يديعوت : الصراع على مستقبل إسرائيل: ما نراه مجرد البداية

ناحوم-برنياع.jpeg
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 

 



هبط الرئيس اسحق هرتسوغ، أول من أمس، إلى ما قد يكون دور حياته: إنقاذ الدولة من الأزمة النظامية الأخطر التي تشهدها منذ قيامها. لا قوة لديه ليفرض رأيه. لديه رافعة تأثير واحدة ليس إلا: المعرفة بأنه الأخير في صف الوسطاء. إذا فشل، بعده الهوة.
مثلما في كل أزمة في إسرائيل، يتأجل الحسم إلى اللحظة الأخيرة. مثلما في كل أزمة، تتقلص الكلمات الكبرى في الساعات الأخيرة إلى ردود صغيرة، حيث يسعى محامون ليمدوا جسر ورق فوق الهوة. هرتسوغ جيد في هذا، الأفضل. لكن هذا الحدث أكبر من بنوده الصغيرة، واكبر حتى من النوايا الطيبة لرئيس الدولة.
ظاهرا، الجدال الآن هو أساسا على زمن التجميد: طرف ما يقول 15 شهرا، وطرف ثان يقول 3 اشهر. سيلتقيان في الوسط. الزمن لن يحل أيا من المشاكل التي رفعتها الأزمة إلى السطح. لعله لا مفر من هذا. لعل الأزمة عضال.
أدى القلق على مصير دولة إسرائيل، أول من أمس، إلى موجة جديدة من التوجهات إلى الرئيس بايدن، على أمل أن توضح خطوة دراماتيكية منه لنتنياهو وحكومته حجم الخطر. دون صلة، كتب توماس فريدمان، الكاتب السياسي المهم في "نيويورك تايمز"، أول من أمس، مقالا حازما دعا فيه بايدن ليأمر وزراء الخارجية، الدفاع، والتجارة ورئيس الأركان بالاتصال بنظرائهم الإسرائيليين وتحذيرهم من أن التشريع في الكنيست سيمس بالمصلحة الأمنية الأميركية. فتحييد المحكمة العليا سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تحمي ضباطا إسرائيليين في محكمة لاهاي، وسيضعف تفكك الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي أميركا في المنطقة. وستسحب خطة تطبيع العلاقات مع السعودية.
مع كل الاحترام للرئيس بايدن، فإن حل الأزمة ليس في يديه.
في تشرين الثاني، فازت كتلة اليمين في الانتخابات. كما كان مطلوبا، جاء كل حزب إلى المفاوضات بعد أن اعد واجباته المنزلية. الحزب المتميز كان حزب سموتريتش: جاء مع ملف مرتب اعد مسبقا، بمعونة منتدى كهيلت ومع مطالب واسعة للقوة وللنفوذ. كل مطالبه استجيب لها. جاء بن غفير أقل استعداداً، لكنه جائع بالقدر ذاته. مطالبه هو الآخر استجيب لها. لفين، الذي أدار المفاوضات عن نتنياهو، حرص على رزمته. وكما أسلفنا بقي الحريديون. بقي سياسيو "الليكود" في الخلف، هم وناخبوهم.
هذا، وليست نتائج الانتخابات في تشرين الثاني، خلق الانقلاب النظامي. السلب والنهب والجنون الذي رافقه ورافق الاحتجاج الذي أقسم على منعه. لقد فرضوا على جمهور أراد بالإجمال استبدال الحكم ثورة لم يستعد لها. المجتمع الإسرائيلي ليس ثوريا. اسحق شامير، من عظماء رؤساء الوزراء الذين تولوا المنصب هنا، قال ذات مرة، إن الشعب اليهودي عاش ثلاث ثورات في جيش واحد: الصهيونية، الكارثة، وإقامة الدولة. هذا يكفي. في كل ما يتعلق بالنظام في إسرائيل هو محق. يمكن الثورة على الاستخدام الذي يقوم به ضباط سلاح الجو لتطوعه. كل من يقلق على الخلط بين الجيش والسياسة يشعر بعدم ارتياح. لكن الحقيقة يجب أن تقال، إذا كان احد ما كبح عصبة المسيحانيين والرعاع السياسي الذي انجر خلفهم فهم الضباط والمقاتلون الذين قالوا حتى هنا، نحن لن نمتثل بعد اليوم. إذا كانت ثمة علة معقولية أم لم تكن، فإن الصراع على مستقبل إسرائيل يبدأ فقط.

عن "يديعوت"