شروط المضحي في عيد الأضحى 2023

الاضحية
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك لهذا العام 2023م، والذي يتم فيه ذبح الأضاحي إحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله بذبح ابنه فامتثل لأمر الله ففداه الله عز وجل بذبح عظيم، ولهذا فتعد شروط الأضحية واحدةً من أكثر الاسئلة التي يتساءل عنها ملايين المسلمين في الوقت الراهن.

الحكمة من مشروعيّة الأضحية

وتعد الأضحية وسيلة من وسائل التقرب إلى الله عز وجل ونيل مرضاته ومغفرته، كما أن الأضحية سببًا لإدخال السرور على قلوب الفقراء من خلال التصدق بجزء منها.

والأضحية مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ففي القرآن الكريم يقول الله عز وجل "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"، والأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيثاب فاعلها من المسلمين المقتدرين، ولا يأثم تاركها من المسلمين الغير مقتدرين، وقد شرعت الأضحية للعديد من الحكم، ومنها:

- إحياء سُنة نبي الله إبراهيم عليه السلام؛ حين أمرَه الله بذبح ابنه، فامتثل لأمر الله تعالى، ففداه الله تعالى بِذبحٍ عظيٍ.

- في الأُضحية شُكر لله تعالى على ما أمَدّ عباده به من النِّعَم.

- إدخال البهجة على قلوب الفقراء من خلال التصدق بجزء من الأضحيات.

- إدخال السرور على أهل البيت من خلال الأكل من لحم الأضحية.

حكم الأضحية في عيد الأضحى

الأضحية في عيد الأضحى شعيرة عظيمة من شعائر الدين الإسلامي، وهي من السنن المؤكد فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر فضلها في القرآن الكريم في قول الله تعالى، "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم"، وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين سمينين، عظيمين أملحين، أقرنين، وأضجع أحدهما، وقال باسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وآل محمد ثم أضجع الآخر وقال: باسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ.

ورغب النبي صلى الله عليه وسلم في الأضحية، حيث روت عنه عائشة أنه قال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا"، وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاث كتبت علي وهن لكم تطوع؛ الوتر، والنحر، وركعتا الفجر"، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي".

شروط الأضحية والمضحي في عيد الأضحى

وفي منشور لها على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه لكي تكون الأضحية صحيحة مجزئة عن صاحبها وأهل بيته لابد أن تحقق الشروط التالية:

- أن ينوي المضحي التضحية بها إحياء للسنة، وتتحقق النية بمجرد اختياره لها أو شرائه إياها.

- أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، والبقر – الجاموس، والغنم ضأنًا كانت أو ماعزًا، ويُجزئ من كل ذلك الذكور والإناث.

وعن شروط الأضحية ووجوب أن تكون من بهيمة الأنعام، قال النبي صلى الله عليه وسلم، "ولو ذبح دجاجة أو ديكًا بنيَّة التضحية لم يُجزئ".

ومن ضحى بحيوان غير مأكول من الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور لم تصح الأضحية به، لقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾.

- يجب أن تكون الأضحية سليمة خالية من العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم.

- أن تكون بالغة للسن الشرعية، أو تكون وفيرة اللحم بحيث تبلغ 350 كجم، وذلك خاص بالإبل أو البقر والجاموس، أما الغنم فيشترط فيها السنّ الشرعية (الماعز سنة – الخراف 6 أشهر).

- لابد أن يكون المضحي مالكا للأضحية، أو وكيلًا، أو مأذونًا له في التضحية بها.

سنن الأضحية في عيد الأضحى

سنن الأضحية هي من الأمور التي ينبغي أن يفعلها المضحي اتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كشفت دار الإفتاء المصرية، عن هذه السنن والتي يجب مراعاتها من قبل المضحي، وهي كالتالي:

نية الأضحية

تعتبر النية من سنن وشروط الأضحية المهمة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، ويكفي في نية الأضحية أن تكون بالقلب دون التلفظ بها باللسان، بل أن شراء الأضحية في هذا التوقيت سيكون نية لذبحها.

ربط الأضحية

كذلك من سنن الأضحية أن يتم ربطها قبل يوم النحر، وذلك لتوضيح الاستعداد والرغبة في التقرب إلى الله بهذه الأضحية، فيكون للمضحي جزيل الثواب والأجر، وفيه ربط الأضحية أيضا امتثالا لأمر الله تعالى:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب).

حد السكين

يجب على المضحي أن يحد السكين وذلك إحسانا ورأفة ببهيمة الأنعام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث عن شداد بن أوس رضي الله عنه: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)، وذلك مع مراعاة عدم حد السكين أمام الحيوان.

استقبال القبلة

وقبل ذبح الأضحية يستحب أن يستقبل المضحي القبلة، ويوجه الأضحية تجاهها، وهو أمر مستحب في جميع أنواع ذبيحة الحيوانات، وهو أشد استحبابا في الأضحية كما ذكر الإمام النووي، ولذلك سيكون استقبال القبلة من سنن الأضحية للمضحي في عيد الأضحى.

شهود الأضحية

أيضاً يجب على المضحي أن يشهد أضحيته بنفسه، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين وكان يسمي ويكبر، ولقد رأيته يذبحهما بيده واضعًا رجله على صفاحهما"، كما يجوز لمن أراد الأضحية أن ينيب غيره في ذبحها وينبغي أن يوكل في ذبحها صاحب دين له معرفة بالذبح وأحكامه.

التسمية والتكبير

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا ذبح الأضحية قال: باسم الله والله أكبر، وللمضحي أن يقتدي بسنة النبي فيسمي ويكبر قبل الشروع في الأضحية.

الدعاء بعد التسمية والتكبير

يجب على المضحي الدعاء، وهو أن يقول "اللهم تقبل مني، أو يقول اللهم تقبل من فلان"، وذلك لما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتى به ليضحي به فقال لها: يا عائشة هلمي المدية، ثم قال: اشحذيها بحجر، ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به".

فضل الأضحية وثوابها

وتتعدد فضائل الأضحية، وفي مقدمتها أنها من شعائر الله تعالى، وأن الذبح لله تعالى والتقَربَ إليه بالقَرابينِ من أعظم العبادات وأجَلِّ الطاعات، قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"، ويدل على ذلك أيضاً قَرْنها بالصلاة في عدّة مواضع؛ بياناً لمنزلتها العظيمة ومكانتها الجليلة، قال الله سبحانه وتعالى: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ".
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حرص على الأُضحية، وحثّ عليها المسلمين، وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما.