التقى عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح"، المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، العلاقات اللبنانية الفلسطينية والأوضاع في مخيم عين الحلوة في ضوء الأحداث الاخيرة.
وقال الأحمد في تصريح عقب اللقاء الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الثلاثاء، بحضور سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العرادات، إنه تم بحث العلاقات اللبنانية الفلسطينية من كافة جوانبها، من أجل تعزيز الموقف الفلسطيني والعربي في مجابهة الاحتلال الاسرائيلي وتهديداته المتواصلة، سواء لفلسطين أو للبنان أو للأمة العربية بكاملها.
وأضاف، أن الزيارة للبنان تأتي مباشرة بعد العمل الإجرامي الذي قامت به فئة إرهابية، وهي ليست بعيدة عن المخطط المعادي للبنان وفلسطين بشكل خاص، وللامة العربية بشكل عام، وقيامها باغتيال الشهيد قائد قوات الأمن الوطني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي، حيث اعتقدت هذه الفئة ومن يساندها ومن يمولها ومن يمدها بالسلاح والذخيرة حتى أثناء القتال، أن الفوضى ستدب بالمخيم، لافتا إلى أن هذه الفئة معروفة وسيتم كشف كل شيء في وقته.
وتابع: منذ بداية الشرارة الأولى، تحركت حركة أمل وقيادتها، وجرى اجتماع في مكتبها في صيدا لهيئة العمل الفلسطيني المشترك، وكانت بصمات الرئيس بري لهذا التشكيل الذي يضم كل القوى الفلسطينية مهما تباينت خلافاتها، مشيرا إلى أن الرئيس بري يلعب دورا من أجل تعزيز أمن واستقرار مخيم عين الحلوة والمحيط اللبناني في منطقة صيدا.
وبحث الطرفان الرأي والاتصالات واللقاءات التي تمت حتى الآن مع المسؤولين اللبنانيين، ومع نشاط القوى السياسية من أجل سرعة إنجاز التحقيق الذي تتولاه لجنة فلسطينية لبنانية مشتركة، والتي بدأت به فور تشكيلها ووصلت الى كثير من الحقائق والمؤشرات، وهي تعمل ليل نهار، حتى في سماع بعض الشهود والمتهمين واستمعت لهم.
وقال الأحمد: "لا نريد إلا الحقيقة وأن يتولى القضاء اللبناني محاسبة كل من خرج على القانون وشارك في جريمة اغتيال العرموشي، وشارك في الاشتباك المفتعل الذي جرى في بعض مناطق عين الحلوة، وحتى بعض مناطق الجوار اللبناني، وأدى الى الدمار وتهجير آلاف العائلات اللبنانية والفلسطينية".
وأشار إلى أنه جرى الاتفاق مع الرئيس بري على الإسراع في إنهاء التحقيق، وتسليم الجناة للقضاء اللبناني كي يتولى شأنهم، لافتا إلى أن لبنان صاحب السيادة والمسؤول عن محاسبة كل من يخرج على القانون كائنا من كان، فلسطينيا أو لبنانيا أو غيرهما.
وأكد أن الفلسطينيين الذين شاركوا بالأحداث كانوا فئة قليلة، وأن أحدهم انتحل صفة فلسطيني بهوية مزورة وهو ليس من منطقة صيدا وليس فلسطينيا، مضيفا "كل شيء معروف وحتى الذين يشاركون في الجهود لتهدئة الوضع ربما كانت لهم أصابع سلبية في البداية، وهذا سيتضح أمام الجميع في وقته، والمهم تثبيت الأمن ووقف الدمار وعودة المهجرين".
وعن إمكانية استثمار بعض الجهات في الاقتتال الفلسطيني- الفلسطيني، قال الأحمد: "إن ما جرى ليس محليا في لبنان، وما دار ليس بعيدا عما كان، فهو كان في نفس اللحظة التي كان يُعقد اجتماع للأمناء العامين في الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين في جمهورية مصر من أجل تعزيز الوحدة الفلسطينية بمواجهة المحتل، وأيضا بمواجهة النيل من شعبنا ومحاولات تصفية قضيته على الصعيدين الاسرائيلي والدولي".
ولفت الأحمد إلى أن حادثا هنا وحادثا هناك ليس بعيدا عن نفس المؤامرة، اجتياحات جنين ومخيمها، ونابلس وبلاطة، ونور شمس في طولكرم، أيضا ليست بعيدة عن المحاولات التي تجري هنا لقتل القضية الفلسطينية، لكننا بالمرصاد ونعمل أولا على تصحيح تفكير المضللين كي يعودوا الى رشدهم، ونعزز الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة، مشيرا إلى أن البعض تمنى أن ينتشر ذلك في مخيمات أخرى وهذا غير وارد، إذ لدينا القدرة على منعه حتى بقدراتنا الذاتية بالتنسيق مع الدولة اللبنانية.