انتزع فريق نادي سنجل، أغلى الكؤوس والألقاب، عندما أحرز أول من أمس، كأس فلسطين الخامسة عشرة بالكرة الطائرة للرجال، بعدما أوقف منافسه النزلة الشرقية، عند الشوط الرابع، وتغلب عليه بالشوط الفاصل، في لقاء القمة الذي جمع الفريقين، على صالة الشهيد عاطف بسيسو بمجمع ماجد أسعد الرياضي بالبيرة، بحضور اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية، ومنذر مسالمة أمين عام اللجنة، ورئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة الطائرة رافي عصفور، وأعضاء الاتحاد منير التلاحمة وحسين القدومي ورامي دحادحة، وعائلة الشهيد نشأت عصفور، وأركان الأسرة الرياضية قاطبة، وجمع غفير من عشاق اللعبة، وأنصار الفريقين. غلاوة هذا اللقب، وخصوصيته بالنسبة لفريق سنجل، تعود لعدة عوامل، أهمها أنه يحمل اسم ابن النادي ولاعبه السابق، الشهيد نشأت عصفور، الذي ارتقى برصاص الاحتلال قبل نحو شهر ونصف، وبالتالي كان هناك إصرار غريب من قبل لاعبي سنجل، على ضرورة أن يستقر هذا الكأس في خزائن النادي، الذي لعب له نشأت ذات يوم، وشجعه حتى أيامه الأخيرة، كما أنه اللقب السادس على التوالي، على صعيد البطولات الرسمية، والسادس كذلك على صعيد بطولة الكأس (رقم قياسي)، والثالث على التوالي ضمن المسابقة ذاتها. ولئن غاب الشهيد نشأت عصفور، بجسده، عن اللقاء، فإن روحه كانت حاضرة في المكان، بل إنه طاف أرجاء الصالة، من خلال صوره التي انتشرت في كل مكان، فزينت صدور لاعبي الفريقين، خلال عملية الإحماء، وطبعت على بوسترات خاصة حملها محبو الشهيد وأصدقاؤه، فضلاً عن لافتات ضخمة موقعة باسم الناديين، سنجل والنزلة والشرقية، في تأكيد واضح على شعبيته وحضوره لدى الأسرة الرياضية الواحدة. وفي تكريم صادف أهله، انهالت الدروع التقديرية على والد الشهيد وإخوته، وكان من بينها درع من اتحاد الكرة الطائرة، وآخر من نادي النزلة الشرقية، ومثله من نادي سنجل، الذي بدوره أهدى اللقب لعائلة الشهيد، التي عبرت عن عظيم شكرها وامتنانها لأسرة الكرة الطائرة، على هذه الحفاوة، وهذا التكريم. وبالعودة إلى لقاء القمة، ففي حين سجّل فريق سنجل حضوراً قياسياً في نهائي بطولات الكأس (7) مرات، أحرز منها (6) ألقاب، وحل وصيفاً بواحدة، سطر النزلة الشرقية اسمه بماء الذهب، في سجل أبطال اللعبة، عندما فرض نفسه بقوة، طرفاً قوياً وخصماً عنيداً، في النهائي الأول في تاريخه، على صعيد البطولات الاتحادية، بل إنه كان قريباً من لقبه الأول، فكان سباقاً، بل وسابقاً في التقدم بالنتيجة مرتين، من خلال خطف الشوطين الأول والثالث، بحيث وصلت البطولة بالنسبة إليه إلى مشارف البلعوم، غير أن سنجل خطفها من الحلقوم، عندما ظفر بشوط الحسم، لكن ذلك لم ينل من فرحة لاعبي النزلة، الذين أصبحوا رقماً صعباً في معادلة اللعبة، ولهم اليد الطولى في تغيير قواعدها. سنجل (3) - النزلة الشرقية (2): - الأشواط: (21/25، 25/13، 19/25، 25/16، 15/9). - مجموع النقاط: سنجل (105) - النزلة الشرقية (88). استهل لقاء الختام، بدقيقة صمت مع تلاوة الفاتحة على روح الشهيد نشأت عصفور وشهداء فلسطين، وكانت ضربة البداية، من على خط الإرسال لوالد الشهيد جمال عصفور، وهو بالمناسبة رياضي مخضرم ومعتق، ليبدأ بعدها طرفا اللقاء التأهب لحصد النقاط الافتتاحية، فجاءت المباراة بأحداثها الساخنة، وتقلباتها المثيرة، من نوعية المباريات الكبيرة، فلاحظنا ارتفاعاً في الضغط لدى بعض الإداريين، وتصلباً في شرايين بعض المشجعين، في أمسية رياضية كان عنوانها الأول والأخير، الروح الرياضية، والوفاء لصاحب المناسبة، الشهيد نشأت عصفور. الوصف التحليلي عرف النزلة كيف يوظف البداية غير الموفقة لمنافسه بالشوط الأول، بعد الأداء العشوائي الذي ظهر عليه فريق سنجل، ما منح الأفضلية للنزلة، ويعود الفضل لصانع ألعاب الفريق، باسل كتانة، في إعطاء هوية هجومية لفريقه، بعد استقرار الكرة الأولى، من قبل لاعبي الخط الخلفي، دون استعمال اللاعب الليبرو، كما كان للتغييرات التي أجراها مدرب الفريق ناصر كتانة على تشكيلة