بعد مرور قرابة العشر سنوات على الإنقسام الفلسطيني وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة ,بذلت الفصائل الفلسطينية ومجلس أمناء مؤسسة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات جهود الوساطة مع الحركة في القطاع من أجل تسلم منزل "عرفات" للمؤسسة التي تم تأسيسها بإسمه والتي ترأسها عضو اللجنة المركزية د ناصر القدوة لتحويله إلى متحف وطني يضم كافة مقتنيات رمز الثورة الفلسطينية.
وشهد أواخر الأسبوع الماضي زيارة مفاجأة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح د ناصر القدوة ومستشار الرئيس الخاص روحي فتوح إلى قطاع غزة لعقد سلسلة إجتماعات مع مجلس أمناء المؤسسة وقيادات حركة فتح في القطاع لتسلم المنزل الخاص بالرئيس من حركة حماس وللتباحث حول آلية العمل لإنشاء المتحف .
وإستهجن د القدوة في تصريح خاص لوكالة "خبر" فقدان العديد من محتويات المنزل ابان فترة سيطرت حركة حماس ,مشيرا الى أن عدد من المقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل باتت مفقودة وأن عدد منها تم عرضه للبيع.
وأشار إلى أن المقتنيات الخاصة بالرئيس الشهيد تعتبر ملك للشعب الفلسطيني بأكمله وتمثل تاريخ الشعب الفلسطيني النضالي وثورته .
ونوه إلى أن مجلس الأمناء سيقوم بالتباحث مع حركة حماس من أجل إعادتها ,محملا إياها المسؤولية الكاملة عن فقدان بعضها.
وثمن القدوة خطوة إعادة المنزل للمؤسسة ,آملا ان يتم إعادة ما تم فقدانه من مقتنيات في المنزل بعد الإنقسام البغيض التي شهده القطاع في منتصف العام 2007.
وفي سياق منفصل عن الهدف الأساسي للزيارة والتي خصصت لإستلام المنزل ,أكد على أن هناك قرار سياسي جاء على أعلى مستوى ,يؤكد فيه الرئيس محمود عباس شدد على عدم تطبيق أي خطوات بشكل تمييزي بين موظفي قطاع غزة والضفة الغربية.
ووصف الخطوات التي بذلتها القيادة الفلسطينية بحصول فلسطين على عضوية مراقب في الأمم المتحدة بالهامة جدا ,لافتا الى أن غالبية دول العالم تعترف الآن بدولة فلسطين ,من أجل إزالة الإحتلال وإنجاز الاستقلال الوطني وممارسة السيادة في دولة فلسطين.
وشدد على أن القيادة الفلسطينية تقاتل على كافة الجبهات من أجل مكافحة الإستعمار الإستيطاني للضفة الغربية ,منوها الى ضرورة الإنخراط جميعا في حرب حقيقية بإستخدام الأدوات القانونية السلمية بالعديد من الوسائل على المستوى المحلي من خلال تعبئة كل طاقات الشعب الفلسطيني في المعركة ضد الإحتلال وتحشيد الطاقات الإقليمية والدولية لوضع منظومة متكاملة من الإجراءات العقابية على الجهات الاسرائيلية المنغمسة في انتهاكات القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة فيما يتعلق بالمستعمرات الاسرائيلية.
الدكتور القدوة أكد على ضرورة استعادة وحدة الوطن الجغرافية والسياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة ,مؤكدا على أنه هدف لا حياد عنه ,وأن هناك عدة محاولات تبذل في هذا الإتجاه.
الجدير بالذكر أن قيادات من حركة فتح وحماس تعقد إجتماعا اليوم السبت الموافق السادس من فبراير في العاصمة القطرية الدولة لإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة الوطنية والإتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية .