معاريف : عدم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض.. مؤشر ضعف أم قوّة؟

حجم الخط

بقلم: شلومو شامير

 

 



ثمة حقيقة مهمة لا تحتل المكان المناسب لدى الكُتّاب، المحللين، والخبراء الذين يطرحون النقد الذي يطلق في الساحة العالمية تجاه دولة إسرائيل منذ قيام الحكومة الحالية.
كل نقد انطلق مؤخرا لخطوات حكومة إسرائيل من دول مركزية لم يولد من عداء لإسرائيل، ولا يرمي للمس بإسرائيل، وإهانة الدولة اليهودية. أبداً لا. بالعكس. النقد على الإصلاح القضائي والادعاءات ضد السلوك المتطرف لحكومة إسرائيل، هي بالذات تعبير عن المكانة المؤثرة التي لدولة إسرائيل في الساحة العالمية.
تعد إسرائيل قوة عظمى إقليمية، معقل الديمقراطية في منطقة مرشحة للاضطرابات، ودولة تُعتبر قصة نجاح في مجالات الزراعة والتكنولوجيا. "بربكم، ماذا حصل للدولة التي احترمناها وقدرناها جدا؟"، هذا هو القلق الذي يسمع في الأسابيع الأخيرة في واشنطن، في الاتحاد الأوروبي، وفي المقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك.
إن سلوك رؤساء لجان الكنيست المهمة، وتصريحات كبار المسؤولين، والغرور والاستخفاف تجاه كل من لا يتفق معهم كلها تمسك بمكانة إسرائيل في العالم، وتثير النقد والتنديد، وتغيظ رؤساء الدول الذين يعتبرون أصدقاء إسرائيل.
إن حقيقة أنه حتى بعد نصف سنة من منصبه لم يدعَ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد رسميا إلى البيت الأبيض ليست تعبيراً عن العداء لإسرائيل أو دليلاً على تضعضع العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
فلا خطر على مستقبل هذه العلاقات، الراسخة في واشنطن، في تلة الكابيتول، في البيت الأبيض، في قيادة الإدارة الأميركية، دون صلة بهوية الرئيس.
غير أن نتنياهو يعتبر هنا رئيس وزراء نصب في قمة الحكم في إسرائيل شخصيات هي في فكرها، وفي سلوكها وفي تصريحاتها، تشكل النقيض التام لمن ينبغي لهم أن يقفوا على رأس قوة عظمى إقليمية، يدير ديمقراطية مستقرة، ويمثل دولة مع شريط طويل من الإنجازات الهائلة في جملة من المجالات.
وزراء لم توجه لهم الدعوة لحفلة "يوم الاستقلال"، التي أقامتها السفارة الأميركية في إسرائيل – ليس لان أميركا لا تحب إسرائيل، العكس هو الصحيح، بالذات، لأن التأييد والتعاطف مع إسرائيل من جانب الولايات المتحدة حقيقيان جداً، ومتجذران جداً في الوعي الأميركي. ولهذا فلم يفكر السفير ومسؤولو السفارة في أن يدعوا إلى حفلة 4 تموز أناساً يرون أنهم يمسون بمكانة إسرائيل الحبيبة.

عن "معاريف"