فريقه، بالزجّ بالكابتن المخضرم نزار كتانة استقراراً في الأداء المتوازن، بين الهجوم والدفاع، ليتقدم النزلة عند الوقت الفني الأول (8/6)، ومن ثم عند الفني الثاني (16/11)، قبل أن يستحق الشوط (25/21). لعب سنجل على الأطراف كثيراً في الشوط الثاني، لاستثمار قدرات الثلاثي عمر فقهاء وجهاد الهندي وزياد عصفور، الذي كانت بصماته واضحة على المباراة، سواء بالهجوم من مركز (4) أو بالهجوم الخلفي، وأحياناً الهجوم المركّب من مركز (3)، لكن مع تنبه حوائط الصد النزلاوية للأمر، عمد صانع ألعاب سنجل إلى الإعداد من اللمسة السريعة، فحظي محمد عصفور ومهند فقهاء بثقة خالد خليل، على مستوى الهجوم السريع من مركز (3)، كما عرف الفريق كيف يضغط بالإرسال الهجومي، مستثمراً قدرات عمر فقهاء في هذا الجانب، وكان أحمد عصفور وشادي مسالمة يقومان على أكمل وجه، بمهام اللاعب الحر (بالتناوب)، ليمضي سنجل في تقدمه بسرعة، ويتقدم عند الفني الأول (8/2) وعند الفني الثاني (16/5)، قبل أن ينهي الشوط لصالحه (25/13). دفع سنجل ثمن غياب التخليص الهجومي في الشوط الثالث، بعد أن تقدم عند الفني الأول (8/7)، وفي المقابل كان مجد كتانة، يحمل العبء الهجومي في فريقه، من المقدمة وأحياناً من الخلف، وشهد مركز (4) نشاطاً هجومياً مكثفاً من الثنائي علاء وقدري كتانة، بمساندة منير ومحمد كتانة من العمق بين الحين والآخر، ولم يستثمر سنجل الأفضلية التي كان عليها في الشوط الثاني، فظل النزلة يتكلم بلغة التفوق، وتقدم عند الفني الثاني (16/13)، ولأن الفارق النقطي ظل على حاله، تمكن النزلة من الظفر بالشوط (25/19). جاء الشوط الرابع متكافئاً في بدايته، إلا أن سوء استقبال الكرة الأولى، ترك أثره على أداء النزلة، ما دفع بمدربه ناصر كتانة، إلى الزج بلاعبه الليبرو محمد عبد الهادي لأول مرة، ورغم أن الأخير عمل على استعادة التوازن للكرة الأولى، إلا أن حائط سنجل كان له كلمة أخرى، فأعاد المحاولات النزلاوية من حيث أتت، ليتقدم سنجل عند الوقت الفني الأول (8/3)، ويؤكد تفوقه عند الفني الثاني (16/8)، وطبقاً لهذا المنطق، لم يجد النزلة ما يقدمه، كي ينهي المباراة قبل جرّها إلى شوط فاصل، ما أتاح لسنجل إعادة المياه إلى مجاريها بخطف الشوط (25/16). على الرغم من أن فريق النزلة الشرقية يُعرف بقلة أخطائه، إلا أنه كان كثير الخطأ في الشوط الفاصل، فتناوب لاعبوه على إهدار الكرات الطائشة، بينما كان استقباله للكرة الأولى مهزوزاً، ما صعب على صانع ألعابه مهام الإعداد المتقن للضاربين، وواجه ذلك صحوة سنجلاوية، لاسيما بعد أن اطمأن الفريق لانتصاف الشوط عند النتيجة (8/5)، فارتفعت لحظات الإثارة مع قرب الإعلان عن هوية البطل، وفي حين كان لاعبو النزلة بعيدين عن فورمتهم، كان خالد خليل يستثمر قدرات ضاربيه بالشكل الأمثل، من خلال بعض الجمل التكتيكية، والضرب المركّب، وأحياناً الاستعاضة عن ذلك بإسقاط الكرات المخادعة من اللمسة الثانية خلف حوائط الصد وفي المناطق الخالية، ليواصل سنجل تقدمه مستغلاً الإرباك الذي أصاب النزلة دون سابق إنذار، وينهي الشوط (15/9) وسط فرحة عارمة لجمهور الفريق الذي احتفل مع نجومه على وقع اعتلائهم لمنصة الأبطال. التكريم والتتويج أسدل الستار على المشهد الختامي للبطولة، بتكريم يتجدد لعائلة الشهيد نشأت عصفور من قبل اتحاد الكرة الطائرة، ورعاة البطولة، وهما لاعبان من "الزمن الجميل" الكابتن المخضرم رشيد تاية نجم دير دبوان السابق، والذي تبرع بمبالغ مالية (5000) شيكل للبطل، و(4000) سيكل للوصيف، والكابتن المخضرم عماد عصفور نجم سنجل السابق، الذي قدم جوائز البطولة، كما تم تكريم الأسير المحرر، المصور الصحافي إبراهيم عطا لمناسبة الإفراج عنه من سجون الاحتلال، ولتقديراً لعطائه، وسلم اللواء جبريل الرجوب كأس الوصافة لقائد فريق النزلة الشرقية الكابتن نزار كتانة والميداليات الفضية للاعبي الفريق، وكأس البطولة للكابتن عمر فقهاء والميداليات الذهبية للاعبي سنجل. -
مي كساب تغني "يا أغلى اسم في الوجود" في حفلها بالعريش
07 أكتوبر 2023