أكّد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، على أنَّ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف قادة المقاومة، سياسية إجرامية مستمرة يُحاول من خلالها أنّ يُضعف المقاومة، وأنّ يُضعف تنامي الفعل المقاوم وتأثيره، لافتاً في ذات الوقت إلى أنَّ الاحتلال واهم إذا اعتقد أنّه بهذه السياسية يُمكن أنّ يُوقف المقاومة؛ لأنّها خيار شعبي رفضاً لسياساته الإجرامية اليومية وسياسة الضم والاستيطان وهدم المنازل والاعتقال.
عدم السماح للاحتلال بتصدير أزماته
وقال أبو ظريفة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الاحتلال يمر بأزمة سياسية وأمنية، نظراً لفشله في وقف العمليات البطولية، الأمر الذي أدى لتعمق أزمته الداخلية، لذلك يلجأ إلى سيناريوهات إعلامية يُصعد من خلالها، بالتهديد بالعودة لسياسية الاغتيالات".
وأضاف: "إنَّ الاحتلال واهم، إذا اعتقد أنّه يستطيع اغتيال قادة المقاومة دون الرد على الجريمة بمستواها"، مُردفاً: "قد يفتح أبواب المواجهة وسيدفع الاحتلال ثمن أيّ حماقة؛ لذلك نُحذر من مغبة الإقدام على هذه السياسة".
ودعا المقاومة إلى أنّ تكون على أتم الجاهزية لمواجهة أيّ حماقة قد يرتكبها الاحتلال، مُؤكّداً في الوقت ذاته على عدم السماح للاحتلال بتصدير أزماته على حساب الدم الفلسطيني.
المقاومة في الضفة تُعطل "خطة الحسم" للاحتلال
وبشأن إمكانية نجاح الاحتلال في تمرير"خطة الحسم" لحكومة الاحتلال في الضفة الغربية بالتوجه لسياسية اغتيال القيادات الفلسطينية في الداخل "غزة والضفة" والخارج "لبنان وسوريا وتركيا"، رأى أبو ظريفة، أنَّ "عمليات المقاومة في الضفة الغربية تُعرقل وتُعطل الإستراتيجية التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي والتي انتقل بها من إدارة الصراع إلى حسم الصراع عبر سياسية الاستيطان والترحيل وضم الأراضي".
وأكمل: "الاحتلال يُريد وقف كل ما من شأنه أنّ يُعرقل استراتيجيته -أيّ حسم الصراع- لذلك يُحاول خلط الأوراق بالتصعيد وحرف الأنظار عما يجري في أراضي الضفة الغربية"، مُردفاً: "واهم الاحتلال إنّ اعتقد أنّه يُمكن السماح له بالاستمرار في عملية الضم والاستيطان، فمهما كان ما يقوم به الاحتلال، شعبنا سيواجه سياسة الضم بكل الأشكال والأدوات، وأيّ محاولة لتصدير أزمته ستجابه بمزيد من العمليات البطولية والمواجهة والاشتباك".
هكذا يمكن مواجهة خطة الحسم الإسرائيلية
وبالحديث عن المطلوب رسمياً من الفصائل الفلسطينية والقيادة لمواجهة سياسية الاحتلال التوسعية في الضفة الغربية ومواجهة سياسة الاغتيالات، قال أبو ظريفة: "إنَّه لا يُمكن مواجهة التحديات في ظل الحالة الفلسطينية الراهنة، لذلك المطلوب هو الانتقال إلى إستراتيجية وطنية تعتمد على المقاومة بكافة أشكالها في إطار قيادة وطنية موحدة".
وأردف: "كذلك تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي فيما يتعلق بالعلاقة مع دولة الاحتلال الإسرايلي، والالتزامات الأمنية والسياسية البائسة لاتفاقية أوسلو"، مُشيراً إلى أهمية نقل ملف الدخول في مواجهة الاحتلال إلى المحافل والمؤسسات الدولية.
وأوضح أنَّ العمل في إطار المحافل الدولية لمواجهة الاحتلال؛ يعني الاشتباك معه من خلال المقاومة والاشتباك معه من خلال المحافل الدولية عبر نيل العضوية العاملة والانضمام لكل المؤسسات الدولية وتفعيل كل الشرعيات في محكمة الجنايات الدولية والتحرك على الأطراف العربية لوقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال.
وخلص أبو ظريفة في ختام حديثه، إلى أنَّ مجابهة الاحتلال، تأتي من خلال إنهاء الانقسام وبناء الإستراتيجية الوطنية وتثبيت قرارات المجلس الوطني، هما اللذين يجمعان عوامل القوة في مواجهة سياسية الضم والاستيطان.