قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، إنَّ موافقة الغرب على اعتداءات النظام الأوكراني في شبه جزيرة القرم اقتراب لنهاية العالم.
جاءت تصريحات مدفيديف، اليوم الثلاثاء، وفق ما نشره بقناته على تطبيق "تليغرام"، حيث يرى أنَّ ذلك يمنح موسكو فرصة العمل ضد الجميع، وضد كل دولة على حدى في حلف "النيتو".
وأضاف أنَّ موافقة الغرب على ضرب كييف لشبه جزيرة القرم الروسية هو بمثابة ذريعة حرب Casus Belli، ويمنح موسكو إمكانية الرد ضد الجميع وضد كل على حدة في "النيتو"، مُردفاً: "المجرمون الأوكرانيون كانوا قد أعلنوا أنهم توصلوا إلى تأييد الغرب لضرب كل ما هو روسي، بما في ذلك على سبيل المثال القرم".
وأكمل: "إذا صدق هذا الأمر، وليس هناك أيّ سبب لعدم تصديق ذلك، فإنَّ ذلك دليل قانوني مباشر على تواطؤ الغرب في الحرب ضد روسيا إلى جانب ولاية ستيبان بانديرا (أوكرانيا – المحرر)".
ووفقاً لمدفيديف، فإنَّ ذلك سبب وجيه للحرب في إطار قانون "الحق في الحرب" Jus ad bellum ضد الجميع، وضد كل دولة على حدى من دول "النيتو"، مُستدركاً: "إنه أمر محزن للأسف، إلا أنَّ نهاية العالم تقترب".
واستشهد بعدة اقتباسات، بما في ذلك اقتباس من سفر الرؤيا من العهد الجديد، رؤيا يوحنا الإنجيلي، المعروف أيضاً باسم "نهاية العالم": "وفي تلك الأيام سيطلب الناس الموت فلا يجدونه، ويشتهون أن يموتوا، فيهرب منهم الموت". (سفر الرؤيا 6:9)
كذلك اقتبس مدفيديف مقتطفات من كلمات فلاديمير لينين: "يتذكروننا طالما كنا نعيق الآخرين"، ثم وجه للسفراء الغربيين كلمات نيكيتا خروشوف: "شئتم أم أبيتم، التاريخ في صالحنا، وسوف ندفنكم".
وعلى جانب آخر، أكّد المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف، على أنَّ 45% من الروس يؤيدون "بالتأكيد" تصرفات القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، بينما "يؤيدها" 30% آخرون.
جاء ذلك وفق ما نشره المحلل السياسي بقناته الرسمية على تطبيق "تليغرام"، اليوم، حيث أشار إلى أنّه وفقا لآخر استطلاعات الرأي التي أجراها أحد المراكز الموالية للحكومة الأوكرانية (رازومكوف)، فإنَّ 42% من المواطنين الأوكرانيين يؤيدون استمرار الحرب، و21% يؤيدون تجميدها، لكنهم ضد المفاوضات مع روسيا، فيما يؤيد المفاوضات مع روسيا فقط 23%، ولم يقرر بعد 15%.
وعلى الجانب الآخر، ووفقاً لنازاروف، فقد أجرى مركز "ليفادا" الروسي، يوليو الماضي، استطلاعاً آخر للرأي، تمت فيه صياغة الأسئلة على نحو مختلف، كانت نتائجه على النحو التالي: 25% يؤيدون بالتأكيد استمرار العمليات القتالية، و16% يميلون أكثر لمواصلة الأعمال العدائية، و27% يميلون أكثر للتفاوض، و24% يؤيدون التفاوض بالتأكيد، و8% لم يقرروا بعد.
وفي الوقت نفسه، ووفقاً لـ "ليفادا"، فإنَّ 45% من الروس يؤيدون بالتأكيد تصرفات القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، و30% يؤيدونها، و10% لا يؤيدون تلك التصرفات، و8% لا يؤيدونها بكل تأكيد، و7% لم يقرروا بعد. ولم تتغير نسبة إجابات المواطنين الروس على هذه الأسئلة منذ بداية الحرب، وفقا لنازاروف.
يُذكر أنَّّ مركز "ليفادا" يُعد داخل روسيا كياناً أجنبياً، أيّ أنّه من الصعب احتسابه متعاطفاً مع روسيا، ويرى المحلل السياسي ألكسندر نازاروف أنَّ تلك الأرقام تُوضح أنَّ مصدر الدعم الشعبي "يسمح للقيادة الروسية بمواصلة الحرب".