عن موقع "N12" : ماذا وراء "التصريح الاستثنائي" لرئيس "الموساد"؟

Mf_Qn64c_400x400.jpeg
حجم الخط

بقلم: نير دفوري



القصة المركزية وراء التصريح الاستثنائي لرئيس "الموساد"، دافيد بارنيع، هي الارتفاع في التحذيرات من محاولات تعرُّض إسرائيليين في الخارج لهجمات. حتى أن بعض هذه التحذيرات يتركز في دول محددة. وفي مقابل هذا التهديد، يقومون في إسرائيل بنوعين من الخطوات: أولاً، وبصورة مستمرة-العمل مع أجهزة استخبارات محلية، تساعد على إحباط العمليات والخلايا "الإرهابية"؛ وثانياً، ما سُمع، الأحد الماضي، من رئيس "الموساد" نفسه-تحذير واضح يعكس تغييراً في المعادلة.
من المهم لإسرائيل أن تقول للإيرانيين إنها تعلم مَن يقف خلف محاولات تنفيذ العمليات هذه، حتى لو حاولوا التخفي وراء خلايا محلية. فمجرد الكشف عن محاولات تنفيذ العمليات هذه، والوحدات المحددة داخل الحرس الثوري التي تحرك منظومة "الإرهاب" هذه، يمكن أن يشوش هذه العمليات التي تم التخطيط لها ميدانياً. هذا بالإضافة إلى أن هناك فهماً تبلور في إسرائيل بأن ما يمكن أن يوقف عمليات من هذا النوع، ذات الخطورة الكبيرة، والتي لا يمكن ضمان ألا تفلت واحدة منها من أجهزة الأمن، هو تمرير رسالة مباشرة لمن يقف على رأس النظام في إيران: انتبهوا، أنتم أيضاً أهداف. حتى أنتم لستم محصّنين، ويمكننا إلحاق الضرر بكم أينما كنتم.
الهدف هو ردعهم عن الاستمرار في هذا الاتجاه الذي ينشغلون به خلال الآونة الأخيرة: محاولة الانتقام مما نجحت إسرائيل في القيام به. منذ وقت طويل يريدون الانتقام، 27 إحباطاً خلال العام الأخير فقط، يثبت أنهم مستمرون في محاولة الانتقام للعمليات التي تُنسب إلى إسرائيل في إيران. وبحسب مصادر إعلامية، فإنهم حاولوا العمل مؤخراً في قبرص، واليونان، وأميركا الجنوبية، وشمال أفريقيا.
لدى الإيرانيين تفاهمات يجري بناؤها حيال الولايات المتحدة، وستؤدي إلى إلغاء جزء من العقوبات وتحرير الكثير من الأموال. المليارات التي تم تجميدها حُرِّرت. وضعهم في العالم جيد نسبياً، والعلاقات بينهم وبين الروس آخذة بالتقارب، وثقتهم بأنفسهم تزداد. هذا كله يمنحهم الثقة-منحوا الروس سلاحاً من أجل الحرب في أوكرانيا، والآن يتوقعون أن تدفع موسكو المقابل: تكنولوجيا متطورة مرتبطة بالنووي والصواريخ. حتى أن ثقتهم المتزايدة بأنفسهم تؤثر في المجال النووي: يسمحون لأنفسهم بالتقدم في المواقع التي تخوفوا سابقاً من التقدم فيها. يجمعون كمية أكبر من اليورانيوم المخصّب لأن الرقابة عليهم تراجعت. هذه الأمور كلها، إلى جانب الجرأة المتزايدة لدى إيران، تخلق ظروفاً خطِرة جداً بالنسبة إلى إسرائيل.
لذلك، تقف إسرائيل على أقدامها وتعلن: كفى. التهديد الذي وُجّه مباشرة إلى القيادة الإيرانية يوضح لهم أنه من الممكن أن يدفعوا ثمن هذه السياسة شخصياً.

عن موقع "N12"