اسرائيل اليوم : انطلاق "قطار السلام" الإقليمي

تنزيل (16).jpg
حجم الخط

بقلم: الوزير اسحق كاتس

 

 



في عالم مفعم بالتعقيدات والنزاعات كعالمنا توجد لحظات تطل فيها أفكار ذات رؤيا تعد بتغيير مناطق كاملة. على مدى السنين عملت على تنمية حلم بدا غير قابل للتحقق تقريبا – "قطار السلام"، الذي يجسر مسافات بعيدة ويربط بين إسرائيل وجيرانها، حتى الهند. واليوم أمتلئ بالامتنان وبإحساس عميق بالانجاز. من انجازاتنا في التكنولوجيا وحتى حصانتنا امام تحديات اجتماعية، امنية، واقتصادية، أثبتنا بأننا شعب قادر على بلورة مصيره. ان إقامة مشروع "سكة السلام الإقليمي" كان خطوة ثورية اتفقت فيها مع رئيس الوزراءـ بنيامين نتنياهو، قبيل تنمية رابط اقتصادي ودفع السلام في المنطقة قدما، حين تخيلت شبكة قطارات تنثر الاقتصاد، السياسة، والأمن. واصلت الدفع قدما بالمبادرة كوزير للخارجية، وكوزير للمالية عملت على دفعه قدما ودمجه في اتفاقات إبراهيم. تصريح الرئيس بايدن، الأسبوع الماضي، شهد على ان الرؤيا، كما يقول الكليشيه، تصبح واقعا.

جسر لتحسين العلاقات

إسرائيل دولة تقع على مفترق طرق، جعل موقعها مرغوباً فيه منذ فجر التاريخ. هذا هو السبب الذي جعل امبراطوريات عديدة تسعى لاحتلالها كي توسع نفوذها وقوتها. منذ الازل آمنت بالعلاقة بين القوة الاقتصادية والسلام الحقيقي. اثناء ولايتي كوزير للخارجية انطلقت في مهمة لجعل سفاراتنا في ارجاء العالم أذرعاً اقتصادية في ظل الدفع قدما بالاعمال التجارية من إسرائيل. كانت هذه الرؤيا مشتركة، ودعمها كثيرون بمن فيهم زعماء مهمون في العالم العربي وفي أوساط جيراننا ممن اعترفوا بالإمكانية الكامنة للمشروع. هذه هي "الرحلة الإسرائيلية" للزمن الحالي – رحلة لتثبيت مكانة إسرائيل لاعبة مركزية في الساحة المحلية والعالمية. ومثلما في كل رحلة، لا تنقص العوائق. مجال المواصلات في إسرائيل كان متطورا اقل بكثير مما هو مطلوب لاجل الخروج الى مثل هذه الرحلة. كانت إسرائيل ملزمة بتغيير ثوري من الأساس. وتطلب هذا حلا مواصلاتياً واسعا، وكانت هناك حاجة لعمل ذلك رغم التحديات. في اثناء حياتي تعلمت بأن التحديات هي الامر الذي يصمم الرؤيا ويجعلها واقعا، وهي التي جعلت حلم الامس قوة الغد. في أيلول 2019 حين مثلتُ دولة إسرائيل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك استغللت الفرصة لتنمية اتفاقات سياسية بين إسرائيل والامارات ودول الخليج. وتناولت المباحثات القدرات الاقتصادية والتكنولوجية للامارات وإسرائيل والامكانية الكامنة الهائلة في تعاون يجدي نفعاً للطرفين.
توقع المشروع لإسرائيل ان تكون جسراً برياً للدول العربية ويعدها بمخرج سريع الى البحر المتوسط. وكان لاتفاقات إبراهيم دور حاسم حين أبدت دول كالامارات اهتماما عظيما في تحقيق بل تمويل أجزاء من المشروع. وزير المالية الأميركي في حينه، ستيفن منوتشين، أدرجه في مبادرة أميركية للتكامل الإقليمي وولد بذلك "سكة الحديد للسلام الإقليمي" في إطار اتفاقات إبراهيم. شبكة القطار الإقليمي، حجر أساس في مشروع "سكة السلام الإقليمي"، تقف دليلا على سعي لا يتوقف من جانبنا الى السلام والى الاندماج الاقتصادي. شبكة القطارات هذه تضمن ربط إسرائيل بالبحر المتوسط، ولاحقا أوروبا، السعودية، دول الخليج والعراق. فضلا عن ذلك، فان الدفعة الهائلة للاقتصاد الإسرائيلي ولباقي اقتصادات المنطقة تفتح فرصا غير مسبوقة للتجارة في ظل تطوير العلاقات في المنطقة.

بارقة أمل

ان تأكيد هذه الرؤيا من جانب الرئيس بايدن في نهاية الأسبوع الماضي هو أيضا تأكيد على جهودنا، وبرهان على ان دولة إسرائيل تسير في الطريق الصحيح. بينما نقف على شفا عصر جديد، يجب أن نتذكر بان الحديث يدور عن أكثر من مشروع مواصلاتي. هذه بارقة أمل، رمز لما يمكن تحقيقه من خلال التصميم، التعاون، والرؤيا المشتركة لشرق أوسط جديد، تكون إسرائيل مركزها. ان مشروع "سكة السلام الإقليمي" ان شئتم، "قطار السلام" – يقف من أجل رحلة نحو مستقبل السلام، الاندماج الاقتصادي، والفرص غير المسبوقة. هكذا سنرى شرقاً أوسط جديداً، جديداً حقاً.


عن "إسرائيل اليوم"