ذكرت وسائل إعلام سودانية، أن العاصمة السودانية الخرطوم شهدت صباح يوم الثلاثاء، تصاعدًا في وتيرة القصف واشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي، بعد أكثر من سبعة أسابيع على بدء الصراع.
وأوضح الإعلام السوداني، أنه لوحظ صباح يوم الثلاثاء، تحليق للطيران الحربي في سماء العاصمة السودانية، وسماع أصوات أسلحة ثقيلة وسط الخرطوم، ودوي انفجارات قوية ومتتالية في جنوب أم درمان.
وأشار إلى أن الحرب تسببت في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف للفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضرارا جسيمة بالعاصمة.
وشهدت الأيام القليلة الماضية سقوط الزخات الأولى من موسم المطر، الذي من المرجح أن يزيد العراقيل أمام جهود الإغاثة التي أعاقتها بالفعل البيروقراطية والتحديات اللوجستية.
وقال سكان إن مناطق بالعاصمة السودانية شهدت قصفا واشتباكات عنيفة، ووردت أنباء عن انتشار الفوضى في الخرطوم وإقليم دارفور بغرب البلاد، منوهين إلى وقوع معارك لليوم الثاني على التوالي في مدن العاصمة الثلاث، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
وقالوا إن أم درمان شهدت اشتباكات برية في واقعة نادرة، بالإضافة إلى قصف وقتال في منطقة الخرطوم شرقا، وبالطرف الجنوبي من العاصمة.
وتوجه بعض الذين فروا من الحرب إلى دول مجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهي دول تعاني بالفعل من الفقر والصراع وتراجع المساعدات الإنسانية.
ومن جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى، محمد أيويا، في مؤتمر صحافي في جنيف، إن وصول ما يقرب من 14 ألف شخص إلى شمال شرق جمهورية أفريقيا الوسطى، وتوقف التجارة عبر الحدود، "يضع ضغطا إضافيا على الموارد المحدودة المتاحة لمساعدة 130 ألف شخص من الفئات الأشد ضعفا في المنطقة".
وأثارت الحرب أيضا اضطرابات في دارفور في أقصى غرب السودان، وهي منطقة كانت تعاني بالفعل من نزوح جماعي بسبب الصراع السابق، وحيث تحدث السكان في عدة مدن وبلدات عن هجمات شنتها ميليشيات مرتبطة بقبائل بدوية عربية.
وقال ناشطون يراقبون المنطقة إن 40 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح في بلدة كتم بولاية شمال دارفور خلال الأيام القليلة الماضية. كما أفاد السكان بانتشار النهب وانعدام الأمن في المنطقة.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو يزعم أنها استولت على مقرات الجيش في كتم، وهي مركز تجاري، وواحدة من كبرى البلدات في الولاية.
ولم يصدر حتى الآن تعليق من الجيش، الذي نفى استيلاء قوات الدعم السريع على البلدة.
وانقطعت الاتصالات لفترات طويلة في أجزاء من دارفور، حيث تواجه جماعات الإغاثة صعوبة شديدة في إدخال الإمدادات الإنسانية.
وفي الأبيض، التي تبعد 360 كيلومترا جنوبي غرب الخرطوم وتقع على طريق رئيسي من العاصمة إلى دارفور، تحدث السكان عن انتشار كبير لقوات الدعم السريع وإغلاق بعض الطرق.