بقلم: سميح خلف

أمريكا تستهدف أوروبا "نظرة تحليلية"

سميح خلف
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

قد يستغرب البعض من عنونة هذا المقال وبهذا التعبير المباشر ولكن هذه امريكا التي تفتعل الازمات والحروب وكما ترسمه الدولة العميقة في امريكا والذي يحركها الراس المال الامبريالي ولو رجعنا للخلف عقود علي الاقل عن ما قبلها لوجدنا ان امريكا اخذت نصيب الاسد في الحرب العالمية وهي اخر من اشتركت فيها وكانت هيروشيما ونجزاكي ضحية الكوبوي الامريكي ورعاة البقر الذين هم اصلهم انجليزي المهم هنا ما يحدث اليوم من متغيرات كبرى في العالم ولكن بالرجوع ايضا للخلف وقفت امريكا بكل ما تمتلك من مؤامرات علي اوروبا العدو اللدود الاقتصادي بمساعدة الثورات العربية بشكل او بأخر التي انطلقت منذ عام 1952 وتلاها عدة ثورات في سوريا وليبيا واليمن والجزائر بل وقفت امريكا مع الجزائر لاخراج اوروبا العجوز من منطقة الشرق الاوسط في كل من مصر وسوريا وليبيا وكما قلت الجزائر هذا لا يعني بأنه كان هناك شعور وطني لدي الضباط الذين قامو بتلك الثورات وامتداد قومي عربي ولكن السياسة لها احكام وربما تتقاطع مع من لا يعجبنا بشكل مرحلي او دائم .

من هذه المقدمة وخروج بريطانيا من السوق الاوروبية وباعتبار بأن الجنيه الاسترليني سيضعف من قوة اليورو وباشعار امريكي والتحكم الكلي في سياسات حلف النيتو وكما اوضح ترامب ابان فترة رئاسته بأن علي اوروبا ان تدفع اكثر في حلف النيتو تعتبر امريكا ان اليورو ومنذ بداية التعامل فيه هو منافس في الاقتصاد العالمي للدولار وان تم تقييده بشكل او بأخر ولكن قد يظهر منافس اخر للدولار لم يكن بالحسبان وهي دول تعاون ليبريكس التي مازالت سياساتها تعتمد علي التبادل الاقتصادي الداخلي بين دولها ولكن في انتظار انهيار اليورو سيتقاسم العالم نظامين اقتصاديين متوازنيين بعد التصعيد والمتغيرات التي تحدث في العالم ولان اصرار النظام الامبريالي الامريكي في معادلة غير ذلك يعني انهيار العالم ولكن يبدو ان الطرفين اقحمو اوروبا في الصراع في اوكرانيا والوصول الي افريقيا الوسطي وغرب افريقيا لاخراج ما تبقي من قوى اوروبا العجوز وبالتحديد فرنسا التي ستنهار داخليا اذا  احجمت الخامات الافريقية عنها . 

نرى اليوم انقلاب اخر في الجابون انقلاب عسكري علي غرار مالي وبوركينافاسو والنيجر وافريقيا الوسطي وستتابع الثورات في (افريقيا) التي فقدت قرون من مصالحها نتيجة احتكار اوروبا لمواردها  , ومن هنا نرى الموقف الامريكي القريب للاعتدال من تلك الثورات او الانقلابات فهي ليست حادة في تعاملها مع الحدث وتمتلك في بعض تلك الدول قواعد عسكرية ولم تتخذ موقف حول وجود السفير الامريكي في النيجر , تراجع دول البريكس عن مواقفها الحادة تجاه نيجيريا بل اصبتحت تلك الدول تحت قائمة الانقلابات العسكرية . 

لم تكن تلك التغيرات وليدة الصدفة او الحدث السريع بل كان تبويبها بموقف امريكا الداخلي بايعاز للاوروبيين , بريطنيا الدولة التابعه لامريكا والمانيا وفرنسا لتحريك اطماع زيلينسكي في اوكرانيا والشعور القومي لدى الاوكران في اضطهاد مباشر للمواطنين الروس في شرق اوكرانيا بل وعود للانضمام لحلف النيتو وهي وعود تحريكية امريكية لصناعة حدث يضعف اوروبا بل ضربة قاسمة لاقتصادها الداخلي وقوتها الانتاجية فكانت حرب اوكرانيا التي اعتبرها الروس حرب وجود وليس حدود ولم توفي امريكا بوعودها بقبول اوكرانيا في النيتو وهذا يفتح الباب لتوازنات دولية جديدة قد تخرج اوروبا منها في وجود قوى اقليمية اخري مثل ايران , تركيا , مصر , السعودية بل الخليج العربي التي انضمت فيه السعودية , مصر , الامارات لحلف بريكس . 

إذاً من المستفيد من المتغيرات المتلاحقة في افريقيا والصراع في اوكرانيا التي نضبت فيه القوة الانتاجية العسكرية الاستراتيجية لدى اوروبا بل اكثر من ذلك ان صفقات السلاح والطيارات f 16 لم يكن استعداد امريكي لتزويدها من السلاح الاستراتيجي الامريكي بل اوعزت لهولندا ودول اخرى لتزويد اوكرانيا حتي التدريب ولم تدخل امريكا في تلك اللعبة الا بشكل غير مباشر اذن المستفيد من تقسيم العالم لقوى جديدة وتوازنات جديدة بالتأكيد امريكا وروسيا والصين وستنشأ معادلة جديدة في توازن في التجارة العالمية بين البريكس والدولار وفي النهاية ستصبح اوروبا اضعف من اي موقف لحماية مصالحها الخارجية في افريقيا واسيا ودول اخرى .