لا بد بعد الصبر من تمكين.. فقد ارتمى في السجن من قبله كثيرين .. وهذه هي الحياة، فالصعاب بها تهون في التهوين .. ولا بد لفجر الحرية أن يحين ..
الأسير مُحمد القيق المضرب عن الطعام منذ 71 يوماً على التوالي، يرقد الآن في مستشفى العفولة الصهيوني ، وهناك تحذيرات طبية من تعرضه لجلطة نتيجة التدهور المستمر في وضعه الصحي، بعد أن فقد النطق بشكل كامل والسمع بنسبة 60% والتهابات بعينه، امتدت هذه الالتهابات إلى قدميه وأطرافه وتتصاعد منه الآلام والأوجاع على مدار الساعة.
التقصير بحق القيق
صاغ التاريخ أحرفه ُ بصبرهم .. وتبددت القضبان والأغلال بصمودهم .. أبطال الأمعاء الخاوية يفتحون أحضانهم استقبالاً للأسير القيق إلى قائمة المدافعين عن حقوق الأسرى جميعاً.
هذا البطل- القيق- يستحق كل الدعم والمساندة , ولا اختلاف على هذا، ولكن لماذا لم ترتقِ قضيته إلى مستوى الاهتمام الذي حظي به الأسرى المضربين من قبله أمثال خضر عدنان والعيسوي وغيرهم.
في هذا الإطار، يقول القيادي في الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل" : كل ما نقدمه وما يقدمه الاعلام هو جزء قليل مما يستحقه القيق الذي يعيش حالة الموت البطيء، مضيفاً: أن على الاعلام أن يجعل من القيق قضية مشتعلة باستمرار، ولا يتوقف عن فضح ممارسات العدو الاجرامية تجاه أسرانا من اعتقال اداري واهمال طبي.
وفي سياق التقصير، قال تيسير البرديني المفوض العام للأسرى والمحررين بحركة فتح وعضو الهيئة القيادية العليا: أن هيئة شؤون الأسرى ممثلة بالوزير عيسى قراقع فعل الكثير من اجل ابراز القضية مضيفاً :" لاحظنا تصريحاته الكثيرة بخصوص متابعة قضية القيق عن كثب .
وأضاف البرديني : هناك تقصير من الفصائل الفلسطينية بشكل عام، لأن المسئول عن التضامن هو مؤسسات تضامنية مع الاسرى وحقوقية أما على المستوى التنظيمي والفصائلي هناك تقصير كبير، مناشداً الفصائل زيارة الخيمة للتضامن مع القيق الذي بحاجة لكل جهد ولكل صحفي للتضامن معه.
من المسئول ؟
وفي سياق المسئول عن إبقاء القيق حتى هذا الوقت دون دفع قضيته للأمام , يقول " المدلل " أن السلطة تتحمل المسئولية الأكبر في إبقاء القيق إلى هذه اللحظة يعيش الموت، وعليها أن تتقدم لدفع قضيته إلى الأمام والضغط من أجل الافراج وانهاء الملف الأسود المسمى بالاعتقال الاداري .
وأضاف : كل فلسطيني يتحمل المسئولية تجاه القيق لأنه يدفع باتجاه انهاء الملف الاداري كسابقيه " خضر عدنان والعيساوي وهناء شلبي ."، وعلى الجميع أن يتقدم للدعم والمساندة من كافة أطياف الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن على الفصائل التأكيد للقيق ولكل الأسرى أن معركتهم هي معركة الفصائل ذاتها، وعلى كل فلسطيني أن يصرخ في كل مؤسسة و شارع مؤكدين للقيق انه لن يتركوه وحيداً يواجه القتل.
وبارك" البرديني" أي خطوة من الخطوات التي تُتخذ من أجل الاسير القيق، مشيراً إلى أنه في هذه الأثناء يوجد في الصليب خيمة اعتصام تضم مجموعة من لجنة الاسرى والقوى الوطنية والاسلامية و مجموعة لا بأس بها من الصحفيين، تضامناً مع القيق.
وأشار إلى أن المسئولية والتقصير هي مسئولية جماعية تبدأ من السلطة والفصائل والمؤسسات الحقوقية وحتى الجامعات والمتضامنين والنشطاء، فالجميع مسئولين ومقصرين بهذه القضية، مؤكداً أنه لا يجب تحميلها لطرف معين.
ما سبب انشغال المواطنين عن القيق ؟
يكثر التساؤلات حول عدم تلقي القيق الاهتمام الاعلامي بقدر ما تلقته قضايا اخرى ربما تكون أقل أهمية، أشار " المدلل" إلى أن الناس في قطاع غزة يعيشون هماً يومياً وازمات كثيرة من:" كهرباء و وأزمة الرواتب والحصار المطبق على الشعب الفلسطيني و المشاكل الاجتماعية والانقسام " مضيفاً : أن كل هذه الأمور تهيمن على القضايا الخطيرة من بينهم قضية القيق.
ولم يستبعد "المدلل" أن يعيش الناس همومهم لكنه تقصير من الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من الهم المعيشي الا أن هناك قضايا مهمة يجب التفاعل معها لأن القيق وكل الاسرى هم ليسوا اسرى جنايات انما هم اسرى قضية تهم الكل الفلسطيني.
ويرى "البرديني" أن قضية القيق لم تأخذ أبعادها الحقيقية في العمل الفصائلي والمؤسساتي الحقوقي ويجب أن يكون هناك عمل متزايد لهذه القضية من اجل ايصال صورته لكل المجتمع .
يشار إلى أن جمعية أطباء لحقوق الإنسان، حاولت بكل الوسائل والطرق حتى تمكنت من تحقيق زيارة للطبيب العربي الفلسطيني محمود محاميد للمستشفى التي يرقد بها القيق صباح غد الخميس، وسيتمكن من الاطلاع على ملفه الطبي، علما أن الاحتلال منع الطبيب محاميد قبل أسبوعين منها ، وسيكون لها أهمية كبيرة في معرفة حقيقة حالة محمد ومعاينتها عن قرب.
ومن المتوقع أن تعقد يوم غد الخميس، المحكمة العليا التابعة للاحتلال جلسة للنظر بالقرار النهائي في ملف القيق، حيث بدأت حالته الصحية بالتراجع بشكل كبير.