طال الانقسام وأصبح مدمراً لكل حركة نمو طبيعية تشمل كل فئات المجتمع الفلسطيني، سنوات وسنوات ضربت كل ما يتعلق بالحياة الطبيعية للفقراء ومحدودي الدخل الذين لا عمل لهم وبالطبع لم تسلم مسيرة التحرر من العثرات والعوائق، الحقيقة ان الاحتلال بني مشاريعه التصفوية للقضية الفلسطينية على أساس بقاء الانقسام واستمراره ووضع خطط مخيفة لحسم الصراع لصالحة وبرنامج كيانه الصهيوني في فلسطين. ولعل الانقسام اثر كثيراً على مشروع التحرر والمقاومة ومن يقول غير ذلك فانه لم يقرأ المشهد الحالي الذي بات يؤثر على استمرار وديمومة المقاومة الفلسطينية الموحدة بشقيها المسلح والشعبي، المؤذي اليوم ان الانقسام بات يدمر مستقبل كافة الشباب الفلسطيني ويعدم الامل امامهم في ان يجدوا يوماً من الأيام عملا محترما يليق بالشهادات التي يحملوها وباتت شهاداتهم مجرد براويز على جدران البيوت الفارغة من الأثاث , منهم من استدان وهاجر ليبحث عن مستقبل افضل في بلاد العجم ,ومنهم من لم يستطع وتجاوز الثلاثين ولم يجد حتى الان فلسا واحدا يبني به مستقبلة ويعيش حياة طبيعية ,ومنهم من يعمل في الشمس طوال النهار بما لا يكفي طعام يومه ,والمحظوظ من وجد مهنة سائق بالأجر او بائع على عربة لبيع المشروبات الساخنة او بائع احذية مستخدمة على الرصيف.
كثيرة هي الصور البائسة في المجتمع الفلسطيني التي تعكس حالة أبناء هذا الشعب بسبب الانقسام واهتمام كل فصيل بأولاده دون الاخرين وكان الاخرين هم من جنسية اخرى او مقيمين في هذا الوطن مؤقتاً. تحرك الشارع في غزة وحتى الضفة التي هي أفضل حالاً لأنها مفتوحة والعمل فيها فرصه أفضل من غزة المحاصرة والتي تحولت الى سجن كبير، تحرك الشارع أكثر من مرة وقمع الشباب وضربوا ولا يتوجب علينا ان نؤمن بان القمع والضرب قد يوقف حركة الشارع وتنتهي المطالب ويعزف الناس عن رفع الصوت. تحرك الشارع الفلسطيني لأثارة انتباه الأمناء العاميين للفصائل المجتمعين في العلمين ,لعل ذلك يثيرانباههم بالبحث بجدية في تحقيق مطالباتهم بأنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ولم الشمل وإيجاد حكومة وطنية او تكنوقراط لتحل أزمات المواطن الذي عاني ومازال يعاني من أزمات تضاعفت وتراكمت عاماً بعد اخر بسبب هذا الانقسام وباتت تنذر بحالة انهيار حاد للمجتمع الفلسطيني , ما بات واضحا ان الشارع الفلسطيني ليس لديه ما يخسره لو خرج كل يوم للاحتجاج ورفع الصوت والصراخ مطالبا بحقوقه كمواطن يحترم في وطن مازال يقاوم من اجل التحرر والدولة.
ان قمع المحتجين او بالأحرى المطالبين بأنهاء الانقسام ومن يريدوا ان يضغطوا على الفصائل الفلسطينية التي انهت الحوار بتشكيل لجنة من الأمناء العامين لاستكمال الحوار ليس من الصواب وليس من المنطق وليس علاجاً لحركة الشارع ولا يأتي دائما بنتائج إيجابية بل لو كان العكس لكان افضل لحكومة غزة .ان تسير الاحتجاجات والمسيرات سلميا منطق ,وحماية الأجهزة الأمنية مساراتها واجب وطني ووقف الاعتقالات والاستدعاءات مسؤولية قصوى , الاتهامات ليست حالة طبيعية ولا تأتي في الصالح العام وخاصة ان مطالب المحتجين شرعية ولا تتعارض مع مطالب أي مواطن طفل او عجوز امرأة او فتاة . اما الاعتقال السياسي على خلفية الاحتجاج او المقاومة فهو جريمة لا يقبلها أي فلسطيني مهما كان انتماؤه ويجب ان تتوقف وتعاد الكرامة لكل مناضل فلسطيني يقاوم من اجل الوطن وعزته وكبريائه وحريته.
ان حركة الشارع الفلسطيني اليوم يجب التوقف عندها كثيراً ومناقشتها على كل الصعد و المستويات والمراكز البحثية والمفكرين الاستراتيجيين في الحركات والفصائل والأحزاب على مستوى المكاتب السياسية واللجان المركزية دون تردد ويجب ان تبحث باستفاضة في اجتماع الأمناء العامين الذي كان يجب ان يبقي في حالة انعقاد وبالتالي يجب ان يلتئم سريعا في القاهرة لمناقشة ما حققته اللجنة المكلفة ان كان لديها شيء قد توصلت اليه ودراسة كافة طلبات وطموحات الشعب الفلسطيني الذي عبر عن استيائه الكبير من حالة التسويف في معالجة هذا الانقسام على مدار 16 عاما ومازال يعاني من أزمات تتراكم بفعل هذا الانقسام والجديد ان المواطن الفلسطيني يشعر الان ان اجتماع الأمناء العامين في القاهرة قد يكون كسابقية وقد لا يأتي بجديد ان لم يحدث ضغط من الشارع الفلسطيني على الأقل لتنجز اللجنة التي قام الرئيس بتكليفها لتثبت انها بالفعل وضعت ملفات انهاء الانقسام و (م ت و ف) و ملف المقاومة موضع الدراسة الإجرائية وهي تجري الاتصالات والمناقشات مع الجميع للخروج برؤية توافقية يجمع عليها جميع الأمناء العامين تقدم خارطة إجرائية بخطوات واضحة ومتسلسلة ولها سقف زمني لأنهاء الانقسام واعلان حكومة تكنوقراط تعمل منذ اللحظة الاولى لحل أزمات المواطن ورفع المعاناة عن كاهله وترسم له مستقبل فيه بعض الامل المفقود كما وتقدم رؤية استراتيجية لتوحيد حالات الاشتباك والمواجهة مع المحتل لصد مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتفكيك قضاياها وثوابتها .
ان حركة الشارع الفلسطيني اليوم حركة طبيعية ناتجة عن ارتفاع معدل الإحباط ويجب فهمها دون تشوية مقصدها او التلاعب بأهدافها وشيطنتها لان الناس لم تعد تهتم باي شيء سوي لقمة العيش ومستقبل أبنائها واتمني ان لا تشيطن هذه حركة الشارع او يتم إخراجها عن المسار الوطني فالمواطن له حق ان يدافع عن حقه بل يستعيد هذا الحق الضائع سلمياً ودون التسبب باذي لاي كان جهات رسيمة او شعبية او حتي حزبية , كما واتمني ان تقف الفصائل عند مسؤولياتها وتبقي في حالة انعقاد وتشكل مجلس اعلي لمتابعة حركة الشارع الفلسطيني واصدار بيانات لتوجيهه ورعاية هذه الحركة حتي تغلق الطريق امام من لا يريدوا الخير للامة بحرفها هذه الحركة عن مسارها وأهدافها لصالح أهدافه تحدث مزيداً الفرقة والانقسام , المطلوب اليوم وبشكل عاجل ان تصدر الفصائل مجتمعة بيان تحمي فيه حركة الشارع الفلسطيني تنضم كل الفصائل علي مستوي الأمناء العامين للشارع في حركته المشروعة وتُحرم المناكفات الحزبية على السوشيال ميديا أي كان نوعها او مصدرها وتحاول جاهدة وسريعاً إعادة الامل للمواطن .