إن الآثار الضارّة للتدخين لا تعد ولا تحصى: السرطان، والتهاب الشعب الهوائية الإنسدادي المزمن، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتغير الجلد والروح المعنوية... اكتشفي أضرار التدخين على المرأة، علّها تساعدك على الإقلاع عن التدخين:
- التأثيرات على الفم والأنف والحنجرة
المواد الضارّة الناتجة عن احتراق التبغ تعبر أولاً المجال الفموي البلعومي: الفم والأنف والحنجرة.. الصوت الأجش، الأسنان الصفراء، رائحة الفم الكريهة، ولكن أيضًا الفقدان التدريجي للتذوق والشم.. جميعها سلبيات معروفة لدى المدخنين.
"يتسبب دخان التبغ في حدوث عملية التهابية. عندما تكونين مصابة بنزلة برد، يتأثر الذوق والشم مؤقتاً.. ينتج هذا عن التهاب مستقبلات الطعم والشم. يحافظ التبغ على هذا الالتهاب المزمن الذي يظل ضارًا بالصحة بشكل خاص"، كما يلاحظ الطبيب إيفان برلين، إختصاصي التعود على التبغ في مستشفى Hôpital de la Pitié-Salpêtrière في باريس.
والخبر السار هو أن فقدان حاسة الشم والذوق يمكن عكسه. يعتقد المتخصصون أن المدخن يستعيد استخدام هذه الحواس بعد 48 ساعة فقط من الإقلاع عن التدخين. النبأ السيئ هو أنه من خلال الاستمرار في التدخين، فإنك تحافظين على هذا الالتهاب المزمن الذي يجعل جسمك مهدداً للعديد من الأمراض، بما في ذلك السرطانات. تسعة من كل 10 سرطانات في الأنف والأذن والحنجرة (الفم واللوزتين والبلعوم والحنجرة وما إلى ذلك) لا تزال تُعزى إلى استهلاك التبغ.
- التأثيرات على الجهاز التنفسي
ثم تأخذ المواد الناتجة عن استهلاك التبغ اتجاه الرئتين نحو الحويصلات الرئوية. التهاب الشعب الهوائية المزمن وسرطان الرئة ... نعلم أن الجهاز التنفسي لا يزال مهدداً بشكل خاص من قبل هذه الجزيئيات، ولا سيما تلك الناتجة عن احتراق التبغ. أولاً، القطران الذي يلتصق بالأنسجة والأغشية المخاطية، وخاصة الرئتان والحنجرة والبلعوم ... ويظل القطران أحد المركّبات الرئيسية المسؤولة عن السرطانات المرتبطة بالتدخين.
- التأثيرات على القلب والأوعية الدموية
تمر المواد الموجودة في دخان التبغ عبر أغشية الحويصلات الرئوية ثم تدخل مجرى الدم. يوضح الطبيب إيفان برلين: "إنه دم شرياني، أي أنه تمَّ تحميله بالأكسجين عن طريق الرئتين". ثم ينتقل هذا الدم إلى القلب. وهذا الأخير هو الذي سيعيد توزيعه، عبر الشرايين، في جميع أنحاء الجسم. لكن هذا دون الاعتماد على أول أكسيد الكربون الذي يحل محل الأكسجين في الدم.
ويتابع الدكتور إيفان برلين: "أول أكسيد الكربون، الناتج عن الاحتراق، سوف يرتبط بخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في الدم، والنتيجة: الدم أقل غنىً بالأكسجين"، مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الجهاز التنفسي، والتعب المزمن، ومقاومة الجهد البدني، وضعف أداء العضلات نتيجة لهذا النقص في الأكسجة.
والقلب يبقى الأكثر تأثراً بنقص الأكسجين. في نفس الوقت، يزيد معدل ضربات القلب. يحذر الطبيب إيفان برلين من أن "صحة القلب والأوعية الدموية للمدخن معرّضة للخطر على المدى الطويل". ويرتفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وما إلى ذلك.
- التأثيرات على الجهاز الهضمي
على المدى القصير، يعتمد المدخنون على استهلاك التبغ للتبرز. "النيكوتين يحفز حركة الأمعاء، لكن النتيجة: عندما يتوقف الشخص عن التدخين، يعاني عموماً من الإمساك لمدة شهر ... الوقت الذي تستعيد فيه حركة الجهاز الهضمي توازنها"، يوضح الدكتور إيفان برلين.
وعلى المدى الطويل، فإنَّ آثار التبغ على الجهاز الهضمي هي أكثر إثارة للقلق: ظهور تقرحات في المعدة، وخطر الإصابة بالسرطان..
- التأثيرات على الدماغ
ما بين 9 إلى 19 ثانية.... هذا هو الوقت الذي يستغرقه النيكوتين للانتقال من الفم إلى الدماغ. وهكذا يشعر المدخن بتأثير النيكوتين من أول نفث للسجائر. يتذكر الدكتور إيفان برلين: "جزيئيات النيكوتين دقيقة للغاية: أقل من 2 ميكرون. كلما صغر حجم الجسيمات، زاد نزولها إلى أعماق الرئتين ووصلت بسرعة إلى الدورة الدموية الشريانية حيث سيتم نقلها مباشرة إلى الدماغ". "الميزة الأخرى للنيكوتين: يتم تحويله وإزالته من الدم عن طريق الكبد في أقل من ساعتين. نظراً لكونه مادة تسبب الاعتياد عليها للغاية، فإنَّ الرغبة الشديدة في تناول الطعام تنتشر بسرعة كبيرة في الدماغ".
- التأثيرات على المثانة والكلى
في نهاية الرحلة، ستتم تصفية هذه المواد السامّة عن طريق الكلى، وتخزينها في المثانة ثم إفراغها عن طريق البول. وبالتالي، فإن استهلاك التبغ يزيد من الإصابة بسرطان الكلى والمثانة.
- التأثيرات على الجلد
أصابع صفراء، أظافر وشعر هش، ولكن أيضاً جلد باهت... كل نفخة من السيجارة تطلق حوالي 200000 من الجذور الحرّة التي ستهاجم الجلد مباشرة. يتذكر الدكتور إيفان برلين أن "هذا يمنع تكوين المواد التي تدخل في مرونة الجلد". العواقب: الجلد أقل ليونة، والبشرة رمادية وتظهر التجاعيد الأولى ...