إبراهيم تراوري .. القائد الجديد لقارة افريقيا ام عسكري انقلابي

27-1586942191-jpg-1586942191.wm.jpg
حجم الخط

بقلم د ناصر اللحام

لمع اسم الشاب النقيب إبراهيم تراوري مثل نجم ساطع في سماء القارة السمراء ، نجم ملأ الدنيا بالأمل وبالشغف ، وانه اّن الأوان لانعتاق شعوب افريقيا من نير الاستعمار الغربي الذي ينهب ثروات القارة . غادر الاحتلال الفرنسي وغيره من الباب ولكنه عاد من النافذة على شكل شركات تنهب كل ما يمكن حمله من دول افريقيا .

ووصل الامر ان شباب افريقيا الذين فقدوا الامل يهاجرون جماعات تلو جماعات في ظروف متطرفة عبر دول المغرب العربي ، ومن هناك وفي ظروف غير إنسانية للهجرة عبر مياه المتوسط الى القارة العجوز . فتنقلب بهم القوارب المتهالكة ويموتون غرقا ليصبحوا طعاما للأسماك .

الغرب وعلى رأسه فرنسا . لم يقدموا لأفريقيا سوى حبال المشانق . فما كان من إبراهيم تراوري الا ان أطاح بحكم رئيس بوركينا فاسو ( الرجل القوي الليفتنانت كولونيل بول هنري داميبا ) والذي وصل أساسا الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري .

الغرب المنافق والدول الاستعمارية لا يزعجهم أي انقلاب في افريقيا طالما يصب في صالح شركات النهب التابعة لهم ، ولكن إبراهيم تراوري هو الذي يزعجهم لأنه طرد الجنود الفرنسيين وسافر الى موسكو والتقى بالرئيس بوتين وطلب محطة نووية لبلده .

بات الامر خطيرا على الدول الاستعمارية حين نجح انقلاب النيجر . وفقد الغرب الاستعماري رشده حين حذا ضباط النيجر الأحرار حذو إبراهيم تراوري وانقلبوا على فرنسا الاستعمارية وطردوا قواتها ورفعوا علم روسيا في العاصمة نيامي .

في النيجر قواعد عسكرية فرنسية وقوات عسكرية أمريكية مع خبراء ومركز عسكري ألماني وقوات إيطالية وكندية وكتيبة اتصالات أمنية أوروبية . واللافت ان القاعدة الامريكية في النيجر متخصصة في الطائرات المسيرة وتدعي انها لملاحقة التطرف الاسلامي وفي الحقيقة هي ( واكيد المخابرات الاسرائيلية داخل هذه القاعدة ) تراقب وتتجسس على مالي والجزائر وباقي المناطق المحاذية.

عبد الرحمن تياني قائد الانقلاب الجديد في النيجر حذا حذو إبراهيم تراوري ، وهدد بمحاكمة الرئيس المخلوع محمد يازوم بتهمة خيانة البلاد .

ولهذا اصبح إبراهيم تراوري الرجل المحبوب شعبيا في افريقيا ، وذاع صيته انه صاحب فكرة تقويض حكم المستعمرات الغربية في دول افريقيا . ولا يزال الامر في بدايته .

الولايات المتحدة قلقة حتى انقطاع الاكسجين عن رئتيها ، لكنها تحاول الظهور بحالة من التوازن والدعوة للحوار واستعادة حكم الرئيس المخلوع يازوم . ولانها تنافس فرنسا وتتشفى بها فقد قامت بتعيين سفير امريكي في النيجر ما جعل فرنسا ترقص مقطوعة الذيل في بوركينا فاسو وفي النيجر .

 

والدول العربية دول مجاورة وصديقة ولها حدود ومصالح مشتركة مع هذه الدول الافريقية تعيش الحدث بكل اهتمام وخطورة .

وتذكرون انه وقبل اعدام الرئيس الليبي معمر القذافي . كان يقول القذافي للولايات المتحدة ولفرنسا ولإيطاليا وللغرب الاستعماري : انكم اذا دمرتم دولة ليبيا وقوضتم الحكم فيها لسوف تتسببون في اغراق أوروبا بالمهاجرين الافارقة . وسوف تنتشر الأسلحة الليبية والصواريخ في كل الأرض ، وانكم سوف تدفعون أثمانا لن تتخيلوها .

وكان قادة الغرب يسخرون من هذا الكلام ، وكثير من وسائل الاعلام التي تملكها جهات عربية ويديرها الموساد كانت تسخر أيضا من القذافي ومن كلامه . وقد ثبت اليوم صحة قوله .

 

وقد يكون إبراهيم تراوري هو خليفة نلسون مانديلا في افريقيا ، وقد يكون إبراهيم هو صورة شعاعية منعكسة للبطل العربي الزعيم جمال عبد الناصر .

ولكنني مقتنع بالمطلق : ان ما يحدث في افريقيا الان وبالذات في بوركينا فاسو وفي النيجر سوف يحدث على المدى المنظور وفي السنوات القادمة في كثير من الدول العربية والافريقية .