هل ستدفع الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة إلى حرب جديدة؟!

12648028_10206968550065439_634043912_n
حجم الخط

تعددت الانتهاكات بحق الصيادين، بالإضافة إلى أن عمليات الاجتياح المحدودة مستمرة في قطاع غزة، حيث اعتقلت بحرية الاحتلال الإسرائيلي أمس، أربعة صيادين واستولت على مراكبهم قبالة شاطئ بحر غزة، كما تتوغل جرافات الاحتلال بشكل متواصل في مناطق متعددة جنوب قطاع غزة.

قال المحلل السياسي طلال عوكل لوكالة "خبر"، إن الإعلام الاسرائيلي والأجهزة الأمنية الاسرائيلية تضخ كمية كبيرة من الأخبار المتعلقة بعدوان جديد على قطاع غزة، لكن اسرائيل تنتظر ذريعة حتى تستجر الفلسطينيين للرد عليهم تتخذها سبباً للعدوان، مشيراً إلى أن اسرائيل فعلياً لم توقف انتهاكاتها في قطاع غزة، فالمناخ العام مناخ تحضير لحرب جديدة على القطاع

وأضاف المحلل السياسي هشام أبو هاشم، أن اسرائيل لم تستكن عن توغلاتها واعتراض بعض الصيادين في عرض البحر وإطلاق النار عليهم، كما أنها بعد حرب عام 2014 لم تعط الفلسطينيين أي حقوق ولم تفتح المجال أمامهم سواء بالمعابر أو تخفيف الحصار.

في حين أوضح المحلل السياسي حسن عبدو لوكالة "خبر"، أن الانتهاكات الاسرائيلية متواصلة على قطاع غزة هذا ما يخل بالتهدئة القائمة، حيث كانت تقوم بعمليات اجتياح محدودة، واعتداءات على الصيادين وتقليص الصيد البحري، لكن كل التقديرات تشير إلى أن هذا التوتر سيبقى في هذا الحجم، ولن يرتق إلى عدوان واسع.

واعتبر أبو هاشم أن بداية كل عدوان اسرائيلي على قطاع غزة كان هناك مقدمات له إما بتوغلات محدودة أو بإغلاق للمعابر أو تشديد الحصار أو باغتيال بعض الشخصيات السياسية والعسكرية، لافتاً إلى أن التوغلات التي وقعت أمس وأول أمس بالإضافة إلى الحفريات التي تحفر في الحدود الشرقية لمدينة غزة كلها مقدمات وأهداف تسعى بها اسرائيل لإعاقة بعض أعمال المقاومة الفلسطينية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وأشار عبدو إلى أن اسرائيل عندما يتم الاعتداء عليها من خلال اطلاق صواريخ من قبل الجماعات الغير منضبطة بالتهدئة، تقوم بالرد بشكل محسوب بحيث لا يستدعي رداً إضافياً من المقاومة، كما أن المقاومة في غزة تسلك نفس السلوك لأنها غير  راغبة بالمواجهة، مضيفاً أنه ليس هناك أسباب لهذه الانتهاكات والاعتداءات على الصيادين المستمرة.

وأوضح أبو هاشم أنه بعد عدوان عام 2014 سمحت اسرائيل بدخول الصيادين مسافة 6 ميل ولا تسمح بأكثر، وذلك لإعاقة عمل الصيادين وتشديد الحصار على القطاع وإرجاع الأمور كما كانت في السابق على بعد 3 ميل.

وأشار عوكل إلى أن تقييد اسرائيل الصيادين بالمسافة المسموح بها في الصيد البحري والمنطقة الأمنية التي تفرضها على الحدود الشمالية والشرقية، هو نوع من تشديد الحصار وخنق السكان في قطاع غزة، نظراً لأن هذا يؤثر على آلاف العائلات من الصيادين وعلى السوق المحلي.

وأضاف عبدو أن غزة مواردها محدودة والصيد هو أحد المصادر لعدد كثير من الأسر في القطاع.

وقال عوكل إن التغطية على الهبة الشعبية في الضفة الغربية أحد الأهداف الاسرائيلية للعدوان على قطاع غزة، معتقداً أنه مهما فعلت اسرائيل في قطاع غزة فعلى الأرجح أن تزيد الهبة الشعبية والتضامن مع القطاع وتوسع دائرة المواجهات الشعبية وعدم تراجعها.

ونوّه أبو هاشم إلى أن اسرائيل تسعى إلى لفت الأنظار على قطاع غزة، كما أن زيارة نتنياهو للحدود الشمالية أول أمس كان لها هدف محدد وهو  تركيز الأمن على الحدود الشمالية بالإضافة إلى القطاع، كل هذه الأمور هدفها إخماد الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية.

وطالب عبدو المجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة التي لا تقتصر على البحر بل تمتد إلى كل جوانب حياة الفلسطينيين من حصار في غزة وانتهاكات في الضفة الغربية.

كما طالب عوكل المجتمع الدولي برفع سقف النقد لإسرائيل إلى مستوى اتخاذ عقوبات أو التهديد بعقوبات والاستجابة لمشاريع قرارات تقدمها الجامعة العربية أو الطرف الفلسطيني إلى  مجلس الأمن وبقية المؤسسات الدولية.