أكّد القيادي في التيار الإصلاحي بحركة فتح، النائب ماجد أبو شمالة، على ضرورة توحيد الشعب الفلسطيني في مجلس وطني يُمثل كافة أطيافه، واستخلاص العبر وتقييم المرحلة السابقة بأكملها.
وقال أبو شمالة، في تصريحٍ وصل وكالة "خبر" بمناسبة الذكرى الـ55 للنكسة: "إنَّه أصبح من الضروري العمل سريعاً على جمع كلمة الشعب الفلسطيني في مجلس وطني يُمثل كل أطيافه، والخروج ببرنامج سياسي موحد يحتشد خلفه الجميع، وتوحيد كلمة شعبنا في منظمة التحرير".
وأضاف: "يجب أنّ تكون منظمة التحرير حيّة فاعلة على مقاس الشعب الفلسطيني وليس على مقاس الأفراد والأشخاص والغايات الفردية والفئوية الضيقة، وذلك إذا أردنا أنّ نُعيد الألق والحياة لقضيتنا التي تحتضر رغم الثمن الباهض الذي يدفعه شعبنا يومياً بدماء أبناءه النازفة في الضفة وغزة".
وتابع: "أتقدم بالتحية والإجلال لشهدائنا وجرحانا وأسرانا ولمناضلين شعبنا الذين أفنوا أعمارهم دفاعاً عن قضية أمنوا بها وكرسوا حياتهم لها، وهي القضية الأنبل في تاريخنا المعاصر حيث يقف شعبنا بسواعده العارية جدار صد يُدافع عن الأمة العربية والإسلامية، ويتصدى لأبشع احتلال عرفه التاريخ، رافضاً الانحناء والخضوع رغم كل الجبروت والإجرام الذي يتعرض له في محاولات فاشلة لاقتلاعه من أرضه، وأمته، وطمس هويته ووجوده".
وأكمل: "على الرغم من رائحة الألم التي تطل علينا بمرور شبح هذه الذكرى الموجعة في تاريخ أمتنا وشعبنا الفلسطيني، الذي فقد قطع عزيزة عليه من وطنه وعلى رأسها مدينة القدس ومقدساتها الأقصى والقيامة، إلا أنّها أيضاً تُذكرنا بقوة عزيمة هذا الشعب الذي رفض الانكسار والهزيمة، واتخذها منطلق لإعادة الهيبة والكرامة للامة في حرب الكرامة وانه عندما أراد صنع من المستحيل واقع وحقيقة أذهلت العدو والصديق".
وأردف: "عندما تحدد الهدف العظيم وتوحد البرنامج، تجندت الطاقات والتف حوله الجميع وجاءت النتائج عزة وكرامة، وهذا ما نفتقده هذه الأيام، هو غياب الرؤية والبرنامج المُجمع عليه، وخلفت حالة التفرد في القرار ومحاولة إقصاء الآخر بروز رؤوس عدة تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وذلك بعد أنّ كان يحكمه ويتحدث باسمه رأس واحد يُعبر عن طموحه وآلامه وآماله في حالة من الانسجام والتناغم، وإنّ اختلفت الآراء في حينه على تكتيكات تحقيق الهدف إلا أنَّ الهدف ذاته يحظى بإجماع الجميع".
واستدرك أبو شمالة: "شعبنا عظيم وقادر على صناعة المعجزات، وقهر المستحيل، وقد تحمل ما لا يتحمله أحد، إلا أنّه بحاجة إلى قيادة قادرة على تسخير طاقاته وتوحيد قواه المشتتة والمبعثرة وانتشاله من حالة التيه التي يعيشها، الأمر الذي لن يحدث طالما أننا نعيش حالة الانقسام السياسي وفي ظل اختلاف الرؤى و البرامج و التفرد بالقرار ومحاولة السيطرة على مؤسسات الشعب وتفصيلها لخدمة غايات فئوية ضيقة، وواهم من يظن أنَّ شعبنا عاجز أو ضعيف غير قادر على حماية مصالحه؛ لكِنه يعيش حالة من التيه نتيجة لافتقاده لقيادة تؤمن بالأهداف الكبيرة والعظيمة".
واستطرد: "أظن أننا بحاجة لإعادة تصويب مسار والتفكير ملياً فيما وصلت له قضيتنا الوطنية نتيجة للتمترس خلف برامج ورؤى سياسية عقيمة وغير مجدية ومقنعة لشعبنا قبل غيره ويتعالى عليها الاحتلال ويرفضها قولاً وفعلاً، فبات من الواجب التخلي عن الخيار الواحد والبحث عن خيارات أخرى معاً، كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الحية وإعادة الحياة لمؤسسات الشعب الفلسطيني، التي عُطلت بقصد لتعود مُمثل لكل أبناء هذا الشعب ومصدر لقراراته و رؤيته، ودون ذلك ستبقى سفينة الشعب الفلسطيني مُوحلة لا تقلع ومن يدفع الثمن هم أبناء شعبنا".
وختم أبو شمالة حديثه قائلاً: "إنّ قضيتنا الوطنية أصبحت بحالة قصور متسارع، وتتراجع بشكل يومي على كافة المستويات الداخلية والخارجية الرسمية والشعبية، ولم تعد كما كانت هي قضية العرب المركزية، ولم تعد الملف الأهم على مائدة صنع القرار في الإقليم والعالم كما كانت دوماً"، مُستدركاً: "قبل أنّ نلوم أحد على هذا الوضع الذي وصلنا له علينا أنّ نلوم أنفسنا، وقبل أنّ نشتكي من ضعف الموقف العربي، علينا أن ننظر بروية إلى موقفنا الداخلي وقراراتنا التي اتخذناها خلال العقدين الماضيين، والحال الذي وصلنا له من ضعف المؤسسات، وتعطيلها، وانقسام الواقع الفلسطيني، واختلاف البرامج ولعب الاحتلال على وتر من له شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني، وتسويق ذلك دولياً".