افتتح محافظ جنين أكرم الرجوب، ومستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية والإسلامية الوزير ناصر قطامي، اليوم الإثنين، الصرح الوطني لشهداء دولة الكويت، ووضعا حجر الأساس لمشروع مركز فهد الصباح الطبي في قرية رمانة، غرب جنين.
جاء ذلك بحضور ومشاركة رئيس مجلس قروي رمانة حسن صبيحات، ورئيس الهيئة الوطنية لتخليد الشهداء العرب محمد حبش، ونائب رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في محافظة جنين العميد فداء تركمان، ومدير وزارة الحكم المحلي في جنين عبد المجيد مدنية، وممثلين عن حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني والمؤسسات المدنية والأهلية وفعاليات بلدة رمانة.
ونقل الرجوب تحيات سيادة الرئيس محمود عباس لحكومة وشعب الكويت، على مواقفهم الوطنية التاريخية الثابتة تجاه قضية فلسطين وعدالتها، مؤكدا أن الرئيس يبذل كل الجهود من أجل إعمار ما دمره الاحتلال في مخيم ومدينة جنين.
وأضاف: "نثمن عاليا ونحيي مواقف حكومة الكويت تجاه قضيتنا"، مؤكدا أن بطش الاحتلال وقمعه وعدوانه لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأن هذه الرسائل التي أرسلها الرئيس وجسدها خلال زيارته مخيم ومدينة جنين يجب أن تبقى عالقة في عقولنا، وأما الرسالة الثانية من الزيارة للرئيس فجاءت لتؤكد أن شعبنا موحد وأننا سنقوم ببناء ما دمره الاحتلال.
من جانبه، قدم صبيحات الشكر لدولة الكويت على دعمها للمشاريع في قرية رمانة، وأثنى على الشركاء في هذا الإنجاز وهم: الهيئة الوطنية لتخليد الشهداء العرب، واللجنة الشعبية للاجئين في محافظة جنين، وحركة فتح، وجمعية إنسان للعمل الوطني.
وأكد أن إنجاز النصب التذكاري لشهداء الكويت هو لفتة كريمة ولمسة وفاء لدولة الكويت على مواقفها المشرفة تجاه الشعب الفلسطيني .
وأضاف أن "قرية رمانة التي بدأ الاحتلال الغاصب بمحاربتها في عام 1948 باحتلال 80% من أراضيها، واستمر بالاعتداء عليها عام 1967، ثم أقام جدار الفصل والتوسع العنصري على أراضيها عام 2002 ليستولي على آلاف الدونمات مما تبقى من أراضيها، وأتبع ذلك بهدم المنازل وإحراق الأراضي الزراعية وتدمير الطرق والبنية التحتيةـ هذه القرية لم تنس يوما أن تقدم عرفانها وتقديرها لكل من وقفوا إلى جانبها في وجه الطغيان، خاصة أمراء وحكومات وشعب الكويت، وهو ما تكلل بإقامة النصب التذكاري لتخليد شهداء الكويت، الذين قاتلوا في صفوف الثورة الفلسطينية، وضحوا بأرواحهم في سبيل الله وفلسطين الشهداء الأكرم منا جميعاً؛ الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح، والشهيد البطل فوزي عبد الرسول المجادي".
وقال صبيحات: "إن وجودكم بيننا اليوم لهو خير دليل على عمق المودة الأخوية، وهو كذلك نافذة أمل للمزيد من التواصل والتعاون، وهو ما نتطلع للوصول إليه من خلال إنشاء برامج التبادل والتعاون".
من جهته قال قطامي: "هذا اليوم المجيد من تاريخ فلسطين الأبي، وفي العام الذي يحيي به الفلسطينيون الذكرى الـ75 للنكبة، نقف إجلالا لذكرى شهداء الوطن والعروبة لمبادئ النهضة العربية والقيم الإنسانية النبيلة، مستذكرين تضحيات أبطال جيش الكويت العظيم في معارك الجهاد دفاعا عن الوطن والأمة وعن المقدسات والمبادئ والحق التاريخي في هذه الأرض المباركة".
وأضاف: "ستبقى معارك الجيش العربي وتضحياته وأسماء الشهداء وبطولاتهم أوسمة فخر على صدور كل الفلسطينيين، كما سيبقى هذا الصرح شارة العرفان للذين ضحوا بأرواحهم فداء لفلسطين وسجلا حافلا بالشرف والبطولة والانتصار للعدالة، والذود عن الكرامة".
وتوجه قطامي بالشكر لدولة الكويت، وقال "إن تواجد القائم بأعمال السفارة الكويتية في المملكة الأردنية الهاشمية معنا، إنما يعبر عن امتداد الدعم والمناصرة من الشقيق تجاه شقيقه، وانتصارا للضمير والإنسانية، وكلي أمل أن نجتمع قريبا في كنف دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وقد عادت الوحدة لوطننا وتحررت أرضنا وعاد لاجئونا إلى الوطن".
بدوره، أشاد حبش بدولة الكويت وشهدائها الذين ارتقوا على أرض فلسطين دفاعا عنها، فيما تحدث القائم بأعمال السفارة الكويتية لدى المملكة الأردنية الهاشمية مبارك الهاجري عبر الفيديو كونفرنس، مقدما الشكر لبلدة رمانة والقائمين على هذا الإنجاز الوطني، وثمن العلاقات الوطيدة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والكويتي.
كما تم وضع حجر الأساس لمشروع مركز الشهيد فهد الصباح الطبي، وتخريج الأطفال المشاركين في المخيم الصيفي في رمانة.
وعلى هامش الافتتاح، التقى قطامي مع محافظ جنين، وقام بزيارة تفقدية إلى مخيم جنين، واطلع على آثار عدوان الاحتلال عليه، ووضع والرجوب إكليل زهور على أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء الجديدة.