متى يدرك الاسرائيليون ان لا استقرار بدون العدالة والحقوق ؟!
الاسرائيليون لا يتعاملون مع القضية الفلسطينية ، سوى بلغة التوسع والسيطرة وبناء المستوطنات وتهجير المواطنين كلما كان ذلك ممكنا، وهم يتعامون عن الواقع بسبب غطرسة القوة العسكرية التي يتمتعون بها، ويعتقدون انهم بهذه القوة قادرون على فعل كل ما يريدون، ولا يضعون في اعتبارهم اي اهتمام او فهم بأن هذه القوة العسكرية هي بالنهاية الى زوال وان ما يبقى هو الحق والعدالة، والتاريخ اكبر شاهد على هذه الحقيقة وكم زالت امبراطوريات وقوى عظمى ولم يبق في النهاية الا الحق واصحابه.
هم على سبيل المثال ، اقتحموا جنين ومخيمها قبل فترة قصيرة جدا، وهدموا المخيم كليا تقريبا، وقتلوا او اعتقلوا كل من يريدون ، ثم انسحبوا من تلك المدينة الصامدة والمخيم المناضل معتقدين انهم حققوا اهدافهم كليا واوصلوا الرسالة الى من يعنيهم الامر من الفلسطينيين، ولكن الرسالة الاخرى جاءت بالامس في تل ابيب حين قام شاب من منطقة جنين كما قالوا بعملية مسلحة اخترقت الامن والقوة العسكرية لهم، وهزت نفسيتهم وتفكيرهم ، وقالت لهم هذه هي جنين ترد عليكم.
وليس المقصود بهذا الكلام تبرير العملية العسكرية او الدفاع عنها، كما ليس المقصود ادانتها، او استنكارها، وانما ايصال رسالة واضحة الى هؤلاء المتغطرسين بالقوة والسيطرة العسكرية ، ان القوة العمياء الظالمة لن تكون سيدة اي موقف اطلاقا. وان الحق والعدالة هما اللذان ينتصران في النهاية.
لقد اعربت القيادة الفلسطينية عن استعدادها للسلام والاستقرار بالمنطقة بشرط توفير القدر المطلوب من العدالة والحقوق الوطنية والسياسية ، ولكنهم في اسرائيل لا يرون ولا يفهمون سوى منطق التوسع والسيطرة والاستيطان ابتداء من الخليل والقدس وكل ما يجري فيهما، وصولا الى جنين في اقصى شمالي الضفة .
قد تكون عملية تل ابيب بالامس مجرد حادث عابر، بالنسبة للكثيرين من اليهود ولكنها واقعيا مثلها مثل غيرها من العمليات ، توصل رسالة واضحة لمن يريد ان يفهم ويستوعب ان لا سلام ولا استقرار بالمنطقة بدون تحقيق العدالة السياسية والاقتناع بان غطرسة القوة والتفكير او الركض وراءها وبها لن ينتهيا الا الى زوال وان المنتصر المؤكد بالنهاية هي لغة الحق والعدل والحقوق. فهل يسمعون ام انهم في سبات القوة والغطرسة العسكرية غافلون ولا يدركون التاريخ والحقائق ولا يريدون ان يتطلعوا الى الدروس الكثيرة كيف ان القوة كانت الى زوال دائما وان الحق كان هو المنتصر دائما في كثير من الدول والمناطق ، فهل يصحو النائمون ام انهم في سباتهم يحلمون ؟!