أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الأربعاء، على أنّ سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الجاري من حملات الاعتقال المكثفة التي تستهدف المقدسيين بكافة شرائحهم، ورصد 2000 حالة اعتقال لمواطنين من القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري بينهم 465 قاصرًا، و58 سيدة وفتاة.
وقال المركز في بيانٍ صدر عنه: "إنّ ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق المقدسيين وفى مقدمتها الاعتقالات المسعورة تهدف إلى استنزافهم وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى، وإفراغ المدينة من أهلها الأصليين، وتأتى تواصلاً الاستهداف المباشر للأقصى والمقدسات وللوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة".
وأوضح مدير المركز رياض الأشقر، أنّ الاعتقالات استهدفت كافة شرائح المقدسيين من الأطفال والنساء والقيادات الإسلامية والوطنية، وحتى المرضى وكبار السن، ورصد ما يزيد عن 2000 حالة اعتقال، وهي تشكل حوالي 47% من إجمالي الاعتقالات في أنحاء الأراضي الفلسطينية في تلك الفترة والتي بلغت 4400 حالة.
وأشار إلى أنّ سلطات الاحتلال أصدرت منذ بداية العام الجاري 877 قرارًا بالإبعاد لمواطنين مقدسيين غالبيتها عن المسجد الأقصى، والبلدة القديمة، والمناطق المحيطة بها، وأصدرت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 248 قرار حبس منزلي لفترات مختلفة.
ولفت الأشقر إلى أنّ من بين المعتقلين خلال العام الجاري 10 من المصابين بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجراح مختلفة بعضها خطيرة، منهم أطفال، ونساء، كان من بينهم الفتى وديع عزيز أبو رموز 16 عامًا من بلدة سلوان والذي استشهد بعد يومين من اعتقاله مصابًا خلال مواجهات في البلدة، واحتجز جثمانه لخمسة أشهر قبل تسليمه لذويه، وكان آخر المعتقلين الجرحى السيدة سميرة حرباوي 50 عامًا، من حي الشيخ جراح والتي اعتقلت في يوليو الماضي بعد إطلاق النار عليها وأصابتها بجراح في قدميها وتم تمديد اعتقالها.
كما واصلت سلطات الاحتلال سياسة اعتقال الأسرى المحررين من القدس فور الإفراج عنهم من السجون بعد انتهاء محكوميتهم، وجرى هذا الإجراء مع 21 أسير محرر أفرج عنهم بشروط أبرزها: الإبعاد عن القدس، الإبعاد عن منطقة السكن، منع الاحتفالات ورفع الأعلام والرايات في المدينة.
وأضاف: "سلطات الاحتلال نفذت خلال العام الجاري هجمة شرسة بحق الأسرى المقدسيين والمحررين وعائلاتهم، تنفيذًا لقرار وزير الجيش حيث داهمت منازل العشرات منهم ونفذت سياسة حجز على أموال الأسرى وممتلكاتهم بحجة استلامها من السلطة الفلسطينية، كما احتجزت مصاغ من الذهب والفضة ومقتنيات وألعاب ومركبات ودراجات نارية، إضافة الى الحجز على الحسابات البنكية لعشرات الأسرى وعائلاتهم دون إبلاغهم".
وطالب المركز بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين لدعمهم في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من اهلها، وتوفير الدعم القانوني والمالي المكثف لأسرى القدس وخاصة فئة الأطفال والنساء، وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.