فاكهة تنمو على طول الأراضي الزراعية، حيث يحرص المزارعين على زراعة نبات الصبار لحماية أراضيهم من اللصوص والحيوانات، وفي هذا الموعد من السنة ومع ارتفاع درجات الحرارة تطل ثمرة التين الشوكي أو ما يعرف بـ"الصبر" برأسها الحمراء الجميلة التي لها مذاق حلو.

ولثمار التين الشوكي شكل أسطواني، وتحتوي القشرة الخارجية على القليل من الشوك، ويكون لون قشرتة ولبه أخضر في البداية، ومع نضج الثمار يتغير لون اللب من الداخل إلى تدرجات اللونين الأصفر والأحمر، ومذاقه أشبه بمزيج من البطيخ وتوت العليق، أما رائحته فهي أقرب ما تكون إلى الخيار، وتُسمى في فلسطين وبلاد الشام بـ"الصبر" أو "الصبّير" أو "الكوز"، وفي مصر "التين الشوكي"، وفي الجزيرة العربية "البرشومي".

والصبر بالنسبة لأهل غزّة لها مذاق خاص، فهو يُعبر من اسمه عن صبرهم وتحملهم الكبير للاحتلال وعدوانه، والظلم والحصار المفروض عليهم منذ عشرات السنوات.

وترتفع الحرارة في فلسطين هذه الأيام بعدة درجات عن المعدل السنوي العام، وهو الطبيعي في كل سنة ليتمكن المزارعين من قطف العنب والتين الشوكي وغيرها من فاكهة الصيف التي تحتاج مزيداً من الحرارة للنضوج، فمنذ الصباح الباكر يحرص المزارعون على التوجه لأرضهم لقطف ثمرة التين الشوكي لبيعها في الأسواق. 

المزارع "محمد أبو حليمة"، يقول: "نخرج لقطف ثمار الصبر منذ ساعات الصباح الأولى وحتى قبل أنّ تُشرق الشمس، وذلك لأننا لن نستطيع قطفها في ظل ارتفاع درجات الحرارة".

وأضاف أبو حليمة، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "بعد قطفها أتوجه أنا وابني لبيعها في السوق بمبلغ زهيد، حيث يتراوح سعر الصندوق منها بـ 10شوكل فقط، مع العلم أنَّ قطف ثمار الصبر ليس بالأمر السهل، فهي عملية محاطة بالأشواك من كل جانب، إلا أننا نتعامل معها بحذر شديد". 

كيف يتم قطف الصبر رغم وجود الأشواك؟

المزارع مدحت غزال، يُجيب قائلاً: "إنَّ قطفها يمر بمرحلتين، تتمثل الأولى باختيار الثمار الناضجة وقطعها بواسطة عصا مثبت في نهايتها أنبوب أسطواني مفرغ، أما المرحلة الثانية فتبدأ بوضع الثمار على الأرض دون لمسها، ومن ثم تخليص كلّ ثمرة من الأشواك المحيطة بها باستخدام بعض الأعشاب والحشائش".

وتابع: "حين ننتهي من تنظيفها من الأشواك يتم وضعها في صناديق خشبية أو عدة أكياس كبيرة لبيعها في السوق أو على المفترقات"، لافتاً إلى أنَّ ثمرة الصبر لا تتحمل مزيد من الحرارة بعد قطفها وبقائها متراصة فوق بعضها تحت أشعة الشمس الملتهبة ، فهي تحتاج لمكان بارد ومن ثم تناولها بسرعة، لأنّها تفسد سريعاً.

الفاكهة الصيفية المفضلة

مواطنة تقول: "أحب فاكهة الصيف كثيراً وخصوصاً التين والصبر والعنب والمانجا، تلك الفواكه أعشق وجودها في المنزل، ومن أكثر الفواكه التي أشتريها طيلة أيام طرحها في السوق، مُضيفةً: "الصبر من الفاكهة التي أعشقها وهي بسعر زهيد وفي متناول يد الجميع الفقير والغني".

رأي آخر، يُعقب: "لا بحب الصيف ولا بدي فاكهتو، أنا بالأساس ما بحب الفواكه، بلا صبر بلا بطيخ، ما بقول غير يا ربي صبرنا على الحر الي بنشوفه هالأيام".

ومواطنة آخرى تُعلق: "أنا أحب فاكهة التين الشوكي، ولكِني لا أسمح لأولادي بأنّ يمسكوها بأيديهم، وحينما أشتريها من السوق يُخبرني البائع بأنّها "منشية" أي رفع عنها الأشواك إلا قليلاً منها، فأقوم بغسلها، وأضعها في "وعاء" مليء بالماء، ومن ثم أنظفها من أيّ أشواك عالقة بها وأضعها في الثلاجة، وحين يبرد أفتح حبة الصبار، وأضعها في طبق وأقدمها باردة لأطفالي الذين يُحبونها".

"مش الصبر الي استوى احنا الي استوينا"

الشاب خالد عزمي، يقول لمراسلة "خبر" عن الأجواء العامة للطقس وتأثيرها على نضج بعض الفواكه: "يعني عشان تستوي الفاكهة احنا ننسلق معها، اليوم الجو لا يُطاق ولا يحتمل، فش هواء بالجو ولا أوكسجين، ولسا هالموجة ضايلة عشر أيام بيكون الله يرحمنا، بس كله يهون عشان الصبر هو الفاكهة الي بستناها من السنة للسنة".

البائع "سعيد" يقف خلف بسطته الصغيرة على جانب الطريق، وعليها يبيع الترمس والذرة الصفراء والفول النابت، يقول لمراسلة "خبر": "أنا بائع أرزقي على باب الله، أبيع الترمس والذرة كما ترين في هذا الموسم من السنة، وبعد أيام سأقوم ببيع الصبر (التين الشوكي) حيث أشتري عدة أقفاص من المزارعين، وأقوم بتنظيف حبات الصبر، وأعرضها على عربتي وأتجول على ساحل البحر والكورنيش وأبيعها للزبائن الذين يرغبون بها فأقوم بتقشير الحبة وأقدمها لهم لتذوقوها وهم واقفين مستمتعين بطمعها الجميل، وآخرين يطلبونها مني بكمية أكبر فأقشر بعض الحبات وأضعها لهم في طبق بلاستيكي ويتناولونها هم والعائلة، ونظراً لسعرها الزهيد كالذرة الصفراء يُقبل على شرائها عامة الناس، حيث يتراوح سعر الحبة الواحدة نصف شيكل فقط". 

فوائد كثيرة

أما عن فوائد التين الشوكي الصحية، فهي كثيرة ونُجملها في هذا التقرير عبر عدة نقاط:

أولاً: يُساعد على تنظيم مستويات سكر الدم، فله تأثير إيجابي على مستويات سكر الدم، إذ وجد أنَّ تناول ثمار التين الشوكي قد يُساعد على خفض مستويات سكر الدم بمعدلات تتراوح بين 17 - 48%، وخفض فرص الإصابة بمرض السكري.

ثانياً: تحسين صحة القلب والشرايين، وذلك لأنه غنى بالبوتاسيوم والألياف والعديد من العناصر الغذائية الأخرى الهامة لجهاز الدوران، فإن من فوائد تناوله بانتظام قد يساعد على خفض فرص الإصابة بأمراض القلب والشرايين

ثالثاً: تقوية مناعة الجسم، ويعزى ذلك غالبًا لاحتواء التين الشوكي على كميات عالية نسبيًا من فيتامين ج وفيتامين هـ، بالإضافة لمجموعة متنوعة من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة.

رابعاً: تحسين صحة الجهاز الهضمي، بسبب احتواءه على كمية عالية نسبيًا من الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة المختلفة فإن تناول التين الشوكي بانتظام قد يعود بفوائد عديدة على الجهاز الهضمي

خامساً: تقوية العظام والأسنان، حيث تُعد ثماره  مضادة للالتهاب وللعدوى بطبيعتها، إذ تحتوي على مركبات كيميائية قد تساعد على الوقاية من الالتهابات التي قد تصيب العضلات أو العظام نتيجة الإصابة بأمراض مثل التهاب المفاصل أو نتيجة ممارسة الرياضة.

وكالة "خبر" استطلعت آراء المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول موسم قطف ثمرة الصبار، وكانت كالتالي: