ثلاثة أعلام في " العلمين "

27-1586942191-jpg-1586942191.wm.jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 رفعت ثلاثة اعلام مصرية واردنية وفلسطينية في مدينة العلمين المصرية خلال لقاء القمة بين الملك عبد الله الثاني والرئيسان عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس . وهي قمة لافتة للانتباه بسبب توقيتها والحراك الإقليمي العام الذي يلف المنطقة كلها ، وان الجميع يتساءل عن الاعصار الذي سيضرب العالم العربي كله في حال وافقت السعودية على التطبيع مع إسرائيل .

هي الصدفة ان مدينة العلمين في محافظة مطروح شهدت في الحرب العالمية الثانية قبل ثمانين سنة معركة العلمين الشهيرة بين الجيش البريطاني الثامن بقيادة الفريق مونتغمري وبين الفيلق الألماني الإيطالي بقيادة الجنرال الألماني الفذ رومل .وان هزيمة المانيا في تلك المعركة هي التي جعلت إسرائيل تقوم في هذه المنطقة . فقد كانت طائرات رومل الألمانية تقصف ميناء حيفا حينها وتتوعد لو انتصرت في تلك المعركة انها سوف تزيل إسرائيل عن الوجود !

المنطقة العربية كلها على أبواب تغيير جوهري فاصل . سواء بالحرب مرة أخرى ، او بمعاهدات سياسية دولية وإقليمية سعودية – إيرانية . وهناك دول عميقة لا يمكن تجاوزها وهناك دول وظيفية نشأت او ربما تختفي مع اية حركة كبيرة قادمة .

وان اخطر سؤال يواجه الفلسطينيين استراتيجيا : هل ( السلطة الفلسطينية ) دولة وظيفية ؟ ام انها نواة الدولة الفلسطينية كجزء من منظومة عربية متكاملة .

مصادري تؤكد وجود حوار جريء بين القوى الإقليمية من جهة وبين القيادة الفلسطينية من جهة أخرى حول الاستعداد للمرحلة القادمة التي ترسم المرحلة الجديدة سياسيا واقتصاديا وجغرافيا ومن ناحية التحالفات .

القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير حسمت نفسها بالمطلق مع السعودية ومع الملك السعودي دون تردد . ولكن هذا بداية القصة وليس نهايتها .

والتالي هو : هل حسمت السعودية موقفها بالمطلق بشان القضية الفلسطينية في اية حوارات تجري مع الولايات المتحدة او مع إسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر . وهل تملك السعودية الارادة والقدرة لتفرض على حكومة الابارتهايد في تل ابيب ان تعيد للفلسطينيين حقوقهم وان ترفع الظلم عنهم .

القيادة الفلسطينية والتنظيمات تجري حوارات جريئة ومباشرة مع جميع الأطراف . لكنها على ما يبدو نسيت ان تجري نقاشا مع الشعب الفلسطيني صاحب الشأن حول ما يحدث إقليميا ودوليا . حتى وصل الامر ان يبحث الصحفيون والسياسيون عن الخبر في الصحف الغربية وفي الصحافة الإسرائيلية . لا أحد يخاطب الشعب ولا احد يكترث للتوجيه السياسي.

اخر حوار مع الصحافة العالمية كان نتانياهو مغرورا ومتبجحا ومريضا بالعنصرية المقرفة . وحين سألته المذيعة : ماذا يمكن ان تقدم للفلسطينيين مقابل التطبيع مع السعودية ؟ وهل توافق على مجرد تجميد الاستيطان ؟ كان رده مقرفا لدرجة انه يتعامل مع الزعماء العرب على انهم أعضاء كنيست عنده !

وبناء على ما يحدث من حوارات( لا نعرف عنها شيئا ) ولن نعرف عنها شيئا الا من صحافة العدو . يبقى امام الشعب الفلسطيني خيارين :

- اما فتح القتال على مصراعيه وان ينتشر الموت في كل مكان

- واما ان تتحمل السعودية مسؤولية القضية الفلسطينية وامانة الحفاظ على المسجد الأقصى والقدس امام التاريخ وامام الأجيال .

كنت أتمنى لو ان جهة مستقلة وموضوعية تقوم باستطلاع رأي للشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي جميع أماكن الشتات .