هل يحب الرجل المرأة الذكية؟ هل يشعر بانجذاب ناحيتها؟
معظم الرجال سوف يجيبون عن هذا السؤال بـ: نعم، زاعمين أنهم يؤثرون المرأة الذكية، اللماحة، عن تلك الغبية أو الهبلة.
انطفاء الانجذاب!
بيد أن دراسة حديثة توصلت إلى حقيقة مزعجة في الواقع، تكاد تكون قديمة قدم البشرية، وهي أن معظم الرجال حين يكتشفون أن المرأة أذكى منهم، فإن انجذابهم سرعان ما تنطفئ جذوته، ويتراجعون عن النظر إلى هذه المرأة جدياً كشريك عاطفي محتمل أو كعلاقة جدية تنطوي على آفاق مستقبلية.
وتألفت الدراسة التي أجراها باحثون في ثلاث جامعات أمريكية هي: جامعة بافلو، وجامعة كاليفورنيا اللوثرية وجامعة تكساس، من مرحلتين.
سيناريو خيالي
في البداية، طُلب من 105 رجال أن يتأملوا سيناريو متخيَّلاً، تكون النساء فيه إما يفقنهم أداءً أو يكنّ أقل منهم، وذلك في اختبار للعلوم أو الرياضيات. هنا، عمد الرجال، وفق السيناريو الخيالي، إلى تصنيف المرأة “الذكية” بوصفها الشريكة المرغوبة أكثر.
الحياة الحقيقية
غير أنه في المرحلة الثانية، حين سئل هؤلاء الرجال ما إذا كانوا يرغبون في إقامة علاقة عاطفية مع المرأة الأكثر ذكاء في الحياة الحقيقية، فإنهم عمدوا إلى تصنيفها بأنها أقل جاذبية، كما بدوا أقل اهتماماً بتبادل المعلومات الخاصة بالتواصل معها.
فلماذا يتصرف الرجال على هذا النحو؟
مسألة ذكورة
يعتقد الباحثون الأمر له علاقة بالذكورة وأن المسألة مرتبطة بكبرياء الرجل؛ فشعور الرجال بتضاؤل ذكوريتهم أو تعرضها للتهديد عموماً له علاقة بتراجع الانجذاب إزاء النساء اللاتي يتفوقن عليهم.
ولا تأتي نتائج هذه الدارسة، التي نُشرت في مجلة “بيرسُنالتي آند سوشال سايكولوجي بوليتن” مفاجئة أو صادمة؛ فلطالما ساد في الثقافة الشعبية الاعتقاد بأن الشباب لا يميلون إلى الفتيات الذكيات، الشاطرات، صاحبات العقل، القويات الممتلكات لزمام الأمور، مفضلين عليهن الجميلات، ذوات الفكر المتواضع، وربما الغبيات أو العبيطات!
ولا تتوقف نتائج الدراسة أعلاه عند مسألة المفاضلة بين الذكية والغبية! فهي تفسر أيضاً لماذا يميل عدد كبير من الرجل إلى رفض تولّي المرأة مناصب قيادية، أو نفور الرجل عموماً من المرأة القوية، الذكية، التي تتبوأ مركزاً حيوياً في أي شأن عام، مهني أو ثقافي أو سياسي.
في النهاية، الرجال يفضلون المرأة التي تبدو أقل منهم في كل شيء. ولعل ذكاء المرأة هو أكثر ما يهدِّد الرجل.