كيف يتنبأ العلماء بحرائق الغابات؟

حرائق الغابات
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

تتسبب الحرائق في خسائر فادحة، ما دفع العلماء للبحث عن طرائق علمية لتتبعها والتنبؤ بها؛ ما يُقلل الخسائر المحتملة.

في صيف عام 2003، اندلعت الحرائق في غابات التايغا، الواقعة في شمال آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وقتها طالت النيران 55 مليون فدان، وارتفعت سحابة من الدخان، تحركت حتى مدينة كيوتو في اليابان؛ أي في أقصى الشرق، ما جعلها واحدة من أكبر حرائق الغابات التي شهدتها البشرية. وهناك حوادث حرائق أخرى للغابات، والتي ينتج عنها مليارات الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون. وفي محاولة لتقليل الخسائر، يبحث العلماء دائمًا عن أفضل الطرائق للتنبؤ بحرائق الغابات.

التنبؤ بحرائق الغابات

بحث العلماء على مدار السنين عن تقنيات تساعدهم في التنبؤ بحرائق الغابات، ولعل أبرزها:

مؤشر طقس الحريق (FWI)

وهو نموذج مشهور، تم تطويره في كندا، وكلما ارتفع مؤشر طقس الحريق، زادت فرصة إشعال الحريق. ويستخدم هذا النموذج 4 معايير لتحديد مخاطر الحريق، وهي:

  1. درجة الرطوبة خلال بداية فترة ما بعد الظهر.
  2. درجة الحرارة في منتصف فترة ما بعد الظهر.
  3. هطول المطر على مدار 24 ساعة.
  4. سرعة الرياح.

الاستشعار عن بُعد

تُستخدم أجهزة الاستشعار عن بُعد في جمع البيانات من سطح الأرض، ليستخدمها العلماء بعد ذلك في مراقبة حرائق الغابات والكشف عنها والتنبؤ بها، وذلك عبر تحليل البيانات لحرائق الماضي، وكشف الأنماط التي تساعدهم في التنبؤ بتوقيت الحرائق، وهذا يساعد في اتخاذ الإجراءات اللازمة، والاستعداد لمواجهة تلك الحرائق قبل حدوثها، ما يقلل الخسائر المحتملة.

محاكاة بالحاسوب

وفيها يستخدم العلماء القيم المختلفة لدرجات الحرارة وهطول الأمطار؛ لوضع تقدير تقريبي لوقت ومكان وقوع الحريق.

لماذا يهتم العلماء بالتنبؤ بحرائق الغابات؟

 ومن الطبيعي أن يهتم العلماء بالتنبؤ بحرائق الغابات؛ تجنبًا للأضرار الجسيمة المصاحبة لها. من ضمنها:

تلوث الهواء

تُطلق حرائق الغابات كميات كبيرة جدًا من الدخان والغازات الدفيئة والجسيمات الدقيقة في الهواء الجوي، ما يتسبب في تلوث الهواء الذي نستنشقه؛ فتتضرر صحة الإنسان والحيوان والنبات في المناطق المحيطة أو القريبة من الغابات المحترقة. وقد يتشكل ضباب دخاني من أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة، هذه الغازات تتفاعل مع ضوء الشمس، منتجة غاز الأوزون بالقرب من سطح الأرض؛ فيتسبب في حدوث مشاكل صحية.

فقدان الموائل

تفقد العديد من الحيوانات والطيور موائلها؛ نتيجة حرائق الغابات، خاصة أنّ هناك أنواع كثيرة لا تستطيع الهروب بسرعة من النيران، حتى إنّ الأنواع التي يمكنها الركض بسرع، قد لا تفلت من الحرائق الشديدة والهائلة.

التعرية

تؤثر حرائق الغابات على خصائص التربة، وقد تتسرب المواد المحترقة من الحرائق إلى التربة؛ فتتكون طبقة تمنع وصول مياه الأمطار للتربة، ما يقلل كفاءتها، وتفقد الغطاء النباتي، وتحصل التعرية.

فيضانات 

قد تتسبب التعرية الناتجة عن حرائق الغابات في زيادة تدفق الأمطار الغزيرة، التي قد تتطور إلى فيضانات في أراضي الغابات، حاملة معها الحطام.

وازداد الأمر سوءًا

كشف دراسة منشورة في دورية «ساينس» (Science) في مارس/آذار 2023، أجرتها مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا، عن إطلاق 1.76 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يقرب من نصف جيجا طن من الكربون؛ بسبب حرائق الغابات الشمالية في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية في عام 2021، وهذه زيادة كبيرة مقارنة بالمتوسط السنوي لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2000 - 2020، ما يؤثر بالسلب على المناخ.

على الرغم من حدوثها بشكل طبيعي تزامنًا مع الظواهر الطقسية المتطرفة، إلا أنّ التغيرات المناخية الحاصلة، تلعب دور المحفز لاشعالها، وعلى إثرها نفقد رقعة خضراء ثرية بما فيها من أنواع نباتية وحيوانية؛ فيتأثر نظامنا البيئي.