أكّد رئيس هيئة شؤون الأسرى المحررين قدوة فارس، أنّ قضية الأسرى تتطلب التعاون من الجميع بوضع خطة عمل حقيقية ترتقي لحجم التحديات التي تواجه الحركة الأسيرة، والتي تعاظمت في عهد الحكومة اليمينية المتطرفة لدى الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال مشاركته اليوم الثلاثاء 8 أغسطس 2023، في الاعتصام الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البيرة وسط الضفة الغربية.
وقال فارس: إنّ "الأوان قد آن لشعبنا الفلسطيني ليستعيد زمام المبادرة، لا سيما في الملفات المرتبطة بقضية الأسرى في سجون الاحتلال، والتي لا يختلف عليها اثنان".
وأضاف أنّ "الحركة الأسيرة كرّست الوحدة الوطنية داخل المعتقلات خلال العامين الأخيرين، ونستطيع نحن في الخارج أن نستلهم من هذه التجربة، فقضية الأسرى قضية نضال ومقاومة يجب أن تجمع ولا تفرق، ويجب أن نبدأ عهدًا جديدًا نستطيع من خلاله خلق حالة من التجديد في العمل نبدو من خلاله أكثر قوة ومتانة".
ودعا إلى فتح القلوب والعقول لبلورة رؤية وطنية واستراتيجية تشجع الناس، وتخلق البيئة والمناخ للعمل الوطني، ويمكن تشكيل نواة صغيرة قابلة بالإدارة والتصميم والمبادرة على تشكيل حالة وطنية يتطلع لها شعبنا.
وطالب بتبني استراتيجية عمل وطنية متفق عليها بين كافة الفصائل والقوى والمؤسسات ذات الصلة، لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ووجّه فارس، نداءًا للحركة الوطنية، بأن تناقش مسألة مقاطعة محاكم الاحتلال بشكل معمق، لتشمل كافة المؤسسات المرتبطة بالجهاز القضائي الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ المقاطعة يجب أن لا تقتصر على بعض المنتجات الغذائية، ويجب أن تأخذ بعدًا سياسيًا وقانونيًا، وأن تبدأ من أعلى المستويات".
وأوضح أنّ الموقف الصادر أمس عن محكمة الاحتلال المركزية في قضية الأسير القائد المريض وليد دقة، والتي رفضت الالتماس المقدم للإفراج عنه، يشكل مؤشرًا إضافيًا على أن المحاكم إنّما هي ذراع قمعي من أذرع الاحتلال، وليست مكانا يتظلم أمامه الناس توخيًا للعدل.
وتطرق فارس، إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه 5 أسرى منذ 10 أيام، احتجاجا على الاعتقال الإداري، مبيّنًا أنّ لهذه الخطوة دلالات كبيرة بعد ارتقاء الأسير خضر عدنان بعد ملحمة بطولية خاضها في سجون الاحتلال، حيث استشهد بعد 87 يومًا من إضرابه عن الطعام.
وتابع: "الأسرى المضربون يوجهون رسالة للاحتلال يؤكدون فيها أن ترك الشيخ خضر عدنان يرتقي شهيدا لن يشكل رادعا عن مواصلة استخدام سلاح الأمعاء الخاوية في مواجهة سياسيات إدارة سجون الاحتلال".
ونوّه كذلك إلى الأسرى الإداريين الذين شرعوا بتنفيذ خطة نضالية متدحرجة على قاعدة الوحدة ومن كافة الفصائل، بدأت بالتمرد على بعض إجراءات إدارة السجون وقد تصل إلى إضراب مفتوح عن الطعام، للاحتجاج على استمرار هذه السياسة.
وتعقيبًا على تكليفه برئاسة هيئة شؤون الأسرى والإداريين، أعرب فارس، عن شكره للرئيس محمود عباس صاحب قرار التكليف، مؤكدًا أنه سيبذل كل ما في وسعه ليكون على مستوى المسؤولية التي أوكل بها، وليكون خادماً لهذه الفئة المناضلة، وهم الأسرى.