بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، اليوم الجمعة، ثلاث رسائل متطابقة بشأن استمرار استهداف قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، ومستوطنيه، للمدنيين الفلسطنيين، بما في ذلك الأطفال.
ووجه منصور الرسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر "الولايات المتحدة الأمريكية"، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي.
وأشار منصور إلى قيام قوات الاحتلال أمس الخميس، بالتوغل في مدينة جنين، ما أسفر عن استشهاد مصطفى الكستوني "32 عامًا"، وإصابة مواطنة فلسطينية تعمل ممرضة، إلى جانب استشهاد قصي عمر محمد سليمان "16 عامًا"، ومحمد نجوم "25 عامًا" في الخامس عشر من شهر آب الجاري خلال عدوان قوات الاحتلال على مخيم عقبة جبر للاجئين في مدينة أريحا، واستشهاد أمير أحمد خليفة "23 عامًا"، في العاشر من الشهر الجاري، خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية زواتا قرب نابلس.
ولفت إلى استشهاد رمزي فتحي عبد الرحمن حامد "17 عامًا"، متأثرًا بجروحه التي أصيب بها برصاصة مستوطن من مسافة حوالي 10 أمتار بداية شهر آب الجاري، قرب بلدة سلواد، وفي السادس من الشهر الجاري استشهد ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، وهم: براء أحمد فايز القرم "16 عامًا"، ونايف أبو صويص "26 عامًا"، ولؤي أبو ناعسة، خلال كمين نصبه جنود إسرائيليون بالقرب من قرية عرابة في محيط جنين، ومن ثم قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثث الشهداء الثلاثة.
وقال: "وفقًا لجمعية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الدولية غير الحكومية، فقد استشهد 41 طفلا فلسطينيا عام 2023 وحده، ومع ذلك لا تزال إسرائيل وقوات الاحتلال التابعة لها محذوفة بشكل غير منطقي من قائمة المنتهكين الدائمين لحقوق الطفل ما يزيد من تهربهم من المساءلة".
ونوّه إلى وقوع العديد من الإصابات، منها إصابات خطيرة، خلال الهجمات التي شنها جنود ومستوطنون "إسرائيليون"، مُشيرًا إلى ارتفاع إجمالي الجرحى الفلسطينيين منذ بداية عام 2023 إلى أكثر من 700 شخص، يعاني الكثير منهم من إصابات وإعاقات مدى الحياة نتيجة لذلك.
وشدّد منصور على تزايد هجمات المستوطنين على وجه الخصوص من حيث تواترها وشدتها؛ حيث إنّ المستوطنين الذين نُقلوا بشكل غير قانوني إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، أصبحوا أكثر جرأة من قبل حكومة "إسرائيل" المتطرفة والمستوطنين في أعلى رتبها، الذين يواصلون تقديم المساعدة والتحريض بشكل مباشر وغير مباشر لعصابات المستوطنين والميليشيات.
ولفت إلى تهجير ما لا يقل عن 399 شخصًا نتيجة عنف المستوطنين، من سبع مجتمعات رعي فلسطينية عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يشمل مجتمع رعاة رأس التين، الذين أُجبروا على تفكيك مبانيهم السكنية ومعيشتهم والانتقال إلى مكان أكثر أمنا، نتيجة لعنف المستوطنين الدؤوب الذي أعقب إنشاء ما يسمى بــ"البؤر الاستيطانية الزراعية".
وتابع: "استولى المستوطنون بالقوة على المراعي وكروم العنب في المجتمع المحلي تحت مراقبة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يظهر أجندة إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية الهادفة إلى التطهير العرقي للأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين واستبدالهم بالمستوطنين اليهود في محاولة صارخة لاستعمار وضم أرضنا، ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأكّد منصور على ضرورة أنّ يطالب المجتمع الدولي باحترام سيادة القانون والكف عن إعفاء "إسرائيل" من المسؤولية عن انتهاكاتها، داعيًا لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وفق القانون الدولي، لمحاسبة "إسرائيل" على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وضمان حمايته حتى الوصول إلى حل عادل يضمن له حقوقه غير القابلة للتصرف، ويضمن له الحرية والكرامة التي طالما حرم منها.