المئات طرقوا أبواب شركات السفر

تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!

تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

أخبار يتناقلها الجميع حول هجرة الكثير من الشباب، يشوبها العديد من الشائعات التي تُحرض باقي الشباب على الهجرة، وتُجبرهم على ترك غزّة قاصدين أوروبا بلاد السحر والجمال والعمل والحياة الرغيدة، لا أحد يُجزم حتى اللحظة من هو المستفيد من هجرة الأعداد الكبيرة من شباب قطاع غزّة سوى أنّها أُمنية الاحتلال التي لطالما سعى إليها.

أعداد بدأت بالازدياد، للأفراد والعائلات، حتى أنك حينما تبدأ بالبحث عن أسماء من هاجروا تجدهم جميعهم يقطنون في حي واحد ويربطهم دم واحد، حتى أصبحنا نسمع عن عائلات بأكملها قد قامت ببيع كل ما لديها وغادرت القطاع دون عودة، كما هو حال الكثير من العائلات في مدينة بيت لاهيا، ومحافظة خانيونس جنوب قطاع غزّة.

ظاهرة الهجرة من قطاع غزّة إلى الخارج، بدأت تأخذ منحى متصاعداً وخطيراً، في ظل ارتفاع مؤشرات الفقر والبطالة لا سيما بين الشباب والخريجين، علاوةً عن فقدان الأمل في المستقبل وانسداد الأفق السياسي والاقتصادي، وتنصل المسؤولين، حيث شوهد العشرات من الشباب المتدافعين أمام مكتب شركة "باسبورت" الشركة الحصرية لإصدار فيزا السفر لتركيا، وقد تجمهروا بطريقة عشوائية نتج عنها عدة إصابات وإتلاف محتويات المكان، مما دفع القنصلية التركية لوقف إصدار أيّ تأشيرة لأيّ شاب من غزّة عدا الطلاب ورجال الأعمال بشكلٍ مؤقت.

الموضوع القديم الجديد الذي يشغل الرأي العام المحلي الآن، فخروج الشباب وتمكنهم من الوصول لأوروبا بكل سهولة وليس كالأمس، دفع بالكثيرين منهم، والذين ضاقت بهم سُبل الحياة ووصلوا لأكثر من نصف عمرهم ولم يجدوا عملاً بعد، دفعتهم للتفكير ملياً في الهجرة والاستدانة لشراء تذكرة السفر ومصاريف التنقل من أجل الوصول إلى أوروبا بسلام.

جدير ذكره أنَّ الأشهر الماضية شهِدت تزايداً ملحوظاً في أعداد الشبان الراغبين في الهجرة من قطاع غزّة إلى دول أوروبا وكندا، حيث استقبلت المكاتب التي يتم من خلالها منح تأشيرات سفر لتركيا، التي تُعد أولى محطات هجرة الشبان، المزيد من الراغبين في مغادرة القطاع، بينما ينتظر الآلاف في تركيا لإكمال طريقهم لليونان.

"ما في حياة"

"محمد.أ" ابن الثلاثين عاماً لم يترك باباً في غزّة للعمل إلا وطرقه، طامعاً في العمل بشهادته الجامعية والتي تخصص بها في إدارة الأعمال، وكان كلما تقدم لإحدى الشركات يأتيه الرفض لأسباب غير منطقية، فتارةً يُريدون فتاة للعمل وتارةً أخرى يُريدون المتقدم لتلك الوظيفة أنّ يكون من سكان المنطقة والقريبين من العمل، وغيرها من الأسباب، ولذلك اتجه لعمل بسطة صغيرة لبيع المشروبات الساخنة على جانب الرصيف بالقرب من منزله، لكِنه لم يدخل عليه أيّ أرباح تُذكر بل وطالبته البلدية بإزالة البسطة لأنّها تُعد تعدياً على الشارع العام، محمد ابن العقد الثالث من العمر يقول لمراسلة "خبر" وهو يصف حاله وحال غيره من الشباب: "مفيش عيشة ولا حياة بغزّة، لما تفكر تتعلم بتدفع فلوس، ولما تفكر تفتح مشروع صغير تعيش منه بتدفع فلوس للبلديات والوزارات، أنا شو أضل أعمل في غزّة، صار عمري 35 سنة لا قادر أشتغل ولا قادر أتزوج، الي متلي فاتحين بيوت وعندهم بدل الولد ولدين، تسكرت كل الأبواب بوجهنا، ما ضل أيّ باب غير الهجرة".

وأضاف: "يمكن لما نروح لبلاد الكفر والغرب متل ما بيقولوا نلاقي حياة واحترام، الحاجتين الي مش موجودات في غزّة، أنا قدمت على فيزا لتركيا متلي متل باقي الشباب وبستنى أدبر مبلغ منيح مشان أقدر أدفعه بعد هيك للمهربين الي هيوصلوني لليونان".

وتابع: "لو بدي أموت وأغرق ما راح أغير رأيي ولا شيء هيثنيني عن الهجرة، في غزّة ميتين ولو مكتوبلنا برا نموت هنموت ولو العكس فبنكون عملنا الي علينا".

"ستبقى خطيتنا معلقة في رقابهم"

"عبد الله وهو الابن الثاني لوالده ورغم محاولات الأب المستميتة لإثناء ابنه عن الهجرة، إلا أنَّ جميعها باءت بالفشل"، يقول: "أعلم جيداً أنَّ قلب والدي حزين وهو كأيّ أب يُريد ابنه أنّ يعيش بجواره، ولكِن عن أيّ عيشة نتحدث، نحن في غزّة لا نملك من الحياة سوى اسمها، تعلمنا وتخرجنا من الجامعات بتخصصات مختلفة وبمعدلات عالية وانتظرنا دورنا منذ سنوات أنّ تأتينا الفرصة للعمل لكنها بعيدة جداً، ماذا يعني أنّ يطلبوا فقط 500 شاب وفتاة للعمل والخريجين فاقوا مئات الألوف، متى سيأتينا دور للحياة، لقد شبنا ونحن شباب، لا مسؤول يهتم بنا ولا قيادات في غزّة والضفة يهمهم أمرنا، وإنَّ حدث واهتموا لأمرنا يهتمون فقط لأبناء كل شاب محسوب عليهم، أبناء التنظيمات والقيادات هي التي لها نصيب أما نحن فلنا الله". 

وأضاف: "ستبقى خطيتنا معلقة في رقابهم إلى يوم الدين وسيسأل كل راعٍ عن رعيته".

"أوروبا تفرض القيود على العرب"

جميعنا يعلم أنَّ الوضع العام في أوروبا ليس كالسابق، خاصةً بعد الحرب الأوكرانية الروسية ولجوء الأوكراني لأوروبا، حيث فتحت دول الاتحاد الأوروبي لهم ذراعيها وأعطتهم امتيازات اللجوء التي كانت تُعطيها لغيرهم من الآسيويين والإفريقيين قبل سنوات، حيث يقول معتز عبد الهادي وهو شاب مقيم في ألمانيا منذ عشر سنوات: "واقع أوروبا في الوقت الحالي تغير كثيراً، خاصةً بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وفرص الحصول على إقامات للمهاجرين الجدد، خاصةً العرب أصبحت أصعب بكثير من الأعوام السابقة، فالمهاجر الذي كان يحتاج في السابق لعام واحد للحصول على الإقامة أصبح يحصل عليها في عامين أو ثلاثة وطبعاً إنّ كان محظوظاً، وذلك لأنَّ كثير من الدول غيّرت قوانين الهجرة، وباتت الدول الأوروبية لا تقتنع بأسباب اللجوء التي يُقدمها الوافدين، بالإضافة إلى أنّها ترفض الكثير من الطلبات المقدمة، وفي حال حصل المهاجر على إقامة، فهو يحتاج لعدة سنوات حتى يتمكن من جلب عائلته".

ولفت إلى أنَّ أيّ شخص يُفكر بالمجيء إلى أوروبا يجب أنّ يضع في حسبانه أنَّ حصوله على الإقامة والاستقرار في بلد أوروبي يحتاج لوقت طويل، بالإضافة للبحث عن أسباب الهجرة المقنعة لكي يُقدمها لدائرة الهجرة في أيّ بلد سيلجأ إليها، فتلك الدوائر تعلم الكثير عن تفاصيل دول الشرق الأوسط، ولا تتجاوب مع الطلبات بسهولة، ولم تعد الكثير من المبررات السابقة مقنعة لديها.

وأكّد معتز، في حديثه لمراسلة "خبر"، على أنَّ فرص العمل تراجعت كثيراً في أوروبا، حيث أصبحت معظم الدول الأوروبية تُفضل تشغيل من ولدوا في نفس البلد، مع إعطاء فرص للأوكرانيين الذين هاجروا إلى أوروبا فراراً من الحرب، وهذا كله تزامن مع انخفاض ملحوظ في الأجور، وارتفاع كبير بالأسعار، خاصةً الكهرباء، والوقود، ومعظم السلع.

يُشار إلى أنّه وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 379 ألفاً في الربع الثاني من العام 2023؛ بواقع 245 ألفاً في قطاع غزّة، ونحو 134 ألفاً في الضفة الغربية.

ويؤكد الحقوقي مصطفى إبراهيم، في حديث صحفي سابق، على أنَّ معدلات الهجرة من قطاع غزّة ارتفعت، مُبيّناً أنَّ المؤشرات تؤكد أنّها تسير في اتجاهات تصاعدية، وأنَّ ارتفاع معدلات الهجرة، يُقابله حالة من التجاهل أو عدم الاهتمام الجدي بهذه الظاهرة من المسؤولين الفلسطينيين"، مُشيراً إلى غرق عشرات الفلسطينيين في البحر، وهناك عدد غير معروف منهم لم يتم العثور على جثامينهم.

وأشار إلى عدم وجود أيّ إحصاء فلسطيني بشأن أعداد المهاجرين، وهم من الجنسين ومن أعمار مختلفة، إلا أنَّ أرقام غير رسمية، تم تداولها مؤخراً، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُبيّن أنَّ نحو 19 ألف مواطن تقدموا لطلب الحصول على فيرا سفر إلى تركيا، وهذا تم خلال أسبوع واحد فقط، وما يزيد عن 83 ألف على قائمة انتظار السفر عبر معبر رفح البري الوحيد.

وكالة "خبر" تابعت تسارع الأخبار عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ورأي الشارع الفلسطيني بلجوء العشرات من الشباب للهجرة بشكل كبير وفي مدة زمنية قصيرة، ومنهم من رأى أنَّ هذا هو الوضع الطبيعي في ظل انعدام فرص العمل والحياة بغزّة، والبعض الآخر من رآه بأنّها سياسة احتلالية يتم من خلالها تهجير الغزّيين من هذه البقعة لتتخلص من الحروب الدائرة في كل عام، وهي لها اليد العليا لنشر الإشاعات والأخبار التي تدفع بالشباب للإسراع في الخروج من القطاع دون عودة.

تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!
تقرير: شباب غزّة يهربون من واقع مأساوي لواقع مجهول في أوروبا المنهكة!!