هنا المغرب

33_1425757712_5390
حجم الخط

شفيق التلولي'
شهد التراب المغربي مطلع هذا العام احتفاﻻت عدة بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين ﻻنطﻻقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وثورتها المعاصرة وتوجت هذه اﻹحتفاﻻت بزيارة اﻷخ عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلتقى خﻻلها مجمل اﻷحزاب والنقابات المغربية واجتمع مع رئيس الوزراء والعديد من وزراء المغرب الشقيق.
ولعل ما استرعى انتباهي خﻻل هذه الزيارة لقاء زكي مع منظمة الشبيبة اﻻستقﻻلية التابعة لحزب اﻻستقﻻل المغربي احتفاء بالذكرى الستين لتأسيسها والذكرى الحادية والخمسين ﻹنطﻻقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وثورتها المعاصرة.
كيف ﻻ؟! سيما وما تتمتع به حركة فتح من عﻻقات تاريخية مع هذا الحزب العريق الذي يخلد ذكراه الحادية والثمانين تمتد من عهد زعيمه التاريخي والمؤسس المرحوم عﻻل الفاسي والذي نفخ الروح في هذه العﻻقة منذ البدايات اﻷولى لحركة فتح، وما زالت اﻷجيال المتعاقبة على حزب اﻹستقﻻل تتناقل هذا اﻹرث التاريخي وتحمل هذه العﻻقة كأمانة في أعناق أبناء هذا الحزب والذي كانت القضية الفلسطينية وثورتها أولى اهتماماته كسائر المغاربة ملكا وحكومة وأحزابا وشعبا، وليس غريبا كل هذا على المغرب الشقيق الذي ما زال يرأس لجنة القدس.
كل هذا أثار عن ذاكرتي غبار السنين التي خلت؛ لتعود بي إلى حوالي عشرين عاما أو أقل بقليل يوم أن وطأت أقدامي أرض المغرب الشقيق في زيارتي اﻷولى وصديقي عبد الحكيم عوض رئيس منظمة الشبيبة الفتحاوية للمشاركة في مؤتمر القدس والمقام تحت رعاية جﻻلة الملك الحسن الثاني بحضور الرئيس ياسر عرفات رحمهما الله والعديد من الملوك والرؤساء والوزراء العرب ولفيفا من السفراء والدبلوماسيين والشخصيات اﻹعتبارية العربية، إلتقينا يومها بالصديق عبد الله البقالي الكاتب العام لمنظمة الشبيبة اﻹستقﻻلية لندشن باكورة العﻻقات الثنائية فيما بين منظمتهم ومنظمتنا منظمة الشبيبة الفتحاوية، كامتداد طبيعي لذات االعﻻقة التاريخية بين حركة فتح وحزب اﻹستقﻻل.
وتوطدت هذه العﻻقة وتعاظمت لنشاركهم العديد من الفعاليات الشبيبية والتي كانت تقام على أرض بﻻدهم المغاربية كما وأنني ما زلت أذكر مشاركة وفدهم في أحد مخيمات شبيبتنا الصيفية التي كانت تقام سنويا على شاطئ بحر غزة والمتمثل في كل من "سلمى وطارق وغيرهم" وبذلك كانت الشبيبة اﻻستقﻻلية الرائدة والسباقة في دعم أنشطتنا وبرامجنا المشتركة.
لقد أنعش ذاكرتي اليوم ودغدغ مشاعري منشورا للصديقة أمينة حلمي إحدى كادرات حزب اﻹستقﻻل والمدير التنفيذي لمنظمة الشبيبة اﻹستقﻻلية حيث نشرت مرارا من على صفحتها الشخصية فعاليات المغرب وحزبهم حزب اﻹستقﻻل وشبيبته بانطﻻقة فتح وثورتها وتأسيس منظمتهم بحضور اﻷخ عباس زكي؛ فتذكرت يوم أن عدت إلى المغرب للمشاركة في اللقاء التحضيري لمهرجان الطالب العربي الذي كان اﻹتحاد العام للطلبة العرب ينوي عقده في لبنان قبل إثني عشرة عاما، حيث فوجئت بأن بطاقتي التعريفية المعدة من قبل اﻹتحاد العام لطلبة المغرب والمستضيف لهذا اللقاء كانت تحمل صفتي في قيادة منظمة الشبيبة الفتحاوية من قبل اﻹتحاد العام لطلبة المغرب المستضيف والذي جله أيضا من الشبيبة اﻹستقﻻلية، وأصر صديقي أحمد امبارك الشاطر رئيس اﻹتحاد العام للطلبة العرب على تغيير صفتي من على بطاقة التعريف وتعديلها إلى نائب رئيس اﻹتحاد العام للطلبة العرب لحبه وشغفه وتعلقه بهذا اﻹتحاد ولتأكيد حضور اللجنة التنفيذية لﻹتحاد هذا اﻹجتماع.
أحببت المغرب كثيرا وجمعني به عﻻقات عدة ابتدأت بالصديق عبد الله البقالي الكاتب العام لمنظمة لشبيبة اﻹستقﻻلية وامتدت ﻷلتقي بالصديق رئيس اﻹتحاد العام لطلبة المغرب في عهد قيادتنا لمنظمة الشبيبة الفتحاوية ومرورا بمن تبعهم من كتاب عامين ورؤساء ﻹتحادهم كالصديق عبد الغني الحلو خﻻل فعاليات اﻹتحاد العام للطلبة العرب.
ومن المفارقات الجميلة التي ما زلت أذكرها هو عرض العرس التراثي المغربي الذي أقيم في إحدى أمسيات مهرجان الطالب العربي الذي نظمه اﻹتحاد العام للطلبة العرب في البقاع اللبناني، حيث اختاروني أصدقائي المغاربة للقيام بدور العريس، وكم ضحكنا في هذه الليلة الجميلة!! التي ارتديت فيها زي العريس المغربي حامﻻ العكاز المغربي وملوحا به راقصا وفرحا ومن حولي صديقاي أحمد امبارك الشاطر رئيس اﻹتحاد ونضال عمار أمين عام اﻹتحاد وثلة جميلة ورائعة من الوفود العربية المشاركة والذين ما زلت أفتخر بهم وأعتز بصداقتهم وبعروبيتهم وأشتاق وأتوق إليهم.
وتمضي السنين وما زالت عﻻقاتنا الطويلة والممتدة مع أصدقائنا المغاربة وخاصة اﻹستقﻻليين منهم ثابتة ﻻ تميد أبدا لنبقى وإياهم على العهد توأمان ﻻ ينفصﻻن.
وحتى نلتقي أقول من قلبي سﻻم للمغرب الشقيق.