رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ما نشرته وسائل الإعلام العبرية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في الفترة ما بين 21-27 مايو 2023.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ309، توثيقًا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع "الإسرائيلي".
ورصد التقرير تحريضًا يمارسه ساسة وأعلاميون على الأسير وليد دقة، الذي يمر بوضع صحي صعب ويصارع الموت، للضغط على سلطات الاحتلال لعدم الموافقة على الإفراج المبكر عنه. وفي هذا السياق، نشرت صحيفتا "مكور ريشون" و"يسرائيل هيوم" مقالتين تحريضيتين جاء فيهما أن "مصلحة السجون ترتكب خطأً كان من الممكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح الإرهابي الذي قتل عمها، في اليومين القريبين".
وادعت الصحيفتان: أن الأسير دقة "استمر في النشاط الإرهابي من خلال استخدام هواتف مشفرة تم تهريبها إلى زنزانته، والحفاظ على اتصال نشط مع منظمة إرهابية، وخرق شروط سجنه المفروضة عليه بمنعه من الاحتكاك بزوجته وهرب نطفته خارج السجن، ما سمح بإحضار ابنته إلى العالم خارج أسوار السجن".
ونقلت رسالة من عضو "الكنيست" أرئيل كلينر من حزب "الليكود" إلى وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير ورئيسة جهاز "الأمن العام"، قال فيها: "لا يمكن أن يمثل سجين أمني خطير، الذي استمر في نشاطه في الإرهاب وخرق قوانين سجنه، أمام لجنة إفراج عادية، لا تتوافق مع خطورة أفعال السجين، ويُحظى من خلالها بتساهل يستحقه الذين يُتهمون بجرائم تصنف ذات درجة خطورة أقل بشكل ملحوظ. عليه، أطالب بإلغاء الجلسة المقررة في لجنة الإفراج العادية على الفور وتشكيل لجنة إفراج خاصة. دم جنودنا ليس هدرًا".
وفي القناة السابعة من التلفاز الإسرائيلي، رصد التقرير مقالة للدفاع عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، من خلال محاولة سفير دولة الاحتلال في الأمم المتحدة لتلفيق الادعاءات وقلب الحقائق حول "العمليات" التي يقوم بها جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، وعمليات الإعدام وقتل الفلسطينيين، شبانا وأطفالا ونساءً وشيوخا.
ونقلت عنه قوله في رسالة ولقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة: "المسؤول عن هذا التحريض الأرعن وتجنيد الأطفال للقتل والإرهاب، هو من يجب أن يُدرج على القائمة السوداء، وليس جيش الدفاع الإسرائيلي، الأكثر أخلاقية في العالم".
واستمرارا في محاولته قلب الحقائق وتزويرها، نقلت الصحيفة عن السفير قوله: "الحقيقة أن منظمات الإرهاب تستخدم الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية، وتطلق الصواريخ والقذائف من مناطق مكتظة بالسكان.... . قدمنا للأمين العام أدلة واضحة تثبت أن معظم الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في العام الماضي كانوا مشتركين في أعمال عنف وإرهاب".
وفي "يسرائيل هيوم" مقال يتبنى وجهة نظر حزب "الصهيونية الدينية"، ويدافع عن معارضته لقانون "مناطق تفضيل قومية" الذي تحاول حكومة الاحتلال إقراره.
وقالت الصحيفة إن "الخلفية للمعارضة، هي المس بالمكانة المتدنية أصلا للبلدات اليهودية على حساب البلدات العربيّة. الذي أثار الموضوع أمام الوزراء في نهاية الأسبوع هو منتدى شيلاه، الذي يعزز قيم الاستيطان، وكان توجه إلى وزيرة الاستيطان التي حاولت في الأشهر الأخيرة تعزيز اقتراح قرار معاكس".
ونقلت الصحيفة عن أحد الوزراء: "لا يمكننا العيش مع هذا القرار، إنه حكم بالإعدام على البلدات (يقصد البلدات اليهودية) في الجليل. إنه لا يخلق أولوية قومية بل يضر بها".
وتابعت الصحيفة: "في منتدى شيلاه، يُوضحون أنّ الصيغة التي تقترحها وزارة الإسكان ستزيد بشكل أكبر من ميزانيات تطوير الأراضي المخصصة بنسبة 60٪ لسكان الوسط العربي. وهذا يقابله مطلب بدفع 100٪ من تكاليف التطوير من سكان الوسط اليهودي"، مع العلم أن البلدات العربية في الجليل تعاني من تمييز صارخ، وأي مشروع حتى لو كان شكليا لصالح هذه البلدات يواجهه الساسة والإعلام الإسرائيلي بعدائية وهجوم.
ورصد التقرير مقالة تحريضية للكاتب يشاي فريدمان المعروف بمقالاته التحريضية، التي تنشرها له صحيفة "مكور ريشون" عادة، والذي هاجم هذه المرة المواطنين الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، بدعوى إثارتهم "أحداث شغب"، مسترجعا سلسلة أحداث وقعت في عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2021.
وادعى الكاتب: "الشغب العربي في إسرائيل أدى إلى تعطيل أجزاء كبيرة من البلاد. تم قطع طرق نتيجة لإرهاب الحجارة والزجاجات الحارقة التي نفذها شباب عرب. تحوّلت مستوطنات في الجليل والنقب إلى سجون. داخل أراضي إسرائيل، تحرّك الناس في المواصلات بشكل قوافل من السيارات".
وتابع: "الغالبية العظمى من العنف داخل إسرائيل حدثت على يد العرب الإسرائيليين الذين باشروا في أعمال شغب عنيفة وصعبة في إطار هجمات إرهابية قاتلة.. فشلت شرطة إسرائيل في التعامل مع الاضطرابات التي نشأت من جانب العرب الإسرائيليين، فلم يكن هناك قوة كافية لحماية السكان الذين اضطُروا إلى مواجهة العنف وانتهاكات القانون بمفردهم. عليه، تطوّع المواطنون وخريجو وحدات قتالية لحماية إخوتهم في المدن المُختلطة".
وأضاف: "الأمر المدهش هو أنه تقريبًا لم يكن ولا حتى الآن أيّ اهتمام من وسائل الإعلام الإسرائيلية بمواجهة العوامل المتطرفة القوية في المجتمع العربي التي أثارت وشجعت الاضطرابات في الوقت الحقيقي... وسائل الإعلام الإسرائيلية بما في ذلك الأكاديمية ركزت على نشاطات الجماعات الدينية المتطرفة وتجاهلت تمامًا التحريض ومثيري الشغب في المجتمع العربي. حتى في الآونة الأخيرة، عندما أعدت الهيئة العامة للبث تقريرًا عن اللد، تم تجاهل هؤلاء الذين يشكلون العامل الأكثر تحريضًا في المجتمع العربي ضد الدولة".