أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، عن موافقة الإدارة الأمريكية على تسليم أوكرانيا قنابل عنقودية، زاعمًا أن أوكرانيا ستستخدمها على أراضيها بشكل يُقلل من المخاطر التي يتعرض لها سكانها.
وتعترف واشنطن، بأن استخدام مثل هذه القذائف يحمل مخاطر على السكان المدنيين، لذلك أرجأت واشنطن قرار نقلها.
ومن جانبه، أكد الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في وقت سابق، على أن نقل واشنطن لمثل هذه الأسلحة إلى كييف سيكون خطوة أخرى نحو تصعيد الصراع.
والقنابل العنقودية محظورة بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها 123 دولة، لكن الولايات المتحدة وأوكرانيا لم تنضم إليها.
وأرسلت موسكو مذكرة إلى دول الناتو الربيع الماضي، بسبب نقل أسلحة إلى أوكرانيا. وأشارت روسيا مرارا إلى أن أي شحنات تحتوي على أسلحة إلى كييف ستصبح هدفا مشروعا للجيش الروسي.
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن ذخائر نظام كييف نفدت ما استوجب تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية لمواصلة الهجوم المضاد، معتبرا أن قرار تسليمها "لم يكن سهلا واتبع توصية البنتاغون".
وأوضح بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" قائلا "اتبعت توصية البنتاغون بشأن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية"، مضيفًا أنه "لم يكن قرارا سهلا.. تم اتخاذ قرار نقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا بسبب نفاد الذخيرة التقليدية في كييف".
وأشار بايدن إلى أن "قوات كييف تعتمد على الذخيرة.. نفاد الذخيرة استوجب ذلك، ورغم وجود القليل من الذخيرة، قبلت توصية وزارة الدفاع بنقلها، ليس كإجراء دائم، ولكن مؤقتا".
كما وأكد النائب في مجلس الدوما الروسي عن القرم سيرغي تسيكوف، على أن استخدام القنابل العنقودية الأمريكية في أوكرانيا يمكن أن يتسبب بموت جماعي للسكان المدنيين.
وقال تسيكوف لوكالة أنباء "نوفوستي" إن "استخدام الذخائر العنقودية الأمريكية في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين"، معبرا عن أمله في "أن تعمل قواتنا المسلحة على تدمير هذه الذخائر قبل المباشرة باستخدامها".
وقد أعلن البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية عن إعداد الولايات المتحدة لحزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار لفائدة أوكرانيا، حيث تتضمن الذخائر العنقودية لصالح قطع المدفعية وعشرات المركبات المدرعة.
يذكر أن الذخائر العنقودية تعتبر من الأسلحة المحظورة بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها 123 دولة، باستثناء الولايات المتحدة وأوكرانيا.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، في وقت سابق، على أن هذا الأمر يؤكد أن مهمة القوات الأوكرانية تتمثل في قتل أكبر عدد من المدنيين.
وعلى صعيد آخر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر انقضاض طائرة مسيرة روسية من طراز "لانسيت" على دبابة أوكرانية من طراز Т-64 وتدميرها بشكل كلي.
ويظهر في الفيديو تحليق المسيرة الانتحارية الروسية ومهاجمتها لدبابة أوكرانية متخفية بين الأشجار، وانفجارها بعد الاصطدام.
وذكرت البيانات المرافقة للفيديو أن تدمير الدبابة الأوكرانية وقع في منطقة سفاتوفو بجمهورية لوغانسك الشعبية.
وأفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية في وقت سابق، بأن طائرات "لانسيت" الروسية المسيرة تمثل مشكلة خطيرة للغاية بالنسبة لقوات كييف، حيث نقلت الصحيفة أن "لانسيت دمرت مؤخرا مدفعا فرنسيا ذاتي الحركة من طراز CAESAR، تم تسليمه إلى أوكرانيا، كما تعرض مدفع "هاوتزر" العملاق لضربة مباشرة من مسيرة حولته إلى قطع خردة".
وأشاد الخبراء بقدرات الطائرة المسيّرة الروسية، مؤكدين أن استخدامها الواسع سيعرض القوات الأوكرانية لمزيد من الصعوبات.
واعتبرت الصحيفة أن "الرؤوس الحربية للطائرات الانتحارية"، كما يطلق عليها غالبا، تنفجر عند الاصطدام، فضلا عن أنها أقل تكلفة بكثير من الصواريخ المجنحة أو الباليستية.