سعادة العروسين ليلة الزفاف لا تضاهيها سعادة، فهما يعيشان أجمل لحظات حياتهما بعد فترة من الشوق والتحضير لهذا اليوم الفريد.
وكما يحرص الزوج على أن يظهر بأجمل مظهر، تحرص العروس على أن تنال إطلالة جميلة وفريدة في ليلة أحلامها، ليلة الفستان الأبيض الحالم.
وهو ليس بذلك الفستان فقط، إذا توجهنا إلى بلد تحتفي فيه العروس بالألوان ليلة زفافها، ألوان القفطان المغربي الأصيل بزركشات التراث والإبداع.
فوشيا تطل على نوافذ الأعراس المغربية لتتغنى بجمال العروسة المغربية، بأثوابها وأنوثتها الطاغية وتقاليدها الراسخة إلى يومنا هذا.
ألوان وأساور
تتألق العروس المغربية يوم زفافها بإطلالات متنوعة، تحرص فيها على ارتداء ما يخطف أنظار الحضور، كما خطفت قلب عريسها من قبل، فترتدي مجموعة من الأزياء في ليلة تستمر إلى فجر اليوم التالي في شكل عرض أزياء تسيطر على تفاصيله وحدها، فهي العارضة الوحيدة والأجمل في هذا اليوم. وقد يصل ما تعرضه العروس إلى 14 زيّا بين القفاطين الملونّة والفساتين العصرية، وتختم بفستان الزفاف الأبيض إطلالتها عند الفجر.
النكّافة
يُعرف العرس المغربي بحفاظه على أصالة ثقافته وتقاليده، فتحضر العروس “النكافة” وهي المرأة المشرفة على إطلالة العروس من الملابس وحتى نقشات الحنة التي تزيّن يديها ورجليها، كما تصاحبها في كل خطوة تخطوها.
الحمّام المغربي
تحرص العروس صباح يوم الجمعة على الذهاب إلى الحمّام المجهز خصيصاً لها ولرفيقاتها من العذارى اللاتي يدخلن الحمام حاملات الشموع المضاءة ومرددات الصلوات على سيدنا محمد. وقد انتشر الحمّام المغربي مؤخراً ليصبح ثقافة عربية وطريقة مميزة للاهتمام بجمال المرأة.
الدقة المراكشية
يحضر العريس ليرى عروسته في موكب مكوّن من شباب يدقون على الدفوف والطبول، والذي خضع لنفس تقاليد الحمام المغربي كعروسه، في انتظار عقد القران والاحتفال به مع تقديم مأكولات وحلويات مغربية تقليدية.
العمّارية
لعّل العمارية هي أكثر ما يجذب النساء العربيات لتجربتها كالعروس المغربية،؛ وهي عبارة عن كرسي مزيّن يليق بملكة الاحتفال، محمول على أكتاف أربع شباب تزينوا بلباس تقليدي يدعى الجابدور – سترة وسروال- والطربوش الأحمر، ويرقصون على أنغام الأغنية المغربية الشهيرة “للا العروسة جات”. في حين ينتظر العريس إنزال عروسته عن العمارية لتجلس بجانبه، ويكون ذلك يوم السبت.
الحفل
يزخر الحفل المغربي بالمأكولات المتنوعة المقدمة على أنغام ورقصات المدعوين، وبين الحين والآخر يتم توقيف هذه الرقصات بإشارة من النكافة إلى مغني العرس، إيذاناً بموعد تغيير العروس لفستانها وارتداء آخر. ويستمر الحفل على ذلك إلى أن يحين موعد انتهاء العرس قبيل الفجر، فتلبس العروس الفستان الأبيض ويلبس عريسها بدلة العرس، ويقومان بتقطيع كيكة العرس تحت أنغام هادئة. بعدها ينفض الحضور إلاّ أقرب المقربين الذين يرافقون العروسين إلى مكان ما مثل ضريح حسان بالرباط، في موكب تزمير سيارات يلتقطون صوراً لليلة لعمر تحت أضواء وجمال المكان.
الوداع
لا ينتهي الاحتفال فعلياً إلا بعد حفلة التوديع التي تقتصر على أهل العروسين، الذين يقدمون إلى منزلهما مهنئين ومحملين بأشهى حلويات اللوز والمأكولات، ويمضون اليوم مع العروسين في الضحك والرقص، ليشد بعدها الزوجان الرحال إلى مكان شهر العسل.