بعد معركة جنين .. يشتد الجدل حول مستقبل السلطة ومستقبل الضفة الغربية

27-1586942191-jpg-1586942191.wm.jpg
حجم الخط

بقلم د ناصر اللحام

في النقاش الظاهر ان الصراع يدور شرسا بين فتح وحماس على مستقبل الضفة الغربية .وهذا غباء منقطع النظير وضيق افق يلامس العمى السياسي ، وعجز عن فهم الشأن الاسرائيلي .

فالحقيقة الأعمق ان الصراع الدموي بين الفلسطينيين وبين المستوطنين اليهود الذين قرروا مع نتانياهو الاستيلاء على جميع انحاء الضفة ومساحاتها وجبالها ومياهها واشجارها ، وان يصار الى تهويد الضفة وتحويل شبابها الى خدم وعمال عند المستوطنين بلا هوية وطنية ولا علم ولا سيادة .

 

وتنشر اسرائيل والصحافة الدولية والعربية مؤخرا تقارير كثيرة حول ضعف الرئيس عباس وعدم قدرته على فرض السيطرة واختياره شخصيات ضعيفة لادارة السلطة بعيدا عن مفهوم الحكم الرشيد ، وغالبا ما تكون هذه التقارير صحيحة ودقيقة . فكثير من قادة السلطة لا يصلحون لمناصبهم ولم تكلفهم فتح . وهم من اصحاب القدرات الضعيفة وصلوا الى هذه المناصب من باب الولاء والتذلل ، وليس من باب الكفاءات .

كما ان الرئاسة ( ضاق صدرها ) وصارت تميل منذ نحو عشر سنوات الى الهدوء والسكينة والابتعاد عن التحديات وعدم رغبتها في وجود معارضة باي شكل مهما كانت معارضة نافعة او معارضة صديقة ، ما اعطى البطانة الخاملة الناعمة حول الرئيس لذة خادعة ومؤقتة استطابت لهم وأبعدتهم عن واقع الشعب في باقي المحافظات ، وأقامت جدارا عاليا بين حياة المدن وحياة النخبة في رام الله - والتي صارت فقاعة لا يعرف اصحابها حال باقي الناس - فاتسعت الهوة وسرى الاغتراب بين جموع المناضلين . لدرجة ان من يقود الانتقادات الاهم والاكثر حرصا هم الفتحاويون ضد نخبة صغيرة ومدللة تعيش دون فائدة او انجاز حول الرئاسة .

 

حال غزة اصعب من حال الضفة بكثير . حصار دام عشرين سنة وحروب ودمار وجيل كامل يعيش الاحباط والكمد . يهاجر ابناء غزة أو يعيشون على حافة الفقر وقد انطفأ ضوء المستقبل امام عيونهم.

اما القدس سويداء القلب فهي تتعرض للتهويد بعشرات المليارات سنويا ، فيها يضرب الارهابيون اليهود والجند ، يضربون النساء في ليلة القدر وهن على سجادة الصلاة في الاقصى . والقمم العربية لا تزال تنبح وتنشد السلام راغبة في اعتناق ديانة الخواجا افراهام !!

 

ورغم ابتعاد الجميع عن الحكم الرشيد ، فجميع الحكومات الفلسطينية لا تبني حديقة او حمامات عامة في الاسواق .. والان يقوم نفس قادة الانقسام من جميع الاطراف ويظهرون بقوة لافساد مشهد الانتصار في مخيم جنين ويديرون لعبة على انقاض منازل مهدمة في مخيم لاجئين صغير وفقير .. لنقل تجارب الانقسام والفشل الى هذا المكان الطاهر الذي نجح في التخلص من امراض السلطة وصراع الديكة في رام الله وغزة .

 

انتصرت جنين على الاحتلال . فلا تكسروا شموخ الفدائي بافكار سياسيين فاشلين يكررون انتاج فشلهم امام كل جيل .

 

كلمة اخيرة : لا تتقاتلوا على تابوت شهيد ، ولا يزعجكم بطولات جيل صغير ترك لكم كل المناصب والألقاب ، وإختار رتبة أعلى من جميع مقاماتكم ورتبكم . اختار ان يكون فدائيا .