عن لقاء كوهين والمنقوش

aac57ec2b3ab917b9541a226e90c25eb.jpeg
حجم الخط

بقلم مصطفى ابراهيم

 

 

في إسرائيل شبه اجماع وغضب من تسرع وزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين للاعلان عن لقائه بوزيرة الخارجية الليبية واتهامه بخيانتها باسراعه الاعلان عن اللقاء بسبب صورة.

 

وما بين نفي ليبي وتأكيد اسرائيلي، وان اللقاء بين كوهين والمنقوش جرى بشكل منسق له وبترتيب بين كبار المسؤولين من الجانبين، كوهين سافر خصيصًا إلى روما للقاء معها في ضيافة ايطالية رسمية وتم الإعلان عن اللقاء بشكل منسق مع المسؤولين الليبيين ولم يكن اللقاء أو الإعلان عنه عشوائيًا.

 

استعراض ايلي كوهين كلف إسرائيل خسارة نصر تطبيعي جديد واعتقاده انه حقق انجاز لزعيمه نتنياهو،  قد يساعده في الازمة السياسية الحادة في إسرائيل. واعتبر عدد من المحللين ان هذا غباء أضر بمصالح إسرائيل واولوياتها وعملها السري في نسج علاقات تطبيعية عربية، وهي تعمل منذ سنوات، خاصة جهاز الموساد الذي يعمل لتطوير علاقات إسرائيل مع ليبيا عبر   سيف الإسلام القذافي، وحفتر .

 

فمن انجازات وهمية بالتطبيع مع ليبيا الى جدل وخلاف سياسي اسرائيلي وانتقادات من لبيد وغانتس اللذان هاجما ايلي  كوهين على خلفية تسريب لقاءه مع وزيرة الخارجية الليبية واعتبرا أن ذلك يضر بالعلاقات السرية مع ليبيا ودول اخرى.

على الرغم من كل ذلك، والانتقادات والجدل إلا أن هناك  حالة اجماع صهيوني  على ادانة كوهين، وكذلك  الاستمرار في السعي والعمل  على اقناع دول عربية للتطبيع وضرورة العمل بشكل سري. وبرغم انتهازية السياسيين الاسرائيليين الا انهم يعملون لمصلحة اسرائيل. 

 

فجميع مركبات دولة الاحتلال تعمل بشكلٍ حثيث على عدة جبهات ولم تتوقف عن تطوير علاقاتها بالانظمة العربية وغير العربية وعقد اتفاقات سياسية وامنية واقتصادية في اماكن وجبهات متعددة. وتساعدها في ذلك الولايات المتحدة خاصة في سعيها الحثيث لعقد اتفاقية تطبيع معها، حتى ولو كان الحديث يدور عن المصالح الامريكية، وهي في قلب المصالح الاسرائيلية المشتركة.

 

المثير للغثيان هو حالنا نحن الفلسطينيين وما زالت القيادة تراهن على المجتمع الاسرائيلي، وكذلك العرب والتسابق من قبل الانظمة العربية لكسب ود الادارة الامريكية عبر   بوابة إسرائيل الغارقة في ازماتها. انظمة استبدادية متهالكة فاسدة تبحث عن مصالحها والبقاء في الحكم والسيطرة على موارد الشعوب العربية.

 

 وزيرة  الخارجية الليبية التي التقت بوزير الخارجية الاسرائيلية في روما وهربت الى تركيا بعد احتجاج الليبيين، لم تقم بتلك الخطوة بمعزل عن الحكومة الليبية، وهي تتسابق مع الجماعات الاخرى في كسب ود امريكا عبر إسرائيل.

 

صباح اليوم الاثنين كان  العنوان الرئيسي في الصحف الاسرائيلية حول فضيحة كوهين وتصرفه الغبي كما وصفه الكثيرين في إسرائيل، ووزيرة الخارجية الليبية التي عنون صحيفة  يديعوت أحرونوت ووسائل إعلام اسرائيلية مغادرتها ليبيا بـ، "الهروب".