أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الإثنين 12 يونيو 2023، بيانًا صحفيًا في الذكرى التاسعة لأسر 3 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الحركة في بيانها: "في الثاني عشر من يونيو عام 2014م، فقد جيش الاحتلال آثار ثلاثة من جنوده بالضفة الغربية المحتلة، ليكتشف بعد أيام أنهم في قبضة كتائب القسام في إطار سعيها الدؤوب لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال عبر عمليات التبادل".
وأضافت: "وتضع حركة حماس وجناحها العسكري المقاوم كتائب القسام قضية تحرير الأسرى على سلم أولوياتها وتولي ذلك اهتماما بالغا، فنفذت الحركة منذ انطلاقتها قبل 35 عاماً وحتى اليوم العشرات من عمليات الأسر نجحت في العديد منها وحالت ظروف الميدان دون نجاح بعضها، وكان في معظمها التركيز على خطف جنود صهاينة".
وتابعت: "وتوافق اليوم الذكرى التاسعة لعملية الخليل البطولية والتي أسرت فيها مجموعة من كتائب القسام تضم الشهيدين القساميين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، ثلاثة جنود صهاينة بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين وتحريرهم من سجون الاحتلال".
وأشارت إلى أنه في الثاني عشر من يونيو عام 2014 نجحت مجموعة قسامية في مدينة الخليل في الضفة المحتلة بأسر ثلاثة جنود صهاينة بعد أيام من الرصد والمتابعة، عبر سيارة مجهزة لذلك، ووفقًا لما أعلنته القسام فقد أجهز المجاهدون لظرف طارئ على الجنود الأسرى، وأخفوا جثثهم في أرض شمال غرب حلحول جنوب الضفة.
وبينت أنه في محاولة من الاحتلال العثور على جنوده وتحريرهم، شن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الضفة الغربية المحتلة للبحث عن الجنود الثلاثة "إيال يفراح" و"غيلعاد شاعر" و"نفتالي فرينكيل"، وخلال هذا العدوان الصهيوني على الضفة الغربية استشهد خمسة مواطنين، فيما اعتقل أكثر من 530 آخرين.
وذكرت أنه بمساعدة من أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، عثر الاحتلال على جثث جنوده القتلى بعد 18 يومًا من إخفائها، وعلى إثر ذلك شن عملية مطاردة واسعة للقساميين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي، ليرتقيا في الثالث والعشرين من سبتمبر شهيدين في اشتباك مسلح، بعد أشهر من المطاردة.
وأوضحت أنه في حين حكمت محكمة "عوفر" العسكرية الصهيونية في السادس من يناير عام 2015 على الأسير حسام القواسمي، الذي اعتُقل قبل العثور على جثامين المستوطنين، بالسجن الفعلي لثلاثة مؤبدات، منوهة إلى أنه في فيديو سابق نشرته كتائب القسام حول العملية، أكدت أن عمليات الأسر مستمرة حتى يكتب لها النجاح الكامل.
وشددت الحركة على أن عملية الأسر تلك أربكت حسابات الاحتلال وأجهزة أمنه، مؤكدة على أن عملية الخليل البطولية كانت إحدى عمليات الأسر التي نفذتها كتائب القسام، والتي كان أبرزها عملية الوهم المتبدد والتي أسرت فيها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وتوجت لاحقا بصفقة وفاء الأحرار والتي أرغمت خلالها الاحتلال على الإفراج عن 1027 أسيراً جُلهم من أصحاب الأحكام العالية.
واستكملت بالقول: "ومنذ انطلاقة حركة حماس كانت صاحبة العهد الأوفى للأسرى بتحريرهم بكل السبل والوسائل المتاحة، فسجل التاريخ الجهادي لكتائب القسام عشرات عمليات الأسر الأخرى التي حالت الأقدار دون نجاحها، وانتهى عدد منها بالاشتباك مع جنود الاحتلال، قَتلَ خلالها المجاهدون عددًا من الجنود، فيما استشهد عدد من مجاهدي الكتائب، وأُسر آخرون".
أشارت إلى أن حماس وذراعها العسكري بتاريخها الحافل بعمليات أسر الجنود الذي صنفها كصاحبة أكبر سجل في عمليات أٍر جنود، لم تكتفِ بصفقة وفاء الأحرار التاريخية، بل عززت ذلك باستمرارها في الخيار الاستراتيجي نفسه، مؤكدة على أن قضية الأسرى ستبقى على رأس سلم أولويات العمل الوطني والحركي في حركة حماس، وستستمر الحركة في جهودها وعلى الصعد كافة ليتنسم أسرانا الأبطال عبير الحرية قريبًا، وستظل استراتيجية أسر الجنود الصهاينة الخيار الأمثل والأنجع للإفراج عن أسرانا.
وتابعت: "ولا تزال كتائب القسام تحكم قبضتها على أربعة أسرى صهاينة أسرتهم في غزة، وهم: شاؤول آرون، وهدار غولدن، وأفيرا منغستو، وهشام السيد، ومراراً أكدت حركة حماس عبر قياداتها ولا سيما رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أن الحركة لن تتردد في أسر مزيد من الجنود في أي مواجهة قادمة، وأن ما لديها من أسرى لن يذوقوا طعم الحرية ما لم يذقها أسرانا في سجون الاحتلال".