اسرائيل اليوم : الميدان يعتمل في ظل وجود كمية كبيرة من السلاح بالضفة

-شوفال-e1637423521657.jpg
حجم الخط

بقلم: ليلاخ شوفال

 

 



بعد ثلاثة أسابيع من بعض الانخفاض بعدد العمليات في أرجاء الضفة وقعت، أول من أمس، مرة أخرى عملية في شمال "السامرة"، هذه المرة قرب مستوطنة "حرمش". نجح القتيل، مئير تماري، في ما تبقى لديه من قوة في الوصول إلى حارس المستوطنة، لكن رغم ذلك أُعلن موته في المستشفى بعد وقت قصير من ذلك.
رغم أنه كان هناك من همس في الغرف المغلقة أن العمليات في انخفاض في الفترة الأخيرة، لم يسارعوا في جهاز الأمن، وعن حق، إلى تخفيض مستوى التحفز والتأهب على خلفية التقدير بأن الأرض تعتمل، وأن العملية التالية هي مسألة وقت فقط. وبالفعل، منذ بداية الأسبوع سجل ارتفاع في عدد محاولات العمليات، حين فتحت النار نحو مستوطنتَي "مافوت دوتان" و"غان نير"، كما أطلقت النار نحو قوة كانت بمهمة تعزيز للمحاور في "يهودا".
كمية السلاح الناري في "يهودا" و"السامرة" لا تطاق، وحين يكون "مخرب" ما معنياً في أن يضع يده على بندقية أو مسدس فهو لا يحتاج ليجتهد كثيراً، وثمة محافل سيسرها جداً أن تعطيه السلاح لتنفيذ عملية. بعد أن يضع "المخرب" يده على السلاح، ويقرر بذاته متى ينطلق إلى العملية، يكون من الصعب جداً منع ذلك، خاصة إذا كانت النار تنفذ من سيارة مارة وفي إطار الحركة، في غضون ثوان قليلة.
الادعاءات التي سمعت، أول من أمس، تجاه الجيش في أن الاستحكام العسكري المجاور لم يكن مأهولاً كان ادعاءً غير مسنود، إذ إن الاستحكام لا يكون مأهولاً في هذه الساعات منذ سنوات عديدة، ومن المعقول الافتراض أنه حتى لو كان مأهولاً فإن العملية ما كانت لتمنع، وإن كان يحتمل أن تكون القوات ستنجح في إغلاق الدائرة على "المخرب" بسرعة أكبر.
العملية القاسية ونتائجها ستكون بمركز المداولات الأمنية في الأيام القريبة القادمة. فمنذ أول من أمس، دعا نواب من اليمين لاتخاذ خطوات قاسية والخروج إلى حملة عسكرية واسعة في شمال "السامرة". وكما سبق أن نشر في "إسرائيل اليوم"، فإن مسألة الحملة الواسعة طرحت على جدول الأعمال في الأشهر الأخيرة على خلفية ازدياد العمليات والإخطارات، فيما أن قسماً من محافل الأمن، بينها جهاز الأمن العام "الشاباك" تعتقد أن هذه خطوة محتمة، إذ إن دينامية التصعيد والعمليات تغذي نفسها في كل مرة من جديد، والميدان يعتمل.
باحتمالية عالية فإن عملية تفجيرية "ناجحة" من ناحية "المخربين"، مع إصابات عديدة، ستجر حكومة إسرائيل، وبالتأكيد الحكومة الحالية، إلى حملة عسكرية واسعة، وتدعي بعض محافل الأمن أنه من الأفضل المبادرة إلى الحملة الآن كي لا ندفع ثمناً دموياً باهظاً.
في هذه الأثناء، في جهاز الأمن لم يتخذ قرار بشأن الموضوع بعد، وإلى أن تتخذ القيادة قراراً بالنسبة لسياسة إسرائيل في "يهودا" و"السامرة"، من المتوقع أن يواصل الجيش الإسرائيلي السياسة القائمة على الحملات الليلية في المدن والقرى الفلسطينية، والتي هدفها العثور على الأسلحة، واعتقال المطلوبين وردع "المخربين" المحتملين.
في الأيام القريبة القادمة سيكون التأهب عالياً على نحو خاص، إذ إن الفهم في جهاز الأمن هو أن العملية، أول من أمس، تجر وراءها عمليات إلهام أخرى، والقدرة على تهدئة الميدان المعتمل منذ أكثر من سنة متدنية جداً، خاصة في ضوء عجز السلطة الفلسطينية.

عن "إسرائيل اليوم"