قال المجلس الوطني إن منظمة التحرير أثبتت في كل المحطات أنها القادرة على حفظ حقوق شعبنا والدفاع عنها، واستطاعت بتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى الحفاظ على استقلالية القرار الوطني، وانتزعت حقها بتمثيل شعبنا في كافة أماكن تواجده وحصلت على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس".
وأضاف المجلس الوطني في بيانٍ لمناسبة الذكرى الـ59 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية: "أنّ هذه الذكرى تأتي في واحدة من أصعب وأخطر المراحل والظروف على قضيتنا وشعبنا وأرضنا الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب الوحدة ورص الصفوف ببرنامج وطني نضالي موحد.
وشدد على أن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، وخيمة الشعب الفلسطيني الجامعة لجميع ألوان الطيف الفلسطيني، والأمينة على استقلالية ووحدانية القرار المستقل للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن منظمة التحرير وقيادتها ممثلة بالرئيس محمود عباس تتصدى الآن لأشرس وأخطر السياسات والمخططات من قبل حكومة المستوطنين اليمينية الفاشية على حقوقنا وأرضنا، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية من عمليات تهويد واعتداءات عنصرية من قبل حكومة الفصل العنصري وقطعان المستوطنين، وبدعم أميركي وصمت دولي.
وأكد المجلس الوطني أن منظمة التحرير هي هوية شعب وحكاية قضية وطنية، حافظت على استقلالها وكرامة شعبها وشرف وقدسية قضيتها، داعيا جميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى صياغة برنامج وطني فلسطيني لمواجهة مشروع الضم والتهويد والمجازر اليومية بحق أبناء شعبنا، لأن تنفيذ المخططات التهويدية والعنصرية تجاوزت جميع الاتفاقيات والقرارات الدولية.
وشدد على أهمية توحيد الجبهة الداخلية وانخراط الجميع في وحدة وطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومحاصرة وعزل كافة الأصوات والمتربصين الذين يسعون للنيل من وحدة منظمة التحرير ونضال شعبنا وصموده البطولي في وجه حكومة اليمين الفاشية، خاصة في القدس التي تتعرض لأبشع مؤامرة من الاحتلال العنصري وما يتعرض له أهلنا داخل أراضي عام 1948.
وطالب المجتمع الدولي ودول العالم بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتنفيذ جميع القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وتابع: "إنّ تأسيس منظمة التحرير جاء بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في القاهرة وبدعوة من الزعيم جمال عبد الناصر بتاريخ من 13- 16 كانون الأول/ يناير 1964 لتكون ممثلا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية وتضم معظم القوي والأحزاب القومية العربية الفلسطينية.
وأضاف: "لقد تداعى ممثلون عن مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات إلى مدينة القدس بقيادة المؤسس أحمد الشقيري وأعلنوا قيام الكيان المعنوي للشعب الفلسطيني الذي تولى قيادة مسيرة النضال نحو الحرية والاستقلال.
وبحس وطني يقوم على فكرة التحرير والمقاومة الوطنية تحت عملية متكاملة تشمل جميع وسائل النضال العسكري والمدني، انطلقت المنظمة نحو تحقيق أهدافها عبر كل الوسائل والدعم المتاح إن مدينة القدس التي انطلقت منها شرارة النضال والمواجهة ووحدت نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال احتضنت في 28 أيار/ مايو 1964 المؤتمر الوطني الأول.
وبمشاركة كل الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وحضور المغفور له الملك حسين قد أقر المؤتمر الميثاق الوطني الفلسطيني والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي انبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني وهو البرلمان الفلسطيني الذي يعد الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها، والذي أعلن عن ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد والتي أعادت الاعتبار للهوية الوطنية لشعبنا بعد نكبة عام 1948.
واستذكر المجلس الوطني دور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، حيث قدمت مصر كل التسهيلات اللازمة لقيام المنظمة وأبدى الرئيس عبد الناصر في افتتاحة الدورة الثانية للمجلس الوطني في 31 أيار/ مايو 1965 في القاهرة استعداد بلاده لتقديم كل شيء لدعم المنظمة وكان أبرز الإسهامات إقامة جيش التحرير الفلسطيني وتخصيص إذاعة من القاهرة مكنت الشقيري من مخاطبة العرب والفلسطينيين الأمر الذي ساعد المنظمة على المضي في بناء قاعدتها الشعبية مستفيدة من دعم مصر والقوى القومية العربية والفلسطينية.