فوز "حماس" ومصداقيتها

image_processing20220613-527191-7cesgm.jpg
حجم الخط

بقلم حمادة فراعنة

 

حققت حركة "حماس"، في جامعتي النجاح وبيرزيت، فوز تنظيمها الطلابي بانتخابات مجلسي طلبة الجامعتين الفلسطينيتين، وتقدمت بذلك على حركة "فتح"، المنافس الرئيس لها، حيث يقع التنافس بينهما، بشكل متواصل، لدى أغلبية مجالس طلبة جامعات الضفة الفلسطينية.


إسماعيل هنية رئيس مكتبها السياسي وصف هذا النجاح باعتباره "امتداداً لحضور الحركة الوازن في مختلف المستويات والمديات"، مؤكداً "تمسك حركته بالانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية للسلطة، وانتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير، واستعدادها لإجراء الانتخابات الطلابية في جامعات غزة كافة"، داعياً الكل الفلسطيني إلى "الإنخراط في الترتيبات اللازمة لإجرائها".


يحق لإسماعيل هنية وسائر قيادات حركة "حماس" المباهاة بما حققوه من نتائج ونجاحات انتخابية أو سياسية أو أي شكل من أشكال الحضور السياسي والتنظيمي، وهم يستحقون ذلك إنعكاساً لإنحيازات شعبية فلسطينية لما تمثله حركة "حماس".


الواضح أن فوز حركة "حماس" وما حققته من نجاحات ملموسة في انتخابات المجلس التشريعي، وما حصلت عليه بالأغلبية البرلمانية، أهلها لتتسلم رئاستي المجلس التشريعي عبدالعزيز الدويك، وتشكيل الحكومة برئاسة إسماعيل هنية نفسه، وتم ذلك في عهد وإدارة رئيس حركة "فتح"، رئيس السلطة الفلسطينية، رئيس منظمة التحرير، وها هي "حماس" قد حققت فوزاً لدى مجلسي طلبة جامعتي النجاح وبيرزيت على حركة "فتح" في ظل إدارة حركة "فتح؛ للسلطة في رام الله، مما يعني ويؤكد رغم كل الملاحظات التي يمكن أن تُسجل على هذه الحركة واستئثارها بالسلطة وقيادة منظمة التحرير، أن لديها هامشاً واسعاً من الالتزام بالتعددية واحترام نتائج صناديق الاقتراع، سواء كانت جماهيرية عامة كما حصل لها في انتخابات المجلس التشريعي، أو انتخابات طلابية كما حصل في انتخابات مجلسي طلبة الجامعتين: النجاح وبيرزيت.


ولكن عند الانتقال للحديث عما يجري في قطاع غزة، فالاستئثار والتفرد والتسلط تتميز به حركة "حماس" وتستفرد بالسلطة ولا تسمح ولا تعمل ولا تدعو لإجراء الانتخابات لسببين أولهما لأنها لا تؤمن بالانتخابات ولا تعمل لها طالما هي تتحكم بالقرار وبسلطة اتخاذ القرار، وثانيهما لأنها تخشى من شعبها الذي حكمته بالتسلط والتفرد والأحادية، ويضيق بها وبإدارتها أهل قطاع غزة وتدفع الشباب للهروب من القطاع بسلوك طريق المغامرات والهروب عبر البحر، أو باتجاه مناطق 48، أو باتجاه مصر، هروباً من الجوع والفقر ونتائج ما أفرزه قرار "خيارها العسكري" بالاستيلاء على السلطة المنفردة منذ حزيران 2007 حتى اليوم.


حركة "فتح"، رغم كل الملاحظات التي يمكن أن تُسجل على إدارتها وسياساتها وأفعالها، ولكنها ترضخ لقيم التعددية ونتائج صناديق الاقتراع حتى ولو فازت حركة "حماس" ضدها وفي مواجهتها، بينما حركة "حماس" تحرم أهل القطاع من أي شكل من أشكال الانتخابات الطلابية أو النقابية أو البلدية، بدلاً من أن تقدم قطاع غزة نموذجاً لشعبها وأمام العالم، لا أن تكون نسخة شبيهة لحركة طالبان في أفغانستان، أو تتوسل غيرها في مناطق سيطرة تنظيمات اللون الواحد، والتنظيم القائد والأحادية المفرطة.


مصداقية ما قاله إسماعيل هنية أو نفيه تتكشف إذا صدر قرار إجراء انتخابات مجالس طلبة جامعات غزة، أو بقيت حجج غيابها متواصلاً كما هو الواقع منذ سيطرة حماس الإنفرادي على قطاع غزة منذ عام 2007 إلى الان.