدولة العدو.
بيان "مجموعة السبع"، يجب ألا يمر مرورا عابرا، بل على "الرسمية الفلسطينية" وعبر مؤسسات منظمة التحرير والسلطة القائمة في الضفة الغربية، ان تصدر فورا بيانا استنكاريا لجوهر المنطق الاستعلائي المؤيد بالكامل للوجود الاستعماري للمحتل العنصري في أرض دولة فلسطين، وتعتبره عدائيا للشعب الفلسطيني ودعما بالمطلق لحكومة التحالف الفاشي في تل أبيب.
الى جانب مراسلة فورية لرئاسة القمة العربية والجامعة العربية لتحديد موقف عملي من ذلك البيان، الذي أهان "إعلان جدة" وقرارات القمة العربية في دورتها الـ 32، وخاصة أن هناك معركة سياسية كبيرة قادمة في "محكمة العدل الدولية" وتعريفها حول ماهية الاحتلال، وخاصة أن بيان القمة أكد ضرورة دعم موقف فلسطين في تلك المحطة المفصلية والهامة في سياق الصراع مع الدولة الغازية لأرض دولة فلسطين.
مواجهة الاستخفاف السياسي بجوهر القضية الفلسطينية وبعدها التحرري، ومحاولة الدولة المستعمرة انهاء صفة الاحتلال عن أرض دولة فلسطين خطر سياسي، قد يترك أثره على جوهر قرار "العدل الدولية" ما لم تنتفض الرسمية الفلسطينية فورا لرفض ما ورد في بيان طوكيو.
الصمت الرسمي الفلسطيني على بيان "مجموعة السبع"، سيكون وثيقة بيد دولة العدو في معركتها لمنع المحكمة الدولية من تحديد "ماهية الاحتلال"، وفقا لطلب الأمم المتحدة.
الحركة السياسية كلها بركة شعبية..وعكسها لعنة التاريخ ستلاحق كل من صمت وآثر ان يحمي رأسه الشخصي ومصالحه الخاصة على حساب حماية القضية الوطنية ومصالح شعب.
ملاحظة: "الإرهابي الفرخ" الوزير في حكومة التحالف الفاشي بن غفير، يحاول إعادة انتاج سلوك الإرهابي شارون، باقتحام القدس والمسجد الأقصى...قديما أهل القدس بأحذيتهم وليس بصواريخ غيرهم طردوا شارون..."الحذاء هو السلاح" الأمضى لمواجهة هذا وذاك منهم!
تنويه خاص: رفع صورة الفلسطينية الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي أعدمها جيش دولة الاحتلال في جنين، خلال مظاهرات "رفض الديكتاتورية" في إسرائيل، رسالة سياسية بأن جرائم الحرب لا تغيب ...سلاما لروحك يا شيرين.