مراقبون لـ"خبر": إسرائيل تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى غزة والمقاومة لم تمنحها الفرصة

mideast_palestinians_israel_conflict-12
حجم الخط

 تشهد الساحة الفلسطينية و الإسرائيلية حالة من التوتر الامني و السياسي في ظل تراشق التصريحات الاعلامية الصادرة من كلا الطرفين ,والتي ادت إلى توتير الأجواء العامة ,وخلق حالة من الترقب وإنتظار حرب محتملة قد توضع أوزارها في أي لحظة.

موقف خطير
بالإشارة إلى التوتير في الأجواء العامة والتصريحات المتبادلة والتي تحمل تهديدات مبطنة بحرب محتملة ,أوضح الكاتب و المحلل السياسي حسن عبدو بأن التصريحات المتبادلة بين حكومة الاحتلال و المقاومة لا تتحدث عن اندلاع حرباً في قطاع غزة، مشيرا الى أن نتنياهو أصبح على دراية كاملة بخطورة الموقف مع استمرار المقاومة بحفر الانفاق و تطوير سلاحها العسكري و حذر بانه سيقوم بإشعال حرباً ستكون أشد من عملية الجرف الصامد.

تصدير أزمة
وأشار "عبدو" في تحليله للمشهد السياسي العام لوكالة "خبر" الى ان جمله التصريحات لا تقدم و لا تأخر و ان المؤشرات تدور اتجاه اقدام الاحتلال على اعلان حرب على قطاع غزة، وان ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية هو عبارة عن عمليه تمهيديه  لما بعد نتنياهو والعمل على استمرار عجله الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.
وأضاف: التصريحات تستخدمها الاحزاب الإسرائيلية  كورقة رابحه  من أجل كسب اكبر قدر ممكن من التأييد الشعبي على حساب الشعب الفلسطيني بغزة.

و من جهته ,قال المحلل السياسي مصطفى الصواف لـ"خبر"  أن ما يدور بالوسط الإسرائيلي يتمحور حول امرين، الاول يكمن في عدم رغبة الحكومة الإسرائيلية بخوض أي حرب في قطاع غزة لإدراكها خطورة الموقف ,بينما الآخر يكمن في ظهور التناقض الحزبي داخل اسرائيل ، وخلق أجواءاٍ من التوتر بالشارع الإسرائيلي، و كل حزب يرى و يقول بأنه الاجدر في قيادة الساحة و حماية مواطنيه و ردع المقاومة. 

ضربة خاطفة وسريعة

مع تزايد القلق داخل الشارع الإسرائيلي و الشارع الغزي بحدوث حرباً بالفترة القادمة ,إستبعد عبدو ذلك قائلا لا يوجد ما يؤشر على تواجد عدوان وشيك على قطاع غزة، لكن الحرب لا تندلع بدون متطلبات او سوابق لإشعالها كما حدث بالحروب السابقة، مشيرا الى اهم المعطيات التى تعطي احتمالات باندلاع حرب، هو قيام المقاومة بالضفة الغربية بتنفيذ عملية عسكرية مما سيخلق ازمة كبيرة بالوسط الإسرائيلي، وستحصل اسرائيل على مرادها.
 وقلل عبدو من احتمال وقوع حربا في غزة بالوقت الراهن ,كون الاوضاع لا تحتمل ذلك بتاتا ، مضيفا: "لو ارادت اسرائيل ان تخوض حربا على غزة فهذه المرة سوف تدرسها دراسة معمقة، حتى لا تعيد خسارتها كما المرات السابقة، مضيفا أنني متيقناً بأن إسرائيل هذه المرة ستخوض حربا شرسة و ستحصل على اهدافها ولن تستمر بحربها بعد التوصل للأهداف.

غزة هدف ولكن ..!!
و يحمل المحلل الصواف تصورا اخر حيث اعتقد بأن بأن إسرائيل دائما تخطط بتحويل البوصلة على قطاع غزة، بالتزامن مع اشتعال الانتفاضة اكثر كل يوم، مشيرا ان الجانب الفلسطيني ليس معنيا بأي تصعيد وأن المقاومة تعمل على حفظ الاستقرار بالمنطقة.
و أكد عبدو على أن المقاومة لا تسعى لإشعال حربا مع الاحتلال، وفي عملها تهدف الى منع وقوع أي حرب في غزة، و هذه المرحلة ستعمل المقاومة على منع الاحتلال بتحقيق اهدافه في غزة ولن تقدم على امور خلاف ذلك الا اذ تتطلب الامر.
و نوه الى أن الاحتلال يعتقد بانه لو قام بتصعيد في قطاع غزة فانه سوف يكسب كل شيء و يطفيء لهيب الانتفاضة الفلسطينية، ولكن هذا لن يحصل بتاتا كما يخطط نتنياهو. 

الجدير بالذكر بأنه منذ إندلاع إنتفاضة القدس الأخيرة ويحاول الإحتلال تحييد البوصلة إلى قطاع غزة من أجل تهدئة الأوضاع بالضفة الغربية والقدس في محاولة منه للقضاء على الهبة الجماهيرية.