دعا وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، أستراليا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وذلك خلال استقباله، اليوم الخميس، رئيس مجلس النواب الأسترالي ميلتون ديك والوفد المرافق له، بمقر الوزارة في مدينة رام الله.
وتحدث المالكي عن أهمية هذه الزيارة، للانخراط مع ممثلي الشعب الاسترالي، ولتعزيز العلاقات الثنائية الأسترالية الفلسطينية، والبناء عليها لتشمل مجالات أخرى.
ووضع المالكي، الوفد البرلماني الأسترالي في صورة الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، واستمرار الاعتداءات والانتهاكات ضد شعبنا، في ظل الحكومة "الإسرائيلية" اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو وعضوية بن غفير وسموتريتش وتحريضهم عبر تصريحاتهم ومواقفهم العنصرية ضد شعبنا ووجوده، ودعواتهم المتكررة إلى قتل الفلسطينيين ومسح الدولة الفلسطينية عن الوجود.
وأكد على أن تنصل "إسرائيل" من واجباتها كدولة احتلال، وغياب المساءلة والمحاسبة الدولية لها على انتهاكاتها وجرائمها، يشجعها على الاستمرار بإجراءاتها لضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وتغيير الوقائع على الأرض التي من شأنها أن تُقوض حل الدولتين وفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المتواصلة جغرافيا والقابلة للحياة.
واستعرض جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتواصلة من قتل وحرق للمدن والبلدات، وهدم المنازل، وتدمير البنية التحتية، والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين أثناء تنقلهم داخليا، وخلال سفرهم عبر المعابر والحدود، والاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني المخالف لقرارات الشرعية الدولية خاصة قرار مجلس الأمن 2334 (حيث وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية ما يُقارب 750 ألفا).
وأشار المالكي إلى اقتحام مدينة نابلس فجرا ما أدى لاستشهاد شاب فلسطيني، ومنع مركبات الإسعاف من الوصول إلى المصابين وإطلاق النار تجاهها، في خرق لكافة القوانين والأعراف الدولية.
وتحدث عن سياسة إسرائيل العنصرية تجاه الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وممارسة الاعتقالات التعسفية، وخاصة الاعتقال الإداري دون توجيه تهمة، واحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثامين الشهداء المعتقلين بالسجون.
وعبر عن استغرابه الشديد من ازدواجية المعايير الدولية ومواقف بعض الدول الكبرى التي تُصرح بأن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، رغم أنها تمتلك العتاد والسلاح والطائرات والدبابات وتستخدمها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأكد استمرار القيادة الفلسطينية بالدفاع عن حقنا بتقرير المصير ونيل حريتنا واستقلالنا عبر التوجه للمحاكم والمنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة.
من جانبه، أكد ميلتون موقف بلاده الداعم لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية وعبر المفاوضات، مشيرا إلى الخطوة التي اتخذتها الحكومة العمالية بإلغاء اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، متراجعة بذلك عن القرار الذي اتخذته الحكومة السابقة.
وأشار إلى البيان المشترك لوزراء خارجية استراليا وبريطانيا وكندا باعتبار التوسع الاستيطاني عقبة أمام تحقيق السلام، وتأثيره سلبا على جهود تحقيق حل الدولتين.
وأكد استمرار بلاده بتقديم الدعم التنموي والطبي للشعب الفلسطيني، خاصة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث ضاعفت استراليا الدعم ليصل إلى 20 مليون دولار أميركي، كذلك عن أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك على الأصعدة كافة.
وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني، رئيس قطاع العلاقات الثنائية لشؤون آسيا وافريقيا والباسفيك مستشار أول رنا أبو حاكمة، وقائم بأعمال مدير وحدة الإعلام إيهاب عمر، وملحق دبلوماسي دانا جبارين من مكتب الوزير، ومن الجانب الأسترالي أعضاء البرلمان: روس فاستا، وميشيل أماندا راجا، وزوي دانيال، وتانيا لورانس، وممثل استراليا لدى دولة فلسطين إدوارد راسل.