إذا لبّت "حماس" دعوة "فتح" لاجتماع الفصائل في القاهرة غدا، يكون قد اكتمل النصاب ، ليس فقط من باب ان بقية الفصائل هي "تكملة عدد" كما يقال ، تتبع لهذه الحركة او لتلك ، عدا عن ان وزنها في الشارع نزل الى ما دون "الريشة" بكثير، واذا كان الدكتور الزهار يتندر على احد الفصائل بأن انصاره لا يحملـّون على سيارة تندر "pick up" ، فواقع اليوم ان اربعة فصائل لا يحملون على التندر .
لا يفهم الناس لماذا توجه الدعوة الى 14 فصيلا ، أكثر من عشرة منها اطلق عليها الراحل ياسر عرفات فصائل الكسور العشرية، واليوم تحصل على تمثيل نسبي صفري . ولقد ذهبت الأمور خلال السنوات القليلة الماضية الى ابعد واخطر من ذلك ، لم تعد هذه الفصائل تستطيع تكوين قائمة انتخابية حتى لدى مجالس الطلبة في الجامعات او النقابات او الاتحادات النسوية والأندية والجمعيات ، محافظات بأكملها لا تجد فيها شخصا واحدا يستطيع تمثيل الفصيل في "لجنة الفصائل الوطنية والإسلامية" ، لكنه ، الفصيل ، يحظى بتمثيل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واحيانا بوزير في حكومة السلطة . وعندما خرجت "الشعبية" من المنظمة، خاطب الرئيس محمود عباس ممثل جبهة النضال بأنكم الفصيل الثاني في منظمة التحرير .
في الماضي، حتى لو لم يكن الفصيل ذا وزن شعبي او جماهيري ، كان يتميز عن غيره في أكثر من تميز ، كانت جبهة التحرير العربية على سبيل المثال تتماثل مع عراق صدام حسين ، لكنها اليوم تتماثل مع أوسلو وتناهض سوريا العداء وفي مرحلة معينة ايدت "داعش" في العراق على نهج الراحل عزت إبراهيم . اليوم لا يميز هذه الفصائل بالجملة بعضها عن بعض الا بأنها ضد المقاومة او معها ، دون ان تورط نفسها في المع او الضد ، وواضح ان همها الأساس الاستمرار في الحصول على بعض الامتيازات والمخصصات .
وعطفا على المقدمة، من ان حضور "حماس"، يكفي ويوفي ، فهل هذا يعني ان الحركتين ستتوصلان الى حل ما بينهما من خلافات شبه مستعصية، محزنة، مؤلمة، مكلفة ، مستنزفة ، طالت الوطن والشعب والنضال ، وتركت جروحا غائرة في الوجدان الفلسطيني عموما ، البعض يجيب إيجابا على التساؤل ، من خلال اللقاء الذي نظمه الرئيس التركي اردوغان بين زعيمي الحركتين ، فيصوّرانه بأنه رمز المقاومة والكفاح و التحرر ، وهو نفسه الذي ما زالت قواته تحتل أجزاء كبيرة من شمالي سوريا والتي تزيد مساحتها عن مساحة فلسطين المحتلة ، هل يعتقد هؤلاء بإمكانية المصالحة، ان تأثير اردوغان اكبر وأصدق وأوفى من مبادرة الجزائر ورئيسها نهاية العام الماضي و قد حضرت الفصائل ، ولم تغب عنها الجهاد الإسلامي ، وتم التوقيع على ما اسمي بإعلان الجزائر من تسعة بنود أهمها اجراء انتخابات مجلس وطني وتشريعي و رئاسة في غضون سنة من توقيع الإعلان . في غضون هذا العام عاد كل الى مهجعه وذهبت الأمور الى أسوأ مما كانت عليه والاعلان الى سلة المهملات.