غزة والهدنة .الدلالات والتدعيات
الموضوع يثير تساؤلات كثيره أولها لماذا الهدنة ؟ وهل قدر غزة الحرب؟وهل تملك القدرة والقوة لمواجهة خيار الحرب.؟ وهل خيا رغزة الحرب أم الحرب خيار فصائلى وخيار بالوكالة؟وماذا تعنى الهدنة الطويلة او هدنة لعشرة سنوات وهل هي بديل للحرب والسلام؟وما علاقة الهدنة بالسلطة وخياراتها السياسية ؟ وأين الخيار الفلسطيني التكاملى وهى تعنى تأصيل لإستقلالية غزه وأن القرار قرار لحماس ؟قبل الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها أشير إلى مفهوم الهدنة ورأى خبراء القانون الدولى فيها.
الهدنة هي معاهدة مكتوبة تهدف إلى وقف الأعمال القتالية والحرب بين الأطراف المتنازعة ولكنها لا تعنى نهاية للحرب وإنما هي فقط وقف القتل والقتال لفترة زمنية محدده، وهى ليست سلاما جزئيا أو مؤقتا وإنما وقف للعمليات العسكرية لفترة زمنية متفق عليها.وعرفها فقها القانون الدولى :وقف العمليات العسكرية بين طرفى القتال وهى إجراء يحمل الطابع السياسى إلى جانب الطبيعة العسكرية كمقدمة لإيجاد أساس لعقد صلح بينهما.والذى يملك الحق في عقد الهدنة هي حكومات الدول وليس رؤساء القتال.
وقد تكون الهدنة شاملة تشمل جميع العمليات الحربية في كل الإتجاهات ، كما الهدنة التى أقرها مجلس الأمن في اعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.فى سياق هذا المعنى تثار العديد من الملاحظات أولها صفة التعاقد ومن الذى يملك التعاقد حماس ومعها حركات المقاومة ام السلطة او الحكومة الفلسطينية وفى الحالة الفلسطينية الغير مسبوقة حماس والجهاد وليس الحكومة وهذا تأكيد لحالة الإنقسام وان الحكومة الفلسطينية لا تملك القرار ولها خياراتها. وثانيا وبناءا عليه فكل من غزة خياراتها وللضفة خياراتها ، لغزة خيار الهدنة والضفة خيار التفاوض والتسوية السياسية .
وثالثا العلاقة التي تحكم إسرائيل بغزة علاقة حرب فمنذ وصول حماس لحكم غزة بسيطرتها دخلت العلاقة في خمسة حروب، والبديل للحروب الهدنة ، وهذا يعنى أن المحدد الرئيس في العلاقة عقدة ثيوسيديدس ألأمنية ، فغزه تقع في قلب أمن إسرائيل وأى تطور في القدرات العسكرية لحماس وفصائل المقاومة يعنى تجدد خيار الحرب، ورابعا وفى مقابل عقدة ثيوسيديدس هناك الحصار المفروض على غزه وحاجة حماس لرفع الحصار وتدفق السلع وزيادة عدد العمالة العاملة في غزة مما يعنى رفع قدرات حكم حماس وتبيته وهذا عامل ومحدد أساس في الهدنة.وخامسا عامل الحكم الذى يشكل مصلحة عليا لحماس ، وتدرك حماس ان بقاء الحكم مرتبط بشكل او آخر بإسرائيل حربا وإقتصادا .
وهنا الرغبة في البقاء للحكم تشكل دافعا قويا للهدنة , وبالمقابل إسرائيل لا تريد العودة للإحتلال، وتريد غزه آمنه وتردك أن حماس قادره على تحقيق هذا الهدف إلى جانب ان بقاء حماس في الحكم يحقق فإسرائيل أكثر من هدف أولا الحيلولة دون تحقيق حل الدولتين ولا حل الدولة الواحده إستنادا ان غزه تشكل أحدالبدائل للدولة وأنها غيررمحتلة .
ومن مصلحتها بقاء حماس قوية بما يحقق هذه الأهداف. في ضؤ هذه الملاحظات تبدو الهدنة أولوية مشتركة لكل حماس وإسرائيل / فهى بديل لعدم الإعتراف بإسرائيل ، ومن ناحية ثانية أولوية لإسرائيل لتكزن غزة البديل لحل الدولتين ، او ردا أن هناك دولة في غزة .
وهو ما قد يسهل عمليات الضم التي تقوم بها إسرائيل في الضفة. ولعل الهدنة باتت تشكل أولوية لحماس للحفاظ على قدراتها وبقائها في غزة ، فهى تتطله لودو سيطرة أكث رمن أن يكون له ومشاركة إسرائيلية . ههذ الهدنة تساهم بها كثير من الأطراف والدول من منطلق انها قد تكون بداية لمرحلة سياسية جديده، ففي حال إستمرارها ونجاحها قد تمهد لمرحلة أكثر تفاوقا وقبولا بين الطرفين وقد تمهد لمرحلة التسوية . والهدنة تخدم أهدا فحماس بشكل كبير فغنها تضمن لها التمسك بكرحلة الإنتظار والترقب وهى من أهم مكونات سياستها التى تقوم على الإنتظار وترك الأمور إنتظارا لما قد يحدث مستقبلا. ففي هذه المرحلة ألأولوية لهدنة ، وما يؤكد ذلك عدم إنخراط ومشاركة حماس في الحرب الأخيرة على غزة والتي قامت بها إسرائيل ضد حركة الجهاد.
ويبقى أن الهدنة تأتى في سياق ما تراه حماس لمستقبلها ودورها وليس ما يتعلق بالتسوية السياسية والعملية التفاوضية التي تتبناها السلطة وهو ما يضعف الخيارات الفلسطينية . وفى الوقت ذاته الهدنة لا تتوق فعند وقف الحرب بل لها أهدافا سياسية تتمثل في حفظ ألمن والحدود في غزة ,هي اقرب لنفس الوظائف التي تقوم بها السلطة ف الضفة.
وأخيرا تأتى الهدنة في سياق تحوي لحالة الإنقسام إلى حالة ثابته ومستقره تمهد لحالة الإنصال والإستقلالية .وعلى أهميتها تبقى محصورة فى أهدا فصائلية ضيقة.