يُواجه سكان قطاع غزّة العديد من الأزمات المتنوعة، التي تؤثر سلباً على حياتهم، في ظل نقص الخدمات الصحية وتهالك البنى التحتية جراء الحصار والحروب "الإسرائيلية" المتتالية، وتبقى الأزمة الثابتة التي تؤرق جفون الغزّيين هي عملية انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ عام 2006 وحتى يومنا هذا.
وتفاعل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين مع هاشتاق "#المولد_الرابع"، حيث طالبوا محطة توليد الكهرباء بتشغيل المولد الرابع، خاصةً مع موجة الحر الشديدة التي يشهدها سكان القطاع، وكذلك مع مشروع العدادات الذكية الذي بدأت الشركة بتنفيذه مؤخراً.
ومشروع العدادات الذكية يُلغي عمليات الدفع المفوترة وينتقل بموجبه المشترك لنظام عداد مسبق الدفع يتوجب على المشتركين فيه دفع ثمن الكهرباء قبل استهلاكها، وهو الأمر الذي أثقل كاهل العديد من العائلات المستورة والتي لا تستطيع دفع قيمة الكهرباء، فيما تُعلل شركة التوزيع تنفيذ المشروع برغبتها في ترشيد الاستهلاك وتحصيل قيمة الكهرباء المستهلكة لضمان استمراريتها.
وقال المواطن أبو زياد الخطيب: "إنّه تم تركيب عداد كهرباء ذكي في منزله، وهو لا يحتاج له، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة، والتي تجعله بالكاد يتمكن من توفير قوت يومه"، مُشيراً إلى أنّه يقوم بتعبئة ما مقداره 50 شيكلاً بشكل أسبوعي لتغطية احتياج منزله من الكهرباء.
من جهته، أوضح المواطن أبو سليمان القديَّم، والذي ينتظر تركيب العداد الذكي في أيّ لحظة، أنّه لا يستطيع دفع ثمن ما يستهلكه من الكهرباء، في ظل أنه لا يعمل ولا يتقاضى أيّ مبالغ سواء من الشؤون الاجتماعية أو غيرها، لافتاً إلى أنّه لا يقوى على العمل بسبب تقدمه في السن.
بدوره، أكّد مدير العلاقات العامة والإعلام بشركة توزيع الكهرباء، محمد ثابت، على أنَّ استهلاك الكهرباء في قطاع غزّة مرتفع، وذلك في ظل التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية، بالإضافة إلى استهلاك الكهرباء من قبل المرافق والمؤسسات الخدماتية.
وقال ثابت، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "نحن كشركة توزيع كهرباء مطلوب منا تجويد الخدمات واستثمار كمية الطاقة المتوفرة بالشكل الأمثل"، مُوضحاً أنَّ كافة مشاريع شركة الكهرباء بما فيها العدادات الذكية، هدفها ترتيل منظومة الكهرباء في قطاع غزّة.
وأضاف: "العداد الذكي جهاز كأي أجهزة سابقة، ومهمته احتساب الكهرباء المستهلكة، لكِن المشكلة ليست في الجهاز الذي يتوفر فيه مجموعة من الميزات، بل الخلاف حول عملية الدفع وسداد قيمة الاستهلاك"، مُشيراً إلى أنَّ سبب الخلاف والأزمة هو أنَّ المواطن أصبح مُجبراً على دفع ثمن الكهرباء بشكل مسبق، في ظل عدم التزام عدد كبير من المشتركين في سداد قيمة الفاتورة الشهرية